بعد انقضاء أسبوع تقريبا على إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ملف المغرب، إسبانيا والبرتغال، مرشحا وحيدا لاستضافة كأس العالم لعام 2030، مع تمكين دول أوروغواي والأرجنتين وباراغواي من إجراء مبارياتها الأولى على أراضيها، احتفاء بالمائوية الأولى لمونديال، شهد مولده سنة 1930 من ملعب مونتيفيديو بأوروغواي، ومن ثم انتقال النهائيات إلى إفريقيا وأوروبا، ما زال هناك حديث عن هذه التخريجة الفريدة من نوعها التي اهتدى إليها الإتحاد الدولي لكرة القديم، لتكريم مهد انطلاقة المونديال، لتكون نسخة 2030، عابرة للقارات، منظمة بثلاث قارات ومن 6 دول، ولو مع فارق كبير في حجم المباريات.
وطبعا حركت هذه الصيغة المتخيلة العديد من الأسئلة، ومنها على الخصوص الصيغة التي سيتم بها توزيع المباريات 104 على الدول الست..
سؤال سارعت الفيفا لتقديم صيغة جواب أول عنه.

• المصادقة على الملف سنة 2024
من الضروري التأكيد على أمر مهم أشار إليه بلاغ الفيفا التفصيلي، وهو أن الإتحاد الدولي لكرة القدم، سيعلن رسميا عن استضافة كأس العالم 2030 في دجنبر 2024، أي بعد 15 شهرا تقريبا، وسيكون ذلك من خلال الجمعية العامة، احتراما للبروطوكول الذي صممته الفيفا لإعلان الدول المستضيفة لكأس العالم.
وبالنظر إلى أن الكونفدرالية الإفريقية وكونفدرالية الكوميبول والاتحاد الوروبي، الويفا، توافقت على هذه الصيغة، فمن المستبعد جدا، أن تحدث تغييرات كبيرة على القرار الذي تم الكشف عنه قبل أيام.
وستعود اللجنة المنظمة المختلطة للإجتماع بالرباط، يوم الأربعاء 18 أكتوبر الحالي، للتشاور حول كافة التفصيلات من أجل إعداد أفضل ملف ترشح ممكن، سيتم عرضه على الجمعية العامة للفيفا في يوليوز من عام  2024 على الأرجح.

• أجندة مونديال 2030

بالعودة إلى البلاغ الذي صدر عن الفيفا الجمعة الماضي، والذي كشف عن الخطوط العريضة لرزنامة كأس العالم 2030، سنجد أن المنافسات ستنطلق في الثامن أو التاسع من يونيو بثلاث مباريات تجريها منتخبات أوروغواي والأرجنتين وباراغواي في مونتيفيديو وبوينس آيرس وأسونسيون، مباريات أُطلق عليها اسم "المباريات التذكارية لمئوية لكأس العالم"، ولن تعتبر أي منها المباراة الإفتتاحية للنهائيات، إذ سيقام حفل الافتتاح الرسمي لكأس العالم يوم 13 أو 14 يونيو، وسيقام في إحدى الدول الثلاث المغرب أو إسبانيا أو البرتغال.

وتقام في 15 أو 16 يونيو مباريات المجموعة الأخرى للأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، والتي لن تلعب الجولة الثانية إلا في 21 أو 22 يونيو. ولن يبرمج نهائي كأس العالم النهائي قبل 21 يوليوز، أي بعد 45 يوما من إجراء المباراة الأولى، ما يعني أننا سنكون أمام أطول نسخة لكأس العالم زمنيا.

• جدل حول ملعب النهائي
أكثر من الحفل الإفتتاحي للمونديال الذي سيكون يوم 13 أو 14 يونيو 2030، فإنه مع الإعلان عن ملف المغرب، إسبانيا والبرتغال، مترشحا وحيدا لتنظيم مونديال 2030، أصبح مكان المباراة النهائية الأكثر إثارة للجدل.
وكانت الصحافة الإسبانية، هي البادئة بالترويج، لملعب سانتياغو برنابيو، قلعة ريال مدريد هو المكان المثالي لنهائي المونديال، بخاصة مع التأكيد الذي صدر عن ميغيل إيسيتا، القائم بأعمال وزير الثقافة والرياضة، الذي قال: "من المقرر أن تقام المباراة النهائية في إسبانيا". 
وما إن جرى الحديث إعلاميا وحتى رسميا، في إسبانيا عن ترشيح ملعب سانتياغو برنابيو بمدريد الذي أعيد تحيينه وتحديثه، ليكون مسرحا لنهائي مونديال 2030، حتى ارتفعت أصوات الكاذالونيين، لتقول أن نيو كامب قلعة برشلونة، الذي يخضع بدوره للإصلاحات، مؤهل هو الآخر ليكون مسرحا للنهائي.
وإزاء هذا الجدل المتنامي، خرج السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة، رئيس لجنة تنظيم نهلئيات كأس العالم ليقول: "نأمل أن نخوض تجربة المباراة النهائية والاستثنائية، تكرم القارة بأكملها والأجيال الشابة في ملعب الدار البيضاء الجديد الذي سيكون استثنائيا ورائعا"، عطفا على أن ملعب الدار البيضاء الجديد سيكون هو الأكبر والأضخم في إفريقيا بسعة تصل ل93 ألف متفرج، في تطابق كامل مع المعايير التي تضعها الفيفا لمباراتي الإفتتاح والنهائي، وضرورة توفير ملعب يتسع على الأقل ل80 ألف متفرج.
 وسيكون من المفاجئ، عدم إقامة المباراة النهائية لكأس العالم في واحد من الملاعب الثلاثة، ملعب الدار البيضاء الكبير، سانتياغو برنابيو بمدريد ونيو كامب ببرشلونة.

• 6 منتخبات تتأهل مباشرة
أما بالنسبة للمنتخبات المتأهلة بشكل أوتوماتيكي لنهائيات كأس العالم 2030، فقد عرفت ستة منها من بين الـ 48 منتخبا سيشاركون في الأدوار النهائية لكأس العالم 2030. وهم المنتخبات المستضيفة، لذا فإن المغرب وإسبانيا والبرتغال والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي تعرف من الآن أنها ستكون على رأس ست مجموعات من المجموعات 12، على أن تعرف الـ 42 الأخرى من التصفيات القارية، وإذا ما نجح الفريق الوطني في التأهل  لكأس العالم 2026، فإنه سيحقق إنجازا غير مسبوق بالتواجد في نهائيات كأس العالم لأربع مرار متتالية.

• ما هي الملاعب المرشحة؟
لأن الإتحاد الدولي لكرة القدم، بات يلزم البلد أو البلدان المستضيفة لكأس العالم بصيغتها الجديدة، التوفر على 14 ملعبا على الأقل، فإن المغرب، إسبانيا والبرتغال سيصادقون من خلال اجتماعات اللجنة المختلطة، على الملاعب التي ستدرج في الملف الذي سيتم عرضه على الفيفا للمصادقة.
ولئن كان المغرب قد استقر بشكل أولى على 6 ملاعب سيتقدم بها لضمها لملف المونديال، وهي ملاعب الدار البيضاء الجديد، الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الكبير بطنجة، الكبير بفاس، الكبير بمراكش والكبير بأكادير، فإنهم في إسبانيا يتحدثون عن 15 ملعبا يمكنهم التنافس على حصة الملاعب التي ستخصص لإسبانيا، ومن بينها طبعا، غران كناريا بلاس بالماس، نويفا كوندومينا بمورسيا، ملعب آر سي دي إي التابع لاسبانيول برشلونة، لا روماريدا بسرقسطة، إل مولينون بخيخون، رياسور لاكورونيا، بالايدوس بفيغو، لا روزاليدا بمالقا، أنويطا بسان سيبايتيان، سان ماميس ببيلباو، لا كارتوخا باشبيلية، سيفيتاس ميتروبوليتانو بمدريد، ملعب أنلتيكو مدريد، نو ميستايا لفالنسيا، نيو كامب قلعة نادي برشلونة وسانتياغو برنابيو محمية ريال مدريد. 
ويمكن أن تختزل هذه الملاعب 15 إلى 10 ملاعب أو أقل.
 وفي البرتغال، هناك ثلاثة ملاعب مؤكدة، اثنان منها في لشبونة، والآخر في بورطو: جوزي ألفالادي ملعب نادي سبورتينغ لشبونة، ودا لوز (ملعب النور) ملعب بنفيكا في العاصمة لشبونة ودو دراغاو ملعب بورطو، في ثاني أكبر مدينة برتغالية من حيث عدد السكان.