خمنا هذه العودة قبل تفعيلها وقبل أن تصبح قرارا رسميا وقبل أن تأخذ طبيعة البيان الصادر عن هيئة المنخرطين وهذه المرة كي يأخذ طابعا جادا تم توثيقه بشهادة عون قضائي.
المتناحرون والمتصارعون داخل الرجاء خلصوا في اجتماع حضره أغلب المنخرطين ببيت جواد الأمين إلى تأجيل حروبهم الضيقة وتوفير المجهود من أجل هدف واحد وهو إسقاط سعيد حسبان أولا والاتفاق على مرشح واحد ثانيا تفاديا لكل ما من شأنه ان يسهم في التفرقة التي كانت سببا في إفشال كافة الجموع السابقة.
ولمن تفاجأ بعودة محمد بودريقة للواجهة ليتقدم بطلب ترشيحه الرسمي، فقد كان بعيدا عن كبد الحقيقة التي كانت كلها تقود في كل المرات السابقة لتأكيد عودته و على أن ما تسبب في إجهاض كافة الجموع العامة السابقة إنما هي رغبته في تحين فرصة العودة من جديد وإظهار كافة المرشحين في ثوب الفشل كي يظهر في صورة المنقذ أو المرشح الذي يحظى بالإجماع و التأييد.
الملفات الثقيلة الموروثة من عهده، وتصحيح جملة من الإختلالات المالية التي اختلفت مكاتب الإفتحاص في تقدير نسبة عجزها،والوفاء بما سبق والتزم وتعهد به كل مرة كان اللاعبون يضربون فيها اللاعبون عن التداريب، جرت بودريقة للعودة ليصلح كل هذه الأعطاب التي فشل سعيد حسبان في مداواتها.
ولانه العارف بالكثير من الخبايا والأسرار التي تحمل رموز وشفرات الأزمة الحالية والمسؤول المباشر عن النكبة، كانت عودته حتمية كي يتحمل مسؤوليته في هذا الصدد و لو مرحليا لغاية استقامة الوضع و عودة النسر للسكة الصحيحة من جديد.
اليوم فقط يمكن أن نتأكد وبودريقة يعلن التزامه بالعودة لرئاسة الفريق في الجمع العام الذي سيتقرر قريبا نزولا عند دورية ومراسلة الجامعة، من أن كلام الساسة لا مصداقية له كيف لا وبودريقة الذي اختار الإنتماء الحزبي كان قبل أن يتلون بلونه الحالي قد هاجم زملاء له في التسيير واتهمهم بالخلط بين الكرة والسياسة قبل أن يأخذ على نفسه التزاما بالزهد في الكرة وما جاورها بعد أن لبس غطاءه الأزرق.
عودة بودريقة ستنهي كافة المناورات التي كانت تطبخ في الكواليس، عودة كفيلة بأن تجعل الرئيس الأكثر إثارة للجدل في آخر سنوات تسيير النادي يركن للأمر الواقع ويبرز الحلول التي ظل ينظرها للرئيس الحالي سعيد حسبان ويقدمها له في صورة توصيات.
والمقربون جدا من بودريقة يوقنون على أن تنحيه قبل سنة ونصف ورميه بجمرة الكرسي لحسبان إنما كانت خطوة مقصودة الغاية منها توريط الخلف ليسبح في بركة ضحلة من المشاكل يصعب معها إيجاد الحلول وربح الكثير والكثير من الوقت لغاية انجلاء أجزاء كبيرة من الأزمة التي يغرق فيها النادي ليتقدم على صهوة الفرس في صورة المنقذ الحامل لكل أشكال الحلول.
اليوم يعود بودريقة والفريق يقترب كثيرا من الظفر بما تبقى من صفقة بيع بابا طوندي لقطر وغنم الإيرادات المالية المتأتية من صفقة بيع يميق واقتراب لاعبين من المغادرة في الصيف المقبل وبقيم مالية مهمة أبرزهم الحافيظي المطلوب من فريق خليجي وبانون الذي لن يعمر طويلا داخل النسور الخضر وهو ما يسهل مهمة تصحيح و تقويم الوضع داخل النادي أكثر من السابق؟
فقط سيكون على بودريقة وقد كان عراب أكبر صفقتين في تاريخ النادي، مع قديوي و الراقي طرح سؤال عريض عليه : هل سيتحمل مسؤوليته اتجاه الفيفا بأداء أكثر من 500 مليون التي حكمت بها وبالأداء المعجل طالما أن اللاعبين الذين كسبوا ملفاتهم مع الرجاء هو من ضمهم للفريق؟ وأي مقاربة سيعتمدها في قضية الشيكات الممنوحة على سبيل الضمان للاعبين؟