بالقطع لا يمكن لجياني إينفانتينو رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم إلا أن يكون محايدا وموضوعيا، الحياد الذي تفرضه رئاسته لمؤسسة تساوي بين الأعضاء ولا تميز بينهم تحت أي ظرف أو تحت أي ذريعة، والموضوعية التي تقتضى عدم الإنحياز لأي طرف دون الآخر.
وقد كان غريبا بل ومسنفزا أن يكون السيد إينفانتينو في موضوع السباق نحو تنظيم كأس العالم 2026، قد كال الأمور بمكيالين، أن يكون قد سمح لنفسه بما لم يسمح به للأعضاء الذين بفضلهم إعتلى رئاسة الفيفا.
لقد وجه إينفانتينو إدارة الفيفا لتعميم إرسالية على الأعضاء 211 المنضوين تحت لواء الفيفا إعتبرها تفعيلا لميثاق النزاهة والشفافية الذي جرى تحيينه على إثر قضايا الفساد التي هزت إمبراطورية الفيفا، وتنصب هذه الإرسالية أمام الأعظاء 211 الكتير من الموانع والنواهي التي تحظر عليهم الإقتراب من أي من المتنافسين على تنظيم كأس العالم 2026، ورفض ما قد يأتي منهم من هدايا وإكراميات ومنح تحت غطاء الشراكات إلى ما بعد يوم 13 يونيو القادم موعد تصويت الجمعية العمومية للفيفا عن البلد المنظم لكأس العالم 2026.
حيال هذا سمح إينفانتينو لنفسه أن يقيم بالمباشر مفاضلة بين الملفين المتباريين على تنظيم نهائيات كاس العالم 2026 عندما قال أن التنظيم المشترك لكأس العالم شيء جيد وأن تقديم الولايات المتحدة الأمريكية لملف مشترك مع كندا والمكسيك رسالة جد إيجابية، وهو تنويه مبطن بالملف الأمريكي الشمالي، تنويه يوجه الأعضاء بشكل غير مباشر إلى إقامة نوع من المفاضلة بين الملفين، وهذا لا يجوز ولا يحقق مبدأ الحياد الذي يجب أن يكون عليه رئيس الفيفا.
السيد إينفانتينو الذي حضر للمغرب بدعوة من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لمتابعة أشغال الجمعية العمومية للكاف، سيكون ملزما بتقديم شروحات لما حملته إرسالية الفيفا الأخيرة وتحديد قواعد اللعب النظيف بكل موضوعية ومن دون إملاءات.