حالة من الدينامية والإنتعاش تشهدها البطولة الوطنية على مستوى تصدير لاعبيها في آخر موسمين أعادت بعض الثقة في المنتوج المحلي الذي عانى ركودا كبيرا في السابق وقل عليه الطلب ولم يعد يغري الفرق الخارجية.
صفقات بأرقام مالية جد معتبرة تجاوزت سقف المليون دولار، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على مالية الفرق المستفيدة من البيع، كما أنه أعلى كوطة اللاعب المغربي في الخارج وخاصة عربيا في الوقت الحالي.

هل تذكرون كماتشو؟
إبن الكوديم والمهاجم المونديالي الذي ترك بصمته في كأس العالم بفرنسا 1998 كان اللاعب الذي سيشد إليه الإهتمام أواخر تسعينيات القرن المنصرم من خلال صفقة مدوية اعتبرت الأغلى والأكبر في تاريخ لاعب منطلق من البطولة لعالم الإحتراف.
لاعب النادي المكناسي إلتحق ببطولة الليغا، حيث لعب بصفوف نادي خيخون الإسباني بحوالي 3 مليون دولار، وهو ما مثل يومها عنوانا بارزا وكبيرا في عالم الصفقات التي تهم اللاعبين المغاربة، لأنه لم يسبق لأي لاعب محلي وأن احترف بنفس القيمة المالية.
وفي زمن كماتشو كان لاعبون من قبيل عبدالكريم الحضريوي المنتقل لبنفيكا البرتغالي من الجيش بمليون دولار،  وهي نفس قيمة انتقال جيناني وروسي من الرجاء لنادي رين الفرنسي وقادوري لدينامو كييف الأوكراني وأبوشروان لليل الفرنسي، وغيرهم من اللاعبين الذين رمزوا للفترة الذهبية للاعب المحلي ومغازلته للإحتراف الأوروبي.

الفتح يغنم 
أعتبر الفتح الرباطي أكثر الفرق المستفيدة خلال آخر 3 مواسم من بيع لاعبيه وتصديرهم للخارج في صفقات مهمة، بل كان النادي الوحيد الذي استغنى عن خدمات 3 من أجود عناصره وتباعا، بما مكنه من ربح حوالي 3 مليار سنتيم.
بيع مروان سعدان لريزي سبور التركي بحوالي 400 مليون سنتيم وكان مجرد مقدمة لما سيأتي، إذ أن الفتح أعار في الوهلة الأولى لاعبه مراد بطنا للاعب بنادي الإمارات الإماراتي بما مجموعه 600 مليون سنتيم بعد شد وجدب بين الطرفين إنتهى بالرضوخ لرغبة اللاعب، مع اشتراط تجديد عقده مع الفتح لعام آخر، وهو ما سيمكن النادي من ربح مليون دولار وهذه المرة من وراء عملية بيع نهائية إنتقل على إثرها اللاعب لنادي الوحدة الإماراتي الذي يحمل ألوانه في الوقت الحالي.
ولم يكن بطنا آخر العناقيد المصدرة للخارج، إذ أن الفتح سيعود الصيف المنصرم لبيع لاعبه محمد فوزير للسعودية بنحو مليار و300 مليون سنتيم وبالضبط لنادي النصر، وليكون أكثر فريق إستفادة ويليه الدفاع الجديدي تصديرا للاعبين في الآونة الأخيرة، الأمر الذي ساهم في إحداث توازن مالي لا يقارن مع بقية الفرق داخل البطولة.
سياسة الفتح قامت على تمكين اللاعبين من أن يحلقوا خارحا دون اعتراض سبيلهم ولو أن الأمر فوت على النادي البقاء والثبات على نفس المستويات من الناحية التقنية.

أزارو دجاجة الدكاليين
هو بالفعل الدجاجة التي باضت ذهبا للدفاع الجديدي وكيف لا يكون كذلك وهو الذي ضمه الفارس الدكالي من الجنوب ومن فريق أدرار سوس الهاوي بملايين معدودة ليقدم وفي غضون موسمين ببيعه وبعشرات أضعاف سعره.
وليد أزارو سيشكل عنوان الصيف المنصرم بعد أن أثار جدلا كبيرا قبل انتقاله للعب بصفوف فريق القرن بالقارة السمراء نادي الأهلي المصري وأمام التضارب الذي كان مطروحا حول قيمة الصفقة والأرقام المالية التي راجت بشأنها سيكون الحسم ببيعه بنحو مليار و400 مليون سنتيم وليتجاوز الدفاع الجديدي صفقة مليونية أخرى فاقت مليون دولار وكانت تهم اللاعب التشادي كارل ماكس الذى جرى تفويته قبل 6 مواسم للنادي الإفريقي التونسي.
وكما هو حال الفتح الرباطي، فلم يكن اللاعب أزارو العنصر الوحيد الذي سيستثمر فيه الدفاع، إذ أنه في نفس الميركاطو سيعمل على تسهيل صفقة إنتقال لاعبه سعد لكرو على سبيل الإعارة لنادي النصر بمبلغ مالي ناهز 500 مليون سنيتم وهي إعارة مربحة في مطلق الأحوال بعدما عاد اللاعب لصفوف النادي الدكالي قبل أن ينهي هذه الإعارة نتيجة لرغبة النصروايين.
ولن يقف الأمر عند هذه الحدود، إذ أن الدفاع الجديدي أدبج في صفقة بيع أزارو بندا يتيح أمامه الإستفادة من 25 بالمائة من إجمالي بيعه أو تسريحه لأي ناد آخر في المستقبل.

بنشرقي صفقة القرن
تصورنا جميعنا في زمن الإرتفاع الصاروخي لأسعار بيع اللاعبين في السوق العالمية أن تنقل هذه العدوى لتشمل اللاعبين المغاربة المحترفين والمحليين منهم لكن لا أحد تصور أو تخيل أن يلهث ناد عربي خلف خدمات لاعب من البطولة ويعرض لضمه ملايين الدولارات.
الهلال السعودي فعلها وقام بعرض 3 مليون دولار في الوهلة الأولى قبل أن يرفع السعر بعد رفض إدارة الوداد التفريط في لاعبها  تزيده لـ 4 ملايين دولار دون الحديث عن تعويضات اللاعب والتي ستصل بدورها في المواسم الأربعة المقبلة لـ 4 مليون دولار ليكون إجمالي الصفقة محددا في 8 مليون دولار الأمر الذي يجعل منها صفقة القرن بالبطولة وبامتياز.
ومهما قيل بخصوص الصفقة و تراجع اللاعب وإدارة ناديه عن وعودهما ببيعه لأوروبا إلا أن الواقع الذي لا يرتفع يقول باستحالة الصمود بوجه هذه الإغراءات المالية غير المسبوقة التي طرحها الهلال لما فيه مصلحة النادي الأحمر و اللاعب معا.
بهذا الشكل تكون أسعار اللاعبين المغاربة قد حققت طفرة في السوق العربية في انتظار أن يحل الوقت الذي يطرق فيه ناد أوروبي كما كان يحدث في السابق باب أحد الأندية الوطنية ويعرض رقما محترما طلبا لنجم من نجومها.

الوداد قناص بالتخصص
يعتبر الوداد البيضاوي أكثر الأندية الوطنية إستفادة من عملية بيع لاعبيه خلال آخر عقدين من الزمن و نال بهذا تعويضات مالية جد محترمة و كان صاحب الرقم القياسي لإجمالي الصفقات والتعاقدات التي وقع عليها.
نذكر أن الوداد سبق الجميع ببيع لاعبه الإيفواري جون جاك غوصو غوصو في فترة ما بسعر محترم، وعاد ليبيع مواطنه بوبلاي أندرسون لمالقا الإسباني بأكثر من مليون دولار، وبمليوني دولار وأكثر باع الغابوني مالك إيفونا لنادي الأهلي االمصري، كما باع البنيني باسكال لأحد الأندية العربية بسعر مرتفع، وها هو اليوم يواصل عاداته ويفوت اللاعب بنشرقي للهلال بسعر خيالي فاق كل التوقعات.
الوداد سينعم ويرفل في بحبوحة من المال ببيع بنشرقي، وسيرفع موازنته المالية وإيرادته بشكل غير مسبوق لتصل 10 ملايير سنتيم في محاولة لمضاهاة الأندية العربية العملاقة.