يوم واحد يفصلنا عن الكلاسيكو، يوم واحد خاض فيه ريال مدريد آخر تدريباته تحضيراً لمعركة الكامب نو، وفي الوقت كان أمام زين الدين زيدان حوالي أسبوعين لاسترجاع نقاط قوة وضعف فريقه وخصمه، سيكون أمام تحدي عدم الخسارة أمام برشلونة في الكلاسيكو الأول له كمدرب، مع ما يعنيه ذلك من أخذ العبر من مواجهة الذهاب التي انتهت بنتيجة 4-0 لبرشلونة والتي كان تكتيك رافا بينيتيز أسوأ وجوهها.

نستذكر تشكيلة ريال مدريد في مباراة الذهاب

نظرة على أخطاء بينيتيز

في مباراة الذهاب وبعد الوقوف دقيقة صمت إثر تفجيرات باريس، كان ريال مدريد قد خسر مباراته في مواجهة برشلونة قبل بدايتها حتى. وبالعودة إلى انطلاقة الليغا ألزمت الإصابات المتعددة رافا بينيتيز استدعاء بعض اللاعبين الشبان إلى التشكيلة الأساسية والذين قدموا مباريات ممتازة قبل الكلاسيكو مثل كاسيميرو ولوكاس فاسكيز وخيسي رودريغيز، فهذه الأسماء لم تقدم فقط أداءً رائعاً في الليغا جعل من ريال مدريد أفضل دفاع في الدوري بل كذلك أظهرت توازناً كبيرة في مواجهة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.
وعلى الرغم من الاحصائيات والأرقام التي تصب في مصلحة اللاعبين الشبان، خضع بينيتيز للضغوط التجارية التي يُشرف عليها رئيس النادي فلورنتينو بيريز وأدخل تشكيلة غير متوازنة من النجوم، فكان كل من بنزيما وبيل أساسيان على الرغم من عودتهما المباشرة من الإصابة، ولعب خلفهم جيمس رودريغيز على الرغم من أدائه السيء في المباريات السابقة. وفي الوقت الذي غالباً ما يحتاج ثلاثي الـBBC حوالي 60 دقيقة للتوقف عن الدفاع الضاغط، استسلم الخط الدفاعي الأول للفريق في هذه المباراة بعد 10 دقائق فقط، وهو ما منح برشلونة التفوق والقدرة على التحضير بطريقة مريحة للهجمات من المنطقة الخلفية.

الـ BBC لا يتحمل وحده عبء رباعية الذهاب، فوسط الملعب ظهر غير متوازن وشكل رودريغيز ومودريتش وكروس أشباحاً غالباً ما كان تمركزها سيئاً. وأتت الضربة القاضية في وسط الملعب من خيارات بينيتيز نفسه حيث يُعد إشراكه لجميس رودريغيز بدلاً من كاسيميرو خطأ فادح أفقده اللاعب الوحيد القادر على القيام بأدوار دفاعية في مواجهة وسط برشلونة القوي. أما النقطة الأخيرة في سيئات هذه المباراة فظهرت في قلبي الدفاع فاران وراموس اللذان قدم أسوأ أداء لهما هذا الموسم في تلك المباراة، ليكون الفريق المدريدي محظوظاً بخروجه خاسراً برباعية فقط.

وهنا سنستعين بالهدف الأول الذي سجّله برشلونة في مباراة الذهاب قبل الانتقال إلى ما يجب أن يفعله زين الدين زيدان في الكامب نو:

كان جيرارد بيكيه يقف في وسط الملعب تمام في الدقيقة العاشرة من المباراة بغياب أي ضغط من لاعبي ريال مدريد، حيث وجد سيرجيو بوسكيتس الذي وصلته الكرة من دون أن يتحرك نحوه أي من لاعبي الـBBC، لمرر الكرة بينية إلى سيرجيو روبيرتو المنطلق. هذه التمريرة ألغت دور كل من كروس ومودريتش ما ألزم راموس على الخروج من موقعه في وقت سابق لأوانه ليتجاوزه روبيرتو بسرعته ويجذب فاران إليه ليصبح سواريز وحيداً ينتظر التمريرة أمام كايلور نافاس والباقي مجرد لمسة من النجم الاوروغوياني.
يُظهر هذا الهدف ضعف في التركيبة الدفاعية لريال مدريد، خاصّةً في وسط الملعب الذي كانت مفتوحاً لصولات وجولات بوسكيتس وروبيرتو وانييستا حيث قدم الأخير أحد أجمل مبارياته مع فريق برشلونة.

ما يجب أن يفعله زيدان

من الصعب تخيل أن زيدان سيكرر أخطاء بينيتيز ذاتها. وتُعد عودة الـ BBC كاملاً بلياقة عالية نقطة قوة في خيارات زيدان بعد أن كانت لياقة الثلاثي الأمامي نقطة ضعف أساسية في خيارات بينيتيز. غاريث بيل ومنذ عودته من الإصابة وهو يقدم أداء مميزاً وبقي يتابع تمريناته في مدريد بدلاً من الالتحاق بمنتخب ويلز، كذلك هو حال بنزيما الذي لم يتم استدعاؤه إلى المنتخب بعد والذي سيبني على أدائه المميز أمام إشبيلية ليكون في حالة مثالية في الكلاسيكو.
إلى جانب الثلاثي الهجومي، أظهر زيدان أهمية كبرى في معظم المباريات التي خاضها خارج أرضه لوسط الميدان الدفاعي. وعلى الرغم من أن الخيار الأمثل هو كاسيميرو إلا أنه حتى بتواجد الأخير ما زالت تظهر بعض المساحات في وسط ملعب ريال مدريد يجب العمل بقوة على تفاديها عند مواجهة برشلونة، ومن المستبعد أن يكون كاسيميرو خارج التشكيل الأساسي إذا ما أراد زيدان البحث عن التوازن في مواجهة برشلونة.

أما العمل الثالث الأساسي لزيدان فيجب أن يكون الاستعانة بالاحتياط أكثر فأكثر، فهو يملك فيكتور فاسكيز إذا كان يبحث عن زيادة السرعة والإيقاع ويملك جيمس وإيسكو في حال كان يبحث عن المهارة خاصة في حالة عدم قيام الثلاثي الهجومي بواجباته الدفاعية.

كي لا تتحول ليلة الكامب نو إلى جحيم

تحليل المباريات السابقة والاستفادة من أخطاء بينيتيز في مواجهة برشلونة ستساعد زيدان على وضع خطة كاملة لمعركة الكامب نو، ورٌبما على المدرب الفرنسي متابعة بعض المباريات التي عانى خلالها برشلونة كثيراً مؤخراً مثل رحلتيه إلى إشبيلية وفياريال وهو ما سيمنحه بعض التفاصيل التي يمكن العمل عليها في مواجهة البلاوغرانا.

لكن وعلى الرغم من التحليلات تبقى المقدسات الثلاث لزيدان لتقديم أداء يليق باسم الملكي في الكامب هي: إغلاق الفراغ في وسط الملعب، الثقة باللاعبين الشبان الذين ساهموا برفع المستوى وأخيراً استخدام اللاعبين الاحتياطيين في الوقت المناسب في حال تقاعس الـBBC.

وفي حال قام زيدان بمخالفة أي من هذه القواعد الثلاث فإن الكامب نو سيتحول إلى ليلة جحيم لا يرغب بمتابعتها أي مدريدي.

يوروسبور