أنجز موقع "فوت ميركاطو" تقريرا عن الدولي المغربي سفيان ديوب المتألق منذ بداية الموسم مع نادي نيس، بعد أن عانى مطولا من الإصابة، وجاء في التقرير المعنون ب"العودة المذهلة لسفيان ديوب جاءت في الوقت المناسب":
بعد تجاوزه للإصابات البدنية التي عانى منها خلال المواسم القليلة الماضية، عاد سفيان ديوب إلى مستواه المعهود. 
هذه أخبار رائعة لنادي نيس، وللمنتخب المغربي أيضًا، الذي يأمل سفيان المشاركة معه في كأس الأمم الأفريقية القادمة.

• مغربي في باريس
 لا، نحن لا نتحدث عن أشرف حكيمي، الذي يُسعد جماهير باريس سان جيرمان منذ عدة سنوات، بل عن سفيان ديوب. يوم السبت الساعة الخامسة مساءً، سيواجه أسد الأطلس أبطال فرنسا على ملعب "بارك دي برانس" في الجولة الحادية عشرة من الدوري الفرنسي. ومن المؤكد أن لويس إنريكي وفريقه سيكونون على حذر من اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا. ببساطة، إنه في حالة بدنية رائعة. في آخر خمس مباريات للنسور في الدوري الفرنسي، سجل ستة أهداف رائعة. وأصبح بذلك أول لاعب من نيس يحقق هذا الإنجاز في الدوري الفرنسي منذ نيناد بيكوفيتش في أبريل وغشت 1977، كما ذكر نادي نيس على موقعه الرسمي.
أما بالنسبة لديوب، فقد سجل في مرمى باريس إف سي، وموناكو (هدفين)، وليون، ورين، وأخيراً ضد ليل مساء الأربعاء محققاً الفوز بهدفين نظيفين. جميع هذه الفرق منافسون من الطراز الرفيع. ويأمل ابن مدينة تور إضافة باريس سان جيرمان إلى قائمة انتصاراته يوم السبت. إنه بلا شك اللاعب المتألق في نادي نيس، الذي انضم إليه عام 2022 قادماً من موناكو، جارهم ومنافسهم. ولضمان خدماته، لم يتردد نادي أليانز ريفييرا في إنفاق مبلغ ضخم، حيث أنفق 22 مليون يورو. يُعد هذا ثاني أكبر صفقة للنادي الفرنسي بعد تيريم موفي (24 مليون يورو) ومتقدماً على كاسبر دولبيرج (20,5 مليون يورو). لكن ديوب واجه صعوبات عديدة في الريفيرا الفرنسية.

• 390 يومًا من الغياب منذ وصوله إلى نيس
كان هذا هو الحال بالفعل على بُعد بضعة كيلومترات، على "ذا روك". قادمًا من رين، مُصنفًا كلاعب موهوب، مرّ المغربي بفترات صعود وهبوط، ولم ينجح أبدًا في ترسيخ مكانته. في نيس، خاب أمله بشكل خاص بسبب لياقته البدنية. ووفقًا لموقع “ترانسفير ماركت" المتخصص، فقد تعرض للإصابة ست مرات. في المرة الأولى، شد في أوتار الركبة أبعده عن الملاعب لمدة 25 يومًا بين أكتوبر ونوفمبر 2022 (6 مباريات غاب عنها). ثم، بين مارس وماي 2023، غاب عن الملاعب بسبب إصابة في الركبة (65 يومًا من الغياب، 14 مباراة غاب عنها). بعد بضعة أشهر، بين شتنبر وأكتوبر، تعرض لإصابة في الفخذ، مما استلزم راحة لمدة 34 يومًا (6 مباريات غاب عنها). بعد شهر واحد، في نوفمبر 2023، أصيب بكسر في القدم (43 يومًا من الغياب، 5 مباريات غاب عنها).
كنا نظن أن مشاكله قد انتهت. ولكن في يناير 2024، عانى من انتكاسة بعد إصابة في القدم. والنتيجة: 220 يومًا من الغياب و23 مباراة غائبة. ضربة موجعة للاعب خط الوسط المهاجم، الذي نجا إلى حد ما في الموسم الماضي مع إصابة طفيفة فقط في أبريل (3 أيام راحة، مباراة واحدة غائبة). لكنه خضع لعملية جراحية خلال الصيف بسبب ألم العانة. وهو ما لم يكن بالضرورة خبراً جيداً. لكن اللاعب يأمل أن تكون جميع إصاباته مجرد ذكرى سيئة. في الواقع، إنه يطلق النار على جميع الأسطوانات هذا العام. هذه أفضل بداية له لموسم في نيس. لقد سجل بالفعل العديد من الأهداف هذا الموسم مثل العام الماضي، والذي كان أفضل ما لديه من حيث الأهداف (6 أهداف، 8 تمريرات حاسمة). في 2025-26، لديه بالفعل 6 أهداف وتمريرة حاسمة واحدة في 14 مباراة في جميع المسابقات (692 دقيقة لعب).

• عاد ديوب إلى قمة مستواه
 فإلى جانب إحصائياته، يُضفي ديوب على أدائه الفني ورؤيته الثاقبة، فضلًا عن كفاءته بين الخطوط ودقته أمام المرمى. هذه العودة تُسعد نيس ومدربه فرانك هايس. لكن هايس، الذي يُريده أن يكون أكثر ثباتًا في الأداء وأن يُخاطر أكثر، يبقى حذرًا. "مجرد تسجيله ثلاثة أو أربعة أهداف لا يعني أن رسالتي قد وصلت. رسالتي هي الثبات في الأداء، وهي لم تصل بعد. لو وصلت، لكان أداؤه في الشوط الثاني ضد رين أفضل." 
في مباراة الأربعاء ضد ليل، رد سفيان ديوب بأفضل طريقة ممكنة: على أرض الملعب. "أحاول استغلال الفرص كلما سنحت لي الفرصة. هذا ما يطلبه مني المدرب كثيرًا، وهذا ما كنت أفتقر إليه. في طريقة لعبي، غالبًا ما كانت هناك لمسة واحدة زائدة، ومراوغة واحدة زائدة. عندما تبذل جهدًا وتُسدد من مسافة بعيدة، قد تصل الكرة إلى الشباك." وأثار اللاعب، الذي يعد بمثابة سكين كتيبة نيس، إعجاب زميله في الفريق ييفان ضيوف أيضًا.
"إنه لا يُفكّر كثيرًا، يُسدد، ولا أُفاجأ بدخوله. يُجرّب الكثير من الأشياء في التدريب، إنه مُسترخي، حرّ، ويريد أن يُقدّم أفضل ما لديه. هكذا ترى لاعبًا واثقًا. مُرتاحًا في نفسه"، المغربي، الذي يبدو أنه يُعيد اكتشاف أفضل مستوياته تحت قيادة فرانك هايس بعد أن لعب لعدة مُدرّبين في نيس، يُمكنه أن يُحلم أكثر. في سنّ الخامسة والعشرين، يُمكنه أن يجذب أنظار الأندية الكبيرة.