يبدو أن ريال مدريد بصدد اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل خط وسطه، مع تصاعد اهتمامه بالنجم الإسباني رودري، لاعب مانشستر سيتي، الذي أضحى هدفًا استراتيجيًا للنادي الملكي، في وقت بدأت فيه ملامح صفقة محتملة تلوح في الأفق.
الاهتمام المتزايد من إدارة "الميرينغي"، حسب صحيفة "AS" الإسبانية، لم يمر مرور الكرام في مانشستر، إذ تشير تقارير صحفية إلى قلق متزايد داخل أروقة "السيتيزن"، خصوصًا في ظل بدء ريال مدريد مراقبة وضع اللاعب عن كثب. ورغم أن عقد رودري مع الفريق الإنجليزي يمتد إلى غاية 2027، إلا أن المعطيات الحالية تضع ريال مدريد أمام خيارين، الأول هو تقديم عرض قوي خلال الأسابيع الأخيرة من "الميركاطو" الحالي، أما الثاني فهو الانتظار لصيف 2026 حين يتبقى عام واحد فقط في عقد اللاعب، مما يتيح ضمه بتكلفة أقل.
الخيار الأول يقضي بتحرك فوري قد يكلف خزينة النادي أكثر من 100 مليون أورو، مع ما يحمله من مخاطرة تتعلق بالحالة البدنية للاعب، الذي عاد مؤخرًا من إصابة قوية في الركبة. ومع أن رودري بدأ يُظهر مؤشرات إيجابية على التعافي، إلا أن غياب الثقة الكاملة في تعافيه التام يطرح تساؤلات مشروعة.
من جهته، قد ينظر مانشستر سيتي إلى العرض المحتمل كفرصة اقتصادية سانحة، خصوصًا وأن اللاعب بلغ 29 عامًا، خاصة في ظل توفر بدائل مثل نيكو غونزاليس، ماتيو كوفاسيتش، وإيلكاي غوندوغان، وإن كانت فاعليتهم في مركز المحور تبقى محل جدل.
أما السيناريو الثاني، وهو الأكثر ترجيحًا داخل أسوار"البيرنابيو"، فيتمثل في الانتظار لموسم إضافي. حينها، سيكون رودري على أعتاب عامه الأخير مع السيتي، وسينخفض سعره إلى ما بين 60 و80 مليون يورو، مع إمكانية تفاوضه بحرية تامة في يناير 2027، على غرار ما تم فعله مع مبابي وباريس. هذا الخيار الذي يمنح ريال مدريد فرصة رصد تطورات إصابة اللاعب، وقياس جاهزيته الكاملة قبل أي التزام مالي ضخم.
من جهة أخرى إغلاق سوق الانتقالات في الأول من شتنبر المقبل، بعد ثلاث جولات فقط من انطلاق الليغا، لا يتيح وقتًا كافيًا أمام الريال لاختبار فعالية خط الوسط وتقييم مدى حاجته لمحور ارتكاز حقيقي. في المقابل، يبدو خط وسط الفريق الإنجليزي محدود أيضًا أمام بيب غوارديولا، الذي لا يملك رفاهية الاستغناء عن لاعبه الأهم دون بديل مضمون.
هذا السيناريو الذي يُعيد إلى الأذهان قضية انتقال كيليان مبابي، حين حاول الريال التعاقد معه قبل نهاية عقده بعام، وقدم عرضًا ضخمًا، لكن باريس رفض بيعه. اليوم، يبدو أن الإدارة الملكية أكثر حذرًا في خوض المعارك التفاوضية، وتفضل الموازنة بين ما هو رياضي وما هو اقتصادي، خصوصًا إذا تعلق الأمر بلاعب في سن الثلاثين.
إضافة تعليق جديد