هل أصدق؟.. صراحة لغاية هذه اللحظة.. لا أصدق أنني في حلم بعيون مفتوحة وفلاش باك من 1988 بدأت الصراعات والكولسة ومحاولة الظفر بثقة صقور الفيفا. 
صقور إعتادت على الطبطبة و«فشوش» كل من يتقدم لطلب رضاهم للتصديق على ملفات، يستغرق تجهيزها ودراستها والتعميق والتمحيص في كل سطر من سطور ملفاتها أشهرا عديدة.. 
ملفات الترشيح للظفر بلعبة الدول المترشحة ودمية الصقور.
«فلاش باك» يعيدني إلى ما عشته مع زملاء قليلين جدا، يعرفون جيدا مكائد ودسائس سراديب قلعة هافيلانج حينها والتي أورثها لأمين سره في 1998 «البلا الطائر» أو بلاطير، ترجع بي الذاكرة طيلة ثلاثة أيام بزيوريخ السويسرية كنا نتجاوز عتبة قاعة المافيا الكروية أو الفيفا، بالنسبة لعبد ربه فهما سيان. 
في اليوم الموعود فجأة شرع الباب وخرج المرحوم الأستاذ عبد اللطيف السملالي يرغد ويزبد: (هذه أصبحت سوق للدلالة وباك صاحبي) وسط جوقة من الإعلاميين حينها كانت للأقلام وكاميرات مصداقية ليست كمصداقية اليوم.. (البيع والشراء داخل هذه «الرحبة» حقل ترتع فيه بالعلالي الرشوة..).
وخرج بعدها العجوز وحينها فعلا كان عجوزا، ليرد على وزيرنا حينها في الشبيبة والرياضة والمسؤول عن ملف ترشيحنا لسنة 1994.
وتستمر كرونولوجيا الخيبات في «سوق الدلالة» ترشيحات تنظيمات كأس العالم وفي كل مرة نترشح ويخرج لنا «باندي» من الأعضاء التنفيذيين للفيفا ويطلق علينا «السلوكية»، هذه المرة سيكون التنظيم لكم وكم من مرة بيع لنا الوهم من بلاطير ورباعتو لغاية كأس العالم 2026 والتي فضلوا فيها مرة أخرى من أجل سواد وعيون ترامب وساهم فيها بعض الأشقاء الذين قسموا إفريقيا وآسيا.
لتعود مرة أخرى كأس العالم 2026 للولايات المتحدة الأمريكية بعد 1994 بعد أن أصبح التصويت في الجمعية العامة ولن أتحدث عن «المقالب» التي شربناها مع فرنسا وعدم تقدمنا في 2002 (اليابان وكوريا الجنوبية) لنعود لشرب الكأس المرة في 2006 وتهريب العضو النيوزيلاندي وتهديدات «الماكنا» السمعي البصري الدولي ربير مردوخ بإسناد التنظيم لألمانيا، إذ كان بلاطير ومن معه يريدون تعويض الخسائر المالية التي ضربت صناديق «إس ل» وخزينتهم وبعدها كان السراب الأكبر عندما باعنا جاك وارنير «ترينيداد وطوباغو» التي تسللت أصابعه الرشيقة إلى جيوب بنهمام منتصف الليل الذي وضع رأسه على «مخدته» في نوم عميق متأكدا أن 13 صوتا لصالح جبال الأطلس ويتفاجأ بعد زيارة وفد من فاز بالتنظيم لتنفيذ المؤامرة وطارت 2010 إلى أقصى الجنوب الإفريقي بدل شماله.
وهكذا تتوالى كؤوس الخيبة التي شربناها طيلة 35 سنة ولأن المغاربة لا يعرفون الكلل ولا لملل ولا المستحيل إيمانا بأن الله سبحانه وتعالى يحب العبد الملحاح فقد إستمرينا في هذه الطريق رغم مطباتها ليأتي يوم الأربعاء 4 أكتوبر 2023 الخبر والفرحة بالبشرى التي زفها لشعبه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، وحمله البلاغ الملكي لنا ولجيراننا الذين آمنوا بقدراتنا من خلال ما تابعوه منذ إنجازات أسودنا بقطر من تحدي الذي عاشه المغاربة خلال الكوفيد وزلزال الحوز وليتأكد العالم بأن المغاربة من طينة لا مثيل لها في الإصرار. 
بعد بلاغ كيغالي الذي زف خلاله صاحب الجلالة في 14 مارس 2023 عند تتويجه بجائزة الشخصية الرياضية في إفريقيا الترشيح الثلاثي لينهي تدليس الفيفا والحكرة التي طالتنا وعاشها عبد ربه من داخل المطبخ.
إنتهى الكلام، وعندما تتكلم السدة العالية بالله نصره وشافاه الله نقول آمين ويردد العبد لله بعد أن هرم في إنتظار هذه اللحظة وما عاشه من «فقايس» 5 ترشيحات وأقول شكرا شكرا سيدنا.. 
كأس العالم عندنا يا مرحبا.. يا مرحبا.