أفاق المغاربة صباح اليوم السبت على خبر مفجع وحزين، خبر وفاة أحد أساطير الرياضة الوطنية وأيقونة من أيقونات كرة القدم المغربية والفاسية الحاج محمد الهزاز الذي أسلم فجر اليوم الروح لبارئها عن عمر يناهز 74 سنة.
ومحمد الهزاز هو من عمالقة حراس المرمى الذين عرفتهم كرة القدم المغربية وأنجبهم نادي المغرب الفاسي، إذ سيكون في نهاية عقد الستينيات الخليفة الشرعي للحارس الألمعي والدولي الأبيض الذي حرس مرمى الفريق الوطني المشكل غداة الإستقلال وحرس أيضا مرمى المغرب الفاسي.
لمع الهزاز بقوة البنية وسرعة البديهة وبالتدخلات الإنتحارية في صفوف ناديه الأم المغرب الفاسي، لينادى عليه للفريق الوطني ويجاور الأسطورة المرحوم علال بن قصو، بل أنه حظي بشرف التواجد مع الفريق الوطني في أول مونديال خاضه أسود الأطلس بالمكسيك سنة 1970، وخاض المباراة الثالثة أمام المنتخب البلغاري التي انتهت متعادلة بهدف لكل منتخب.
وخاض الهزاز بعد ذلك الألعاب الأولمبية بميونيخ سنة 1972، وباعتزال علال بن قصو سيصبح من أطلق عليه زملاؤه وقتذاك لقب "الفقيه" لانضباطه ونقاوته وفكره المستنير، الحارس الأول لأسود الاطلس، ليكون ضمن الجيل الذهبي الذي أهدى المغرب كأس الأمم الإفريقية الوحيدة في سجلاته التاريخية سنة 1976 بأثيوبيا، الجيل الذي تواجد فيه الأسطورة أحمد فرس والمرحوم الظلمي وبابا والزهراوي والكزار والشريف وغيرهم.
وواصل الهزاز مشواره الدولي رفقة الفريق الوطني إلى غاية سنة 1979.
وظل المرحوم الهزاز وفيا لفريقه الأم المغرب الفاسي الذي قضى معه قرابة 22 سنة أمينا وحارسا لعرينه، توجها بثلاثة ألقاب للبطولة الوطنية سنوات 1965 و1979 و1983، ولقب لكأس العرش سنة 1980.
وعقب اعتزاله لكرة القدم دخل مجال التسيير ليرأس فرع المغرب الفاسي لألعاب القوى وعصبة ألعاب القوى بفاس وأصبح أيضا عضوا جامعيا، وظل إلى آخر أيام حياته رئيسا للمكتب المديري للمغرب الفاسي.
رحم الله محمد الهزاز، البطل والإنسان والغيور على وطنه وناديه، وأسكنه فسيح الجنان إلى جوار الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وألهم ذويه وألهمنا جميعا الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.