يبدو أن المدرب الارجنتيني لنادي أتلتيكو مدريد الاسباني دييغو سيميوني قد كسب الرهان مجدداً، وبات احد اكثر المدربين المتخصصين في تفجير المواهب، وصقلها لتنافس الأفضل في العالم.

من بعد ابداعات الكولومبي فالكاو مروراً بتوهج دييغو كوستا ليحط الرحال أخيراً امام الموهبة الفرنسية انطونيو غريزمان الذي اظهر معدنه النفيس من خلال مشاركته ناديه اتلتيكو مدريد الاسباني في الموسم الماضي، ليواصل هذا النجم مسلسل ابداعاته في تشكيلة منتخب الديوك في بطولة اليورو المقامة حالياً في فرنسا، وليتمكن برفقة زملائه في الانتقال الى المباراة النهائية بعد ان تمكن من تحقيق هدفي الفوز لمنتخب بلاده على أبطال العالم المنتخب الالماني.

من كان ليعرف انطونيو غريزمان وهو يشارك ناديه السابق ريال سوسيداد، ومن كان ليزرع في هذا الشاب الرغبة الجامحة في القتال على كل الكرات، لا يمكن لأي منا ان يتجاوز الدور الكبير للمدرب الرائع دييغو سيميوني في كشف هذه الموهبة وتفجيرات طاقاتها لما فيه خدمة لناديه ولمنتخب بلاده.

اقل من عامين كانت كفيلة لرفع قيمة اللاعب السوقية التي لم تتجاوز الـ 26 مليون يورو لتصل الآن الى ما يقارب الـ 60 مليون يورو، وهذه القيمة بالتأكيد مرشحة للارتفاع أكثر عقب انتهاء بطولة اليورو التي يقدم فيها اللاعب مستويات أكثر من رائعة.

عندما نتحدث عن الموهبة وانفجارها في اتلتيكو مدريد فان الارقام جاءت لتعزز هذه المقولة بالفعل، فالفرنسي ذو الـ 25 عاماً والذي لعب لريال سوسيداد 202 مباراة تمكن من خلالها من تحقيق 52 هدفاً، جاء الى اتلتيكو مدريد ليتمكن من تحقيق 57 هدفاً في 107 مباراة. فلنا ان نتخيل كيف تطور اداء اللاعب وقدراته التهديفية خلال عامين قضاها تحت قيادة الارجنتيني دييغو سيميوني وفي ورحاب الكالديرون.

فمن نسبة هدف في كل 4 مباريات، تضاعفت النسبة لتصل الى ما يقارب هدف في كل مباراتين خاضها مع اتلتيكو مدريد.

لا شك بأن هدية سيميوني الى المنتخب الفرنسي لا تقدر بثمن، وهي التي دفعت المدير الفني لمنتخب الديوك ديديه ديشامب للاعتماد على غريزمان في تشكيلة اليورو الحالية، وهو الذي كاد ان يقع في المحظور بعد ان استبعده في المباراة الثانية في البطولة وتركه على مقاعد البدلاء، الا ان ذلك لم يمنع غريزمان من تأكيد موهبته وكان دافعاً له لاقناع ديشامب باحقيته في التواجد في التشكيل الاساسي ليتمكن من تحقيق ستة أهداف لمنتخب بلاده حتى الان في بطولة اليورو وليتربع على صدارة الهدافين حتى الان.

غريزمان بات الان امام تحدي قد يكون الاصعب في مسيرته حتى الان، فهو على بعد 90 دقيقة لتحقيق حلم منتخب بلاده بالتتويج بلقب اليورو في المواجهة الحاسمة والنهائية امام المنتخب البرتغالي، ليس هذا فحسب، بل بات احد اكثر المرشحين لنيل لقب أفضل لاعب في البطولة، وليدخل كذلك ضمن ابرز المرشحين للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية.

مباراة وحيدة ستحدد الكثير في مسيرة غريزمان القادمة في عالم المستطيل الأخضر.

فهل يواصل النجم الفرنسي ابداعاته ويقود منتخب بلاده الى لقب اليورو؟

وهل يتمكن مدربه الارجنتيني من المحافظة عليه على الرغم من الاعلان الرسمي عن تجديد تعاقده حتى العام 2021؟

يوروسبور