• ما هي حظوظ أبطالنا للوصول للبوديوم الأولمبي؟

هي أيام فقط تفصلنا عن انطلاقة النسخة الثالثة والثلاثين للألعاب الأولمبية، التي تستضيفها عاصمة الأنوار باريس للمرة الثالثة، والتي تعود إليها أيضا بعد 100 عام بالتمام والكمال.
ومع إقترابنا من الحدث الرياضي الكوني والأضخم عالميا، يحضرنا السؤال الكلاسيكي، كيف تحضرت الرياضة الوطنية للإختبار الأولمبي؟ وما هي حظوظ أبطالنا وبطلاتنا للصعود إلى البوديوم الأولمبي؟

ADVERTISEMENTS

• وفد أولمبي بأحلام كثيرة
على مستوى الأرقام، سيكون الوفد الأولمبي المغربي مشكلا من 60 رياضيا ورياضية، (42 رياضيا و18 رياضية)، وإن بدا رقم الحضور المغربي في نسخة باريس، أكبر من سابقه الذي شارك بأولمبياد طوكيو 2021، فلذلك سبب، يتمثل في أن المنتخب المغربي لكرة القدم الذي نجح في العودة للمسرح الأولمبي بعد أن غاب لدورتين متتاليتين، يحضر في العدد الإجمالي للرياضيين المؤهلين ب18 لاعبا.
لكن لاشيء على الإطلاق يقول بأن حظوظ الصعود إلى البوديوم الأولمبي وإغناء رصيد المغرب من الميداليات، مرتبطة أساسا بالكم العددي، فما أكثر ما تحققت غلة جيدة أولمبيا بوفد رياضي قليل العدد.
ولا يختلف عدد الرياضيبن والرياضيات الذين نجحوا في حجز مكان لهم بالحدث الرياضي الأضخم بباريس، عن الوفد الرياضي الذي مثل المغرب في دورة طوكيو، ونجح في إدخال المغرب إلى سبورة الميداليات من خلال ذهبية البطل يفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع.

• التأهل شاق والميدالية مكلفة جدا
ولا يمكن ونحن نسرد الأبطال المغاربة الذين يحظون بشرف تمثيل الرياضة الوطنية في المحفل الأولمبي، أن نسقط من الإعتبار الجهد الكبير الذي بذله الكثير منهم لعبور حواجز التصفيات إن على المستوى الدولي أو على المستوى العالمي، ذلك أن الطريق التي توصل للمشاركة في الألعاب الأولمبية، تصبح دورة بعد أخرى أكثر صعوبة ووعورة، وهنا تتجسد قيمة الشعار القيمي الذي رفعه مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة، البارون بيير دو كبرتان، الذي يقول أن الأساس هو شرف المشاركة، والمشاركة اليوم في الألعاب الأقوى والأعلى والأسرع، باتت تفرض على الأبطال جهودا خرافية بل وأربع سنوات من التحضير المضني.
لذلك سيكون المكسب الأول لكل الرياضيين الذين يشكلون الوفد الأولمبي المغربي، وبخاصة منهم، الذين يحضرون الحدث الكوني لأول مرة، هو التواجد ضمن قمم الأبطال، ومحاولة الذهاب في تحقيق الحلم الأولمبي لأبعد مدى.
لذلك ستحاكم المشاركة النغربية في النسخة 33 للألعاب الأولمبية بباريس، بما ستحققه من ميداليات وعدد مرات الصعود للبوديوم، وأيضا بأقصى نقطة يصلها رياضيون في حلبات التباري.

• أحلامنا بين البقالي والمرضي
ولئن ساءلنا الأرقام والمعطيات عن حظوظ الرياضة المغربية في معاودة الصعود للبوديوم الأولمبي، ستدلنا بالتأكيد على رياضتين إثنتين، هما اللتان منحتا المغرب كل ميدالياته الأولمبية من دورة روما 1960 إلى طوكيو 2020، وعددها 24 ميدالية، 7 منها ذهبيات، ألعاب القوى والملاكمة.
وستكون أم الألعاب مجددا هي أكبر آمال الرياضة المغربية في الصعود لمنصات التتويج، إذ يتوقع أن تغني رصيدها من الميداليات الأولمبية والذي يصل اليوم إلى 20 ميدالية، من أصل 24 ميدالية فاز بها المغرب في كل مشاركاته الأولمبية.
وطبعا المرشح الأقوى للصعود للبوديوم، هو البطل العالمي والأولمبي، سفيان البقالي الذي يراهن على تحقيق ذهبيته الأولمبية الثانية على التوالي، في سباق 3000 متر موانع، بعد الذهبية الأولى التي حققها في دورة طوكيو قبل ثلاث سنوات.
وإلى جانب سفيان البقالي، تطمح العداءة فاطمة الزهراء كردادي صاحبة برونزية بطولة العالم الأخيرة في سباق الماراطون النسائي، لأن تحقق الحلم ذاته في دورة باريس.
وتسعى بطلة العالم في الملاكمة خديجة المرضى، لأن تحفر إسمها في الذاكرة الأولمبية، ليس فقط بأن تمنح الملاكمة المغربية ميداليتها الخامسة، بعد البرونزيات الأربع للأخوين عشيق وطاهر التمسماني ومحمد ربيعي، ولكن أن تكون أول ملاكمة مغربية، عربية وإفريقية تفوز بالذهب الأولمبي.

ADVERTISEMENTS

• اللقب العالمي مفتاح اللقب الأولمبي؟
ولا يمكن أن تقف الطموحات والآمال عند هؤلاء الثلاثة، إذ هناك أبطال وبطلات يصلون لدورة باريس، من بوابة تألق لافت على مستوى بطولات العالم، ما يجعل منهم مرشحين فوق العادة للوصول للبوديوم الأولمبي، ولو أن هناك سوابق دلت على أن الوقوف في مصاف الأبطال العالميين، لا يكون وحده شفيعا لهؤلاء للفوز بالذهب الأولمبي أو حتى بالصعود للبوديوم، على غرار ما حصل مع أبطال التيكواندو عصام الشرنوبي ووئام ديلام في أولمبياد لندن 2012، وقبلهما عبد القادر الزروري في أولمبياد بيكين 2008، ومع بطل العالم في الملاكمة محمد ربيعي الذي اكتفى في أولمبياد ريو دي جانيرو بميدالية برونزية.
لذلك سيكون من الأهمية بمكان أن يوضع الأبطال في أجواء تخفف عنهم الضغط وتؤهلهم ذهنيا لكي يكونوا بأتم جاهزية لركوب التحدي الأولمبي من دون رهبة ولا خوف.