في حوار مطول مع الناخب الوطني ومدرب المنتخب الأولمبي طارق السكتيوي، سننشره في عدد يوم الأثنين، أنجز في المنطقة المختلطة، مباشرة بعد نهاية المباراة الملحمية أمام الولايات المتحدة الأمريكية، التي انتهت بفوز الأسود برباعية، أبدى طارق سعادته بالمجموعة التي تشكل المنتخب الأولمبي، وقال جوابا على الأسئلة النالية:
المنتخب: بالعرض الجميل وبالنتيجة العريضة هزمتهم منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، وحققتم إنجازا تاريخيا بالوصول للدور نصف النهائي، هل كنت تتصور أن يكون العبور سهلا، لهذه الدرجة؟
السكتيوي: سهلا، لا، عندما تلعب في هذا المستوى العالي، لاشيء على الإطلاق يكون سهلا، في الواقع نحن من سهلنا الأمور على أنفسنا وتحاشينا كل ما يمكن أن يعقد الأمور. الأولاد قاموا بعمل جيد، أكدوا مرة أخرى قوتهم الذهنية ونباهتهم وحرصهم على وضع ممكناتهم الفردية في خدمة المجموعة، وهذا ما يسعد أي مدرب، أن يرى لاعبيه يتحلون بالواقعية في الأداء الجماعي ويلتزمون حرفيا بالتعليمات التي أعطيت لهم قبل المباراة.
المنتخب: وما هي التعليمات التي قدمتها لأسودك قبل المباراة؟
السكتيوي: أن يلعبوا كرتهم التي يجيدونها وأن يكونوا متماسكين ولا يتركوا أي تفصيلة في المباراة من دون التحكم فيها، كنا نعرف أننا سنستحوذ على الكرة، أو على الأصح أن المنتخب الأمريكي سيترك لنا الإستحواذ ليقتنص أي فرصة من مرتد سريع ليباغتنا.
للأمانة قدمنا مباراة مثالية ونموذجية، والحصة تظهر ذلك.
المنتخب: ما الذي كان يخيفك خلال المباراة وحتى قبلها؟
السكتيوي: يخيفني؟ لا شيء يمكن أن يخيفني، وليس جيدا أن ينقل المدرب للاعبيه أي نوع من التوتر، لذلك كنت حريصا على أن أنقل للاعبين الطاقة الإيجابية، وكنت واثقا بعد معاينتي للمنتخب الأمريكي في مبارياته الثلاث الماضية، أنه باستطاعتنا الفوز عليه، لو كنا في قمة تركيزنا ونجاعتنا أمام المرمى، وأكثر من هذا وذاك أن نحتفظ بهدوئنا ولا نتسرع أبدا.
المنتخب: لكن لا أحد توقع أن يكون الفوز في مباراة ربع النهائي بهذه الحصة العريضة؟
السكتيوي: كرة القدم فيها نوع من العدالة، إنها تكافئ كل فريق يجتهد ويعمل ويصل لأعلى المستويات من الدقة، ومنتخبنا الوطني يتمتع بكل هذه الخصال، أنا فخور بكل اللاعبين، لأنهم يعاملون الدورة والمباريات والمنافسين باحترافية وباحترام كبير.
وكما لاحظتم، سواء أمام العراق أو الولايات المتحدة الأمريكية، كنا متفوقين في استثمار فترات القوة في المباراة، ولم نسقط في فخ الحفاظ على النتيجة سواء تقدمنا بهدف أو هدفين، دائما ما نبحث عن قتل المباراة، وهذا يتطلب جهدا خرافيا على مستوى اللياقة الذهنية أو اللياقة البدنية.
المنتخب: كنت أول مدرب وطني بتجاوز مع المنتخب الأولمبي الدور الأول، وها أنت اليوم تصبح أول مدرب يصل بالمنتخب الأولمبي للمربع الذهبي، ماذا يمثل لك هذا الإنجاز؟
السكتيوي: سأكون أمينا معك، أنا كاللاعبين لا أبحث عن إنجاز شخصي، لأن المهم عندنا جميعا أن ينجح الفريق ككل، وهذا حدث ولله الحمد. صحيح أنني فخور بكوني ساهمت في إبراز شخصية وكفاءة المدرب المغربي، كما فعل زميلي وليد الركراكي الذي حقق الإنجاز التاريخي بالوصول لنصف نهائي كأس العالم بقطر، وكما فعل قبلي زميلي جمال السلامي والحسين عموتا بالفوز بلقب بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، إلا أن الغاية هي أن نسهم في إسعاد المغاربة وفي مزيد من إشعاع كرة القدم عالميا.
إضافة تعليق جديد