تميّز نهائي كأس العالم للأندية 2025 بين باريس سان جيرمان وتشيلسي بطابع استثنائي لم يقتصر على المنافسة داخل المستطيل الأخضر، بل تجاوزها إلى الأجواء الاحتفالية التي أحاطت بالمباراة، وعلى رأسها عرض "هالف تايم شو" الذي خطف الأضواء ومنح النهائي نكهة أمريكية خالصة.
فعلى غرار ما تشهده مباريات "السوبر بول" في كرة القدم الأمريكية، قُدّم خلال فترة الاستراحة عرض موسيقي ضخم حمل توقيع نجوم من عالم الموسيقى والترفيه، وسط مؤثرات بصرية ضخمة وألعاب نارية أضاءت ملعب "ميتلايف" الشهير في نيوجيرسي.
وكانت تلك اللحظة بمثابة دمج بين الثقافة الكروية الأوروبية واللمسة الأمريكية البراقة، ما أضفى على الحدث أجواء احتفالية نادراً ما ترافق نهائيات بطولات الفيفا.
ففي حدث غير مسبوق، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم(FIFA) بالتعاون مع مؤسسة Global Citizen عن إقامة عرض موسيقي ضخم خلال استراحة ما بين شوطي النهائي، أحياه النجوم العالميون جيه بالفين، دوجا كات، وتيمز، في بث مباشر ومجاني عبر منصة DAZN، ليحظى بمتابعة جماهيرية قياسية عبر مختلف أنحاء العالم.
وقال الفنان الكولومبي جيه بالفين معبرا عن فخره بهذه المشاركة:
"من ميدلين إلى ميتلايف، يشرفني أن أقدم أول عرض فاصل في نهائي كأس العالم للأندية، إنها لحظة تاريخية لي، وللثقافة اللاتينية، ولكل طفل يحلم بأحلام كبيرة".
ولم يكن العرض مجرد ترفيه، بل جاء داعما لمبادرة إنسانية أطلقها رئيس الفيفا جاني إنفانتينو بالشراكة مع مؤسس Global Citizen، هيو إيفانز، تحت اسم "صندوق FIFA لتعليم المواطن العالمي"، الذي يهدف إلى جمع 100 مليون دولار لتوفير تعليم عالي الجودة وفرص لممارسة كرة القدم للأطفال حول العالم.
وقد خُصص دولار واحد من كل تذكرة بيعت لحضور المباريات، لصالح هذا الصندوق، ليكون النهائي رسالة فنية ورياضية وإنسانية بامتياز.
عرض "الهالف تايم" في نهائي كأس العالم للأندية لم يكن مجرد فقرة ترفيهية، بل لحظة مفصلية في تطور كرة القدم كمنتج عالمي يجمع بين الرياضة والموسيقى والقيم الإنسانية... لحظة لن تُنسى.
هذا التوجه يعكس الرؤية الجديدة التي تسعى من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية إلى إضفاء طابع ترفيهي شامل على كرة القدم، استعدادا لما هو أكبر في مونديال المنتخبات 2026، الذي ستحتضنه إلى جانب كندا والمكسيك. فنهائي الموندياليتو لم يكن مجرد مباراة، بل عرضا رياضيا وموسيقيا متكاملا، يفتح آفاقاً جديدة لعلاقة اللعبة الشعبية الأولى في العالم بثقافات جماهيرية متنوعة.
إضافة تعليق جديد