المتابع لمباريات كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال، والتي تجمع خيرة النوادي العربية في قارتي إفريقيا وأسيا، من خلال قنوات الرياضية السعودية (SSC)، سيقف على أمرين، الواحد منهما أسوأ من الثاني. الأول، أنه باستثناء المباريات التي يكون طرفا فيها نادي من الأندية السعودية الأربعة المشاركة في المسابقة التي تقام بطريقة التجمع بالمملكة العربية السعودية (الهلال، الإتحاد، النصر والشباب)، والتي تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا، فإن كل المباريات الأخرى تجرى أمام مدرجات شبه فارغة، باستثناء بعض الحضور الجماهيري في مباريات الوداد والرجاء. الثاني، هو التعليق المتجاوز على المباريات من طرف معلقين، يفتقد أغلبهم للمعلومات الدقيقة، ويسقطون في أخطاء فظيعة إن تعلق الأمر بجنسيات اللاعبين أو حتى بطريقة نطق أسمائهم، وكمثال على ذلك فلاعب الرجاء عند المعلق السعودي بوزوق، مغربي وليس جزائري، وضراوي هو لاعب للرجاء بينما الصحيح أنه لاعب للوداد. وكانت صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي لأندية كبيرة، مثل الرجاء والوداد والزمالك والترجي قد هاجمت كثيرا هؤلاء المعلقين، وعابت عليهم عدم تقديرهم الضروري لتاريخ ومرجعية وتراث الأندية تلك. ويصل تنويه المعلقين بالأندية السعودية بدرجة أولى وبالأندية الخليجية بدرجة ثانية، لدرجة الإطناب، بينما لا يكون الأمر كذلك مع فريق مثل الرجاء الرياضي الذي كان أول فريق عربي يبلغ نهائي كأس العالم للأندية. جميل أن تحصل قناة سعودية على النقل الحصري لمباريات بطولة كأس الملك سلمان للأندية، ولكن الأجمل من ذاك كله أن تسهم في الترويج للمسابقة بتوفير أحدث المعدات للنقل التلفزيوني الذي يحيط بكل قواعد النقل الحديث للمباريات، وبتأهيل المعلقين وحتى بمقدمي البرامج التحليلية وبالتعاقد مع باقة متنوعة من النجوم والمحللين العرب الكبار، لإشعار كل العرب بأن القناة تنقل بطولتهم جميعا ولا تنقل بطولة يكون فيها التركيز فقط على الأندية السعودية. ومن دون حاجة لوضع المقارنات، إلا أننا إزاء هذا الفقر الإعلامي الذي يحيط بهذه النسخة تحديدا، نتذكر الجودة العالية التي واكبت بها قنوات أبوظبي الرياضية، تقنيا وإعلاميا كأس الشيخ زايد بن سلطان وكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال.