في الوقت الذي تُختتم فيه مباريات التصفيات مساء الثلاثاء، باتت هوية عدد من المنتخبات المتأهلة إلى الملحقات معروفة. لكن كيف ستعمل هذه الملحقات بالضبط؟ الجواب: نظامان مختلفان وفرص قليلة للغاية… إليكم التفاصيل.

يبدو أن جينارو غاتوزو مدرب المنتخب الإيطالي، لا يعيش أفضل أيامه، فمنتخب إيطاليا الذي يقوده سقط أمام النرويج واضطر للمرور عبر الملحق الأوروبي أملاً في انتزاع بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026. غاتوزو كان قد أثار الجدل مسبقاً بانتقاده نظام التصفيات، واصفاً إياه بـ«غير العادل»، ومشيراً إلى أنه «في أميركا الجنوبية تتأهل ستة منتخبات مباشرة، ولدى السابع فرصة عبر الملحق، بينما الأمور في أوروبا شديدة التعقيد».

وفي الحقيقة، يصعب مخالفته الرأي. ففي تصفيات أميركا الجنوبية (كونميبول)، خاضت المنتخبات العشرة بطولة موحدة، تأهل منها أصحاب المراكز الستة الأولى مباشرة إلى المونديال، بينما حصل صاحب المركز السابع على بطاقة المشاركة في الملحق العالمي المقرر في مارس المقبل.

ملحق عالمي يضم منتخبات من كل القارات… باستثناء أوروبا

هذا الملحق سيمنح البطاقتين الأخيرتين لكأس العالم، عبر منافسة تضم:

- بوليفيا (سابع تصفيات أميركا الجنوبية)

- كاليدونيا الجديدة (ممثلة أوقيانوسيا)

- جمهورية الكونغو الديمقراطية (الفائزة بملحق أفريقي مصغّر)

- منتخب من آسيا (بين العراق والإمارات، اللذين يلتقيان الثلاثاء)

- منتخبان من أميركا الشمالية والوسطى (الكونكاكاف)

هذا التوزيع أثار بدوره جدلاً، لأن منطقة الكونكاكاف تمتلك بالفعل ست بطاقات (بفضل الدول المضيفة الثلاث: الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إضافة إلى متصدري المجموعات الثلاث في التصفيات)، ومع ذلك تُمنح مقعدين إضافيين للملحق للمنتخبات صاحبة أفضل مركز ثانٍ.

وبمجرد اكتمال عقد المنتخبات الست، ينطلق الملحق وفق الآلية التالية خلال فترة التوقف في مارس:

تخوض أربعة منتخبات الأقل تصنيفاً بحسب ترتيب الفيفا نصف نهائيات الملحق.

أما المنتخبين الأعلى تصنيفاً فيتأهلان مباشرة إلى المباراتين النهائيتين.

الفائزان في النهائي يحجزان آخر مقعدين في مونديال 2026.

وبالنسبة لمنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، فما زال الطريق شاقاً رغم اجتيازه الملحق الأفريقي المصغّر وإقصائه الكاميرون ثم نيجيريا.

• وماذا عن أوروبا؟

لا تشارك منتخبات أوروبا في الملحق العالمي، إذ تمتلك القارة نظامها الخاص. فالتصفيات الأوروبية معقدة بطبيعتها: 12 مجموعة تضم كل واحدة 4 أو 5 منتخبات، يتأهل فقط متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم. وقد ضمنت بالفعل منتخبات مثل إنجلترا وفرنسا وكرواتيا والبرتغال والنرويج تأهلها، بينما تنتظر أخرى حسم بطاقاتها مساء الاثنين والثلاثاء، كإسبانيا وألمانيا وبولندا وسويسرا وبلجيكا.

وبذلك، يتأهل 12 منتخباً أوروبياً مباشرة، وتبقى 4 بطاقات تُحسم عبر الملحق الأوروبي.

ملحق أوروبي طويل ومعقد

يتكوّن الملحق من 16 منتخباً:

أصحاب المركز الثاني في المجموعات الـ12

إضافة إلى أفضل المنتخبات التي احتلت صدارة مجموعاتها في دوري الأمم الأوروبية ولم تحقق المركز الثاني في التصفيات.

يُقسَّم الملحق إلى أربعة مسارات، يضم كل منها أربع منتخبات تتنافس بنظام:

نصف نهائي من مباراة واحدة

نهائي من مباراة واحدة

والفائز في كل مسار يتأهل مباشرة إلى كأس العالم.

مثال: وضع منتخب إيطاليا

بعد خسارته أمام النرويج، أصبح منتخب إيطاليا رسمياً في الملحق، وسيكون في المستوى الأول نظراً لاحتلاله المركز التاسع في تصنيف الفيفا. وبالتالي سيواجه في نصف النهائي منتخباً من المستوى الرابع، مثل: رومانيا، السويد، أيرلندا الشمالية، أو الخاسر من مباراة ويلز–مقدونيا الشمالية. ثم ينتظر مباراة نهائية فاصلة قد تزيد من شعور غاتوزو بعدم العدالة.