ماذا لو قلنا إن لامين جمال في عامه الثامن عشر حقق ما لم يحققه كريستيانو رونالدو أو حتى ليونيل ميسي في مثل هذا العمر؟
هل يبدو الأمر مبالغا فيه؟ ربما. لكن الأرقام، والحقائق، ومسيرة لامين الصاروخية تجعل المقارنة ممكنة، بل ومشروعة.
من بين "الدون" و"البرغوث" و"المعجزة"، من سبق إلى سحر الكرة في سن الثامنة عشرة؟
في الثالث عشر من يوليوز 2025، أطفأ لامين يامالشمعته الثامنة عشرة. وهو في هذا العمر يحمل سيرة كروية لا تشبه عمره. ظهر لأول مرة مع برشلونة وهو في الخامسة عشرة فقط، ولعب أكثر من مئة مباراة، وسجل 25 هدفا. فاز بلقبي بطولة، وكأس الملك، وكأس السوبر الإسباني، ولم يتوقف عند حدود النادي ومد تأثيره إلى المنتخب الإسباني، حيث سجل 6 أهداف في 20 مباراة دولية.
في سن السابعة عشرة، دخل لامين تاريخ الكرة كأصغر مرشح للكرة الذهبية، حيث احتل المركز الثامن وسط أسماء كبيرة. وعندما نعود إلى الوراء ونبحث في أرشيف ميسي ورونالدو، نجد بدايات متواضعة نسبيا.
ميسي، على الرغم من موهبته الفطرية، لم يظهر إلا في سن السابعة عشرة، ولعب 9 مباريات فقط مع برشلونة قبل أن يبلغ الثامنة عشرة، حيث سجل هدفًا واحدا. أول مباراة دولية له مع الأرجنتين كانت بعد عيد ميلاده الثامن عشر بشهر، وخرج منها مطرودا بعد دقيقتين فقط.
أما كريستيانو رونالدو، فكانت انطلاقته أكثر صلابة من ميسي، لكنه لم يبلغ بريق لامين في نفس السن. عندما بلغ سن الثامنة عشرة في فبراير 2003، كان قد سجل 5 أهداف فقط مع سبورتينغ لشبونة، قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد في الصيف. أول مباراة دولية له مع البرتغال جاءت في نفس العام، لكن من على دكة البدلاء أمام كازاخستان.
يتقدم لامين جمال، ذو الأصول المغربية على ميسي ورونالدو في عدد المباريات، الأهداف، والألقاب التي حققها عند بلوغه الثامنة عشرة، ويظهر إلى جانب ذلك نضجا تقنيا وحضورا ذهنيا كبيرا في أرض الملعب. ما حققه خلال ثلاث سنوات هو ما استغرق من ميسي ورونالدو وقتا أطول بكثير للوصول إليه. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر لا يكمن في سرعة الانطلاقة، بل في القدرة على الاستمرار.
رونالدو وميسي تمكنا من البقاء فيها لقرابة عقدين، وهو المسار الصعب الذي ينتظر يامال إذا أراد أن يكتب اسمه من بين كبار الساحرة المستديرة.
فهل يصمد جمال؟
إضافة تعليق جديد