تتقاسم أنصار جمعية سلا حالتان من الفرح والحزن، الفرح بالإنجازات الرائعة لفرع كرة السلة والتي كان آخرها الفوز بكأس الأندية الإفريقية البطلة لكرة السلة بتونس، والحزن على ما آلت إليه أوضاع فرع كرة القدم الذي تسبب التسيير المهترئ في انزوائه في زاوية مظلمة تسودها الكآبة وتصدر العار لأبناء المدينة، إن على مستوى نتائجه الرياضية إذ وقع على ذهاب كارثي في البطولة الإحترافية الثانية، وبات مهددا بالسقوط لأقسام الهواة وهو من كان ينافس على الصعود للبطولة الإحترافية الأولى.
ووجد السلاويون ضالتهم في جمعية سلا لكرة السلة التي باتت علامة مميزة وفارقة ليس فقط على المستوى الوطني فحسب بل على المستويين الإفريقي والعربي، ففارس الرقراق يهيمن منذ فترة على الألقاب الوطنية، أكانت بطولة أم كأس العرش، ثم إنه من العناوين الكبرى للبطولات العربية التي يحمل لقب الوصافة خلال أربع من نسخها ناهيك عن تتويجه بألقاب الدوريات العربية لأبوظبي ودبي والحريري، ليتوج هذا الإبهار كله بالفوز بكأس إفريقيا للأندية البطلة لكرة السلة بتونس لأول مرة في تاريخه ولثاني مرة في تاريخ كرة السلة المغربية، وهو ما استحق عليه تهنئة من عاهل البلاد.
ومقابل هذا التميز الكبير لجمعية سلا لكرة السلة التي نجحت في تحويل مدينة القراصنة إلى عاصمة لكرة السلة العربية والإفريقية، فإن جمعية سلا لكرة القدم باتت في نظر الكثيرين وصمة عار على جبين السلاويين محت كل ما تركه جميلا، جيل الأمس القريب الذي خط الكثير من الروائع في زمن كان الفريق السلاوي ممونا للمنتخبات الوطنية. 
وبات السلاويون يتبرؤون من حاضر فارس الرقراق المشين، ليس فقط بسبب تدهور النتائج وتراجع المردود ولكن أيضا بسبب الرداءة التي تتحكم في دواليب الفريق وطرق تدبيره، ما يصدر الكثير من الفضائح.
ولا يمكن أبدا أن يحتار أي راصد لحالة التناقض السافر في المشهد الرياضي السلاوي، في الوصول إلى المسببات الموضوعية، فنجاح فرع كرة السلة في الوصول إلى قمة الهرم العربي والإفريقي، هو نجاح لمنظومة عمل ولرؤية ثاقبة وأيضا لغيرة كبيرة يحملها من يتناقل الإرث الرياضي لهذا الفريق، فما وصله فارس الرقراق اليوم كان مخططا له منذ ربع قرن وكان رأسماله الحقيقي هو تقدير الشغف والإنتماء والعمل بكل احترافية داخل الأسرة الملتفة حول القيم والتي إن اختلفت فعلت ذلك باحترام كامل لعراقة المدينة ولأدبيات الإختلاف التي لا تفسد للإرتباط الطيد بالفريق قضية.
 أما إخفاق فرع كرة القدم في مطابقة ممكنات المدينة بالتواجد مع كبار كرة القدم الوطنية فسببه الرئيس هو الفشل الكبير لكل المقاربات التسييرية التي طغى عليه الإستحواذ والهيمنة والنظرة الأحادية، ضعف أدى إلى فرض العزلة على الفريق وهروب كل الكفاءات بمن فيهم أبناؤه الفريق الذين كانوا في زمن قريب هم من حملوه إلى القمة وأدخلوه لقلوب الملايين من المغاربة.
ولأن الجمعية السلاوية كناد له حمولاته التاريخية والرياضية، يحتاج إلى ما يقدمه كمجموعة واحدة وفاعلة تلعب دورها كاملا في التعبير عن الرأسمال اللامادي لمدينة مليونية وحاملة للعراقة، فإنه لا يمكن أبدا تحت أي ذريعة السكوت على وضعها المختل، فبقدر ما يجب توفير ما يلزم من الدعم المادي واللوجيستي لفرع كرة السلة ليواصل تربعه على عرش كرة السلة الإفريقية والعربية والوطنية، بقدر ما تلزم الوضعية المخزية لفرع كرة القدم بالتحرك الجماعي لإخراج الفرع من قيود الرداءة التي يقع فيه، دون نسيان الفروع الأخرى التي تعيش بالإسم فقط.