حقق المنتخب المغربي الرديف ما كان يتطلع إليه، وفاز على المنتخب السعودي (1 – 0) في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات الدور الأول بمسابقة كأس العرب، وضمن بذلك صدارة المجموعة الثانية بـ7 نقاط، وبالتالي تأهل لدور ربع النهائي، فيما احتل المنتخب السعودي مركز الوصيف في ذات المجموعة، وضمن بدوره التأهل للدور الموالي.

وأقيمت المباراة في ملعب لوسيل أمام أزيد من 78 ألف متفرج، وقادها الحكم الغواتيمالي ماريو إسكوبار.

وأجرى طارق السكتيوي تغييرا واحدا إجباريا على تشكيلته، حيث قرر أن يواجه منتخب السعودية بذات التشكيلة التي خاض بها منتخب عمان في الجولة الثانية.. لذلك اعتمد في خط الهجوم على طارق تيسودالي بدل عبد الرزاق حمد الله الذي تعرض لعقوبة التوقيف بعد حصوله على بطاقة الطرد في المباراة الماضية.

وهكذا اعتمد السكتيوي على التشكيلة التالية: مهدي بن عبيد في حراسة المرمى. وفي خط الدفاع كل من حمزة موساوي، مروان سعدان، سفيان بوفتيني ومحمد بولكسوت. وفي وسط الميدان كل من ربيع حريمات ووليد الكرتي وأنس باش. أما في خط الهجوم، فاعتمد السكتيوي على الثلاثي أمين زحزوح، كريم البركاوي وطارق تيسودالي.

وكانت نية المنتخب المغربي منذ البداية عدم الاستسلام، وعدم الوقوع في فخ الخسارة، لأن ذلك قد يكلفه غاليا ويغادر البطولة، فهو يحتاج إلى نقطة، أي إلى تعادل على الأقل ليضمن تأهله للدور الموالي.. في حين أن المنتخب السعودي الذي ضمن تأهله بعد انتصارين في المباراتين السابقتين، كانت المباراة بالنسبة إليه تحصيل حاصل، ومع ذلك لعب من أجل الفوز بالرغم من أن مدربه هيرفي رونار أجرى بعض التغييرات على تشكيلة فريقه، حيث غيّب سبعة (7) من اللاعبين الأساسيين، ويكفي أنه أبقى في كرسي الاحتياط نجم ودينامو الفريق ياسر الدوسري.. وقد سعى رونار من هذا الإجراء إلى منح قسطا من الراحة لأهم لاعبيه تفاديا للإرهاق، واستعدادا لمباراة دور الربع .

وكانت البداية من المنتخب السعودي الذي كاد أن يباغت الأسود بهدف السبق، حيث سدد مراد الهوساوي رأسية ذكية في الدقيقة 6، خدع بها المهدي بنعبيد، لكن الكرة ردتها العارضة.. وبذلك نجا المنتخب المغربي من استقبال هدف مبكر جدا.

وضد مجريات اللعب جاء هدف السبق مغربيا من توقيع البركاوي في الدقيقة 12، إثر تمريرة حاسمة من تيسودالي.. وقد جاء الهدف بعد ضغط خانق مارسه تيسودالي على الدفاع السعودي الذي سقط في فخ الارتباك وضاعت منه الكرة.

والحقيقة أن أغلب دقائق الشوط الأول من زمن المباراة، كانت سعودية بكل المقاييس، لم يتمكن خلالها أسود الأطلس من ضبط الإيقاع أو التحكم في الكرة، لدرجة أننا لم نر 3 تمريرات متتالية، إذ كانت تضيع الكرة سريعا، ويسقط اللاعبون في التمرير الخاطئ باستمرار.. لذلك غالبا ما لجأوا إلى التمرير الطويل الذي تضيع معه الكرات.. وكأن الأسود يهدونها للسعوديين لتَرْتَدَّ عليهم هجمات مضادة.

كنا نريد منذ بداية المباراة أن نشاهد أداء مغايرا من أسود الأطلس، كنا ننتظر التمرير الدقيق، والبناء الهادئ، والانتشار الجيد الذي يشغل كل المساحات سواء خلال الهجوم أو خلال الدفاع.. لكن للأسف كان أداء المنتخب المغربي أقل من الذي انتظرناه، وأستحي أن أقول أنه كان أداء سيئا ومخيبا للآمال.

وانتظرنا الشوط الثاني بفارغ الصبر عسى أن يصحح الأسود كل هفوات الشوط الأول، ويتغير الأداء للأفضل، وبالتالي تأتي الأهداف.. وهو الشوط الذي دخله المنتخب المغربي بنفس تشكيلة الشوط الأول، أي أن السكتيوي لم يقم بأي تغيير.

ومع انطلاق الشوط الثاني تراجع أداء المنتخب السعودي مقارنة بما قدمه مع انطلاق المباراة، حيث اكتفى بالاعتماد على المضادات السريعة.. لكن في المقابل لم يتحسن أداء الأسود، واستمر الأداء الذي لا يشفي الغليل، وتغلب عليه الرعونة أحيانا كثيرة.

وفي الدقيقة 60 لجأ هيرفي رونار لاستخدام أوراق الطوارئ، حيث غير 4 لاعبين دفعة واحدة، ولم يكن التغيير بشريا فقط، ولكنه كان تكتيكيا أيضا.. وهو ما دفع "الصقور الخضر" للضغط أكثر.. وجاءت الدقيقة 66 لتسجل ضربة جزاء لصالح السعودية، بعد تدخل ساذج من زحزوح الذي ارتكب خطأ فادحا داخل منطقة الجزاء. وهي ضربة الجزاء التي أضاعها عبد الله الحمدان، لتضيع بالتالي هدف التعادل على "الصقور".

وانصب تفكير السكتيوي بعد ضياع فرصة التعادل على السعوديين، على إغلاق كل المنافذ ورفع المنع في كل المناطق الخلفية، لذلك أدخل الثنائي محمد مفيد ومحمود بنتايك بدل الثنائي الهجومي زحزوح والبركاوي.. وذلك رغبة في دفاع أقوى وأمثن، مع الاكتفاء بالمرتدات والهجمات المضادة وقت ما أتيحت الفرص لذلك. وكان تيسودالي على وشك أن يستغل أفضل فرصة في الدقيقة 77 عبر تسديدة قوية، لكن حارس المرمى السعودي كان في الموعد.

واستمات الأسود خلال الدقائق الأخيرة من زمن المباراة، وضاعت كل الفرص التي ضغط بها المنتخب السعودي.. لتنتهي المباراة في نهاية المطاف مغربية بنتيجة (1 – 0).