كانت النهضة البركانية بين ستة أندية لم تدخل الميركاطو الشتوي الذي اختتم يوم 31 يناير الماضي، إلا أن الإختلاف الكبير بين النهضة البركانية وكل الأندية الأخرى التي سجلت صفر تعاقد شتوي، هو أن النهضة البركانية فعلت ذلك برغبتها وليس تحت الإكراه.

النهضة البركانية التي تتصدر اليوم ترتيب البطولة الإحترافية وتتواجد في الدور ربع النهائي لكأس الكاف، لم تدخل الميركاطو الشتوي بإرادتها، برغم أن أبوابه كانت مفتحة أمامها، إذ لا يسجل عليها أي تجاوز مالي، ولا توجد لها نزاعات تستوجب رفع المنع.
وإن كان هناك من شيء يرمز له، عدم إقدام النهضة البركانية على عقد أي صفقة خلال الميركاطو الشتوي، فهو بالتأكيد، أن الفريق لا يرى من ضرورة لذلك، في ظل الإكتفاء الحاصل على مستوى الرصيد البشري.
وإذا كانت الحكمة والتدبير الإحترافي فرضتا عدم إبرام أي صفقة شتوية، فإن ذلك يدل على أن النهضة البركانية كانت من أنجح الأندية في عقد صفقات الصيف، ما شكل لديها الإقتناع الكامل بجدوى الصفقات المبرمة، وبالتالي لم يظهر أي نوع من الخصاص على مستوى المراكز.
وتعطي البطولة الإحترافية الأولى وكأس الكونفدرالية، الدليل على أن النهضة البركانية تعامل بمهنية عالية مع الميركاطو الصيفي، وكان من علامات هذه المهنية، أن من أشر بنفسه على كل الصفقات المبرمة، المدرب التونسي معين الشعباني، وتلك من جودة استعمال الحكامة في منظومة اشتغال المكتب المديري للنهضة البركانية، وعلى رأسه طبعا الربان حكيم بنعبد الله، الذي فصل بين أمرين غاية في الأهمية، أولهما أن يحافظ للفريق على التوازنات الإقتصادية وأن يصمم للفريق صفقات لا تثقل كاهله ماليا، وثانيهما أن يمنح للمدرب الشعباني الورقة البيضاء في تسمية اللاعبين المراد جلبهم ومراكز الخصاص.
لقد أحسن النهضة البركانية تدبير الميركاطو الصيفي، فما كانت هناك حاجة للميركاطو الإستدراكي أو التصحيحي.
هذا ما يوصف بالتدبير الإحترافي الذي تحتاجه أنديتنا الواقعة نحت مطرقة النزاعات.
Envoyé de mon iPhone