صنع الإطار المغربي جمال السلامي حدثا غير مسبوق في كرة القدم الأردنية خلال العامين الأخيرين، بعدما جمع بين إنجازين تاريخيين تمثلا في قيادة منتخب النشامى لأول تأهل في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم 2026، ثم مواصلة كتابة التاريخ في نهائيات كأس العرب قطر 2025 بتحقيق العلامة الكاملة في دور المجموعات وإقصاء منتخب مصر بثلاثية نظيفة.
 دخل المنتخب الأردني منافسات كأس العرب وهو يطمح إلى بلوغ الأدوار المتقدمة، غير أن ما قدمه تحت قيادة السلامي فاق كل التوقعات، إذ أنهى دور المجموعات بثلاثة انتصارات متتالية، وأصبح بذلك المنتخب الوحيد بين جميع المشاركين الذي حقق العلامة الكاملة. 
 بدأ مشواره بالفوز على الإمارات بهدفين لهدف، ثم تجاوز الكويت بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن يحقق فوزا تاريخيا على المنتخب المصري بثلاثية نظيفة رغم اعتماده على تشكيلة تضم العديد من العناصر الإحتياطية بعد ضمان التأهل. ومثل هذا الانتصار أول فوز رسمي للأردن على مصر، كما أدى إلى إقصاء الفراعنة.
 هذا التفوق يرتبط مباشرة بالنتائج الكبيرة التي بصم عليها المنتخب الأردني في العام نفسه، بعد أن تمكن من حجز بطاقة التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. فمنذ تولي السلامي المهمة في يونيو 2024 خلفا لمواطنه الحسين عموتة، أعلن الاطار المغربي أن الهدف الرئيسي هو قيادة الأردن إلى المونديال، وهو حلم وصفه بأنه قادر على نقل كرة القدم الأردنية إلى مكان لا يمكن تخيله. وقد تحقق الحلم عندما فاز الأردن على عمان بثلاثية نظيفة في التصفيات، مستغلا خسارة العراق أمام كوريا الجنوبية، ليصبح التأهل واقعا طالما انتظره الجمهور الرياضي الأردني.
 اعتمد السلامي منذ اليوم الأول على مشروع واضح يقوم على تطوير هوية لعب المنتخب وتعزيز الانضباط التكتيكي. 
وقد أشار اللاعب والمدرب الأردني السابق هيثم الشبول إلى نجاحه في تجاوز كل الظروف الصعبة التي واجهت المنتخب خلال التصفيات، خاصة توالي الإصابات التي حرمت النشامى من أبرز لاعبيه. وظهر أثر العمل الجاد في قدرة المنتخب على التكيف مع مختلف السيناريوهات وتقديم عروض مستقرة وقوية أمام خصوم من مستويات مختلفة.
 يمثل هذا النجاح محطة مفصلية في تاريخ الكرة الأردنية، التي بلغت بفضل السلامي مكانة غير مسبوقة على الساحة الإقليمية والدولية. 
 يواصل جمال السلامي كتابة قصة نجاح أردنية مغربية مشتركة صنعت التاريخ ورفعت سقف التطلعات، ليبقى السؤال الأبرز هو كيف سيواصل النشامى استثمار هذا الزخم في المراحل المقبلة من المسابقة.