بين الريمونطادا والوصافة
الحمراء لإنهاء الإستعصاء والنسور لضبط الأمور

شاءت البرمجة أن تقدم للجمهور المغربي طبقا غير تقليدي واستثنائي بكل المقاييس مع قص شريط افتتاح واستهلال مرحلة الإياب من خلال مواجهة كبيرة تأجلت عن مرحلة الذهاب بين الوداد والرجاء.
مباراة بملح الإثارة بين قلعة حمراء عانت نزيفا حادا في النصف الأول من البطولة ونسور خضر مصممون على تثبيت الأقدام في المقدمة سعيا خلف الدرع الهارب.

- فلاش باك
لأول مرة يأتي تأجيل مباراة الديربي وفرض إجرائها في المرحلة التالية، أي فرض مباراة عن الذهاب في دورة الإياب، وهو المعطى الذي استند لإكراهات كبيرة منها عدم توفر الفريقين على ملعب وكذا إلتزام الوداد بمسابقة عصبة الأبطال الإفريقية وبقائه لغاية المباراة النهائية، حيث توج بطلا.
الديربي المؤجل أو المعلق يأتي هذه المرة في استهلال لمشهد الإياب وبعد فترة راحة استغرقت نحو شهر كامل أتاحت أمام الناديين تصحيح الكثير من الإختلالات والتحضير الجيد لمباراة تختلف عن بقية المواجهات.
الوداد بآلته المعطلة هجوميا وفشله الذريع في الخروج من ورطة النتائج السلبية، والرجاء المتطلع لكسب النقاط لربح مسافة تقربه من الحسنية المتصدر.

- نزيف أحمر
قبل هذه المواجهة عانى الوداد الكثير ومر من مرحلة غير مسبوقة على مستوى النتائج السلبية ليتموقع في مرتبة لا تليق بفريق يحمل تاج البطولة.
هزات الوداد لخصها تعرضه لـ 6 هزائم في 14 مباراة، وهي حصيلة تختزل كل أشكال المعاناة التي عاشها الفريق ووضعته قريبا جدا من الفرق المهددة بالهبوط بشكل غير متوقع، كما أن آلته الهجومية ورغم التعاقدات السابقة لم تتحرك وفق المطلوب، واكتفى الوداد بتسجيل 14 هدفا في 14 مباراة بمعدل تحت المتوسط وهو هدف في المباراة الواحدة.
أرقام جد مخجلة لفريق تسيد قارته في النسخة المنقضية من العصبة والغاية هي أن تأتي الإنطلاقة من الموعد الكبير حين ينازل الغريم التقليدي في مستهل العودة.

- النسر والوصافة
على عكس الوداد كان مسار الرجاء ثابتا خلال مرحلة الذهاب وأرقامه قياسا مع أوضاعه وأزماته تبدو مقبولة إلى حد ما، ولولا بعض التعثرات غير المتوقعة لأنهى النسور الخضر مرحلة الذهاب أبطالا للشتاء.
النسور الخضر في الصف الثالث وعلى بعد 5 نقاط من الحسنية يضعون نزالهم أمام الوداد في مصاف المباريات المفصلية الكفيلة بأن ترسم خارطة طريق الدرع.
الرجاء يعلم جيدا أن الإنتصار في هذا الديربي المؤجل سيمثل للفريق الشيء الكثير معنويا باعتبار قيمة المواجهة وما تعنيه في سياق الصراع التاريخي بين الناديين وكذا على مستوى الإستفادة التي ستتجلى في بلوغ الصف الثاني منفردا وعلى بعد نقطة واحدة من الحسنية وتجاوز اتحاد طنجة في الترتيب.
كما أن الرجاء يدرك جيدا أن الوداد قادر على فرض عودته في أي وقت، وبالتالي هزمه في هذه المواجهة سيعمق الفارق أكثر بين الناديين ليصل 12 نقطة كاملة.

- البنزرتي وغاريدو
وما يزيد من توابل الإثارة التي ستحيط بهذه المباراة أكثر فأكثر وتغذيها بالتشويق الكفيل برفع ذروة ومؤشر التنافس إلى أعلى درجاته، هو تواجد مدربين بفلسفة وخلفية مختلفة في كل ضفة ومعترك.
البنزرتي الذي أخذ مكان الحسين عموتا بالعارضة التقنية للوداد والذي سبق له المرور في تجربة وصفت بالموفقة والناجحة مع الرجاء وإن انتهت سريعا بعد أشهر قليلة على الإرتباط، سيكون معنيا بحسم المباراة التي تمثل الظهور الأول له، لأنه من شأن ضرب الرجاء كسر الكثير من الأغلال والقيود التي تعرقل تحرك القلعة الحمراء وتضاعف من منسوب الثقة للاعبين والجمهور في إمكانية تحقيق العودة المجنونة والريمونطادا المؤملة خلال النصف الثاني من الموسم.
غاريدو كان قد وعد أنصار الرجاء بتقديم نسخة من الكرة الإسبانية الممتعة في هذه المباراة تحديدا و البنزرتي الذي خبر أجواء الديربيات العربية و حتى الديربي المغربي يعلم جيدا أن هامش الخطا ممنوع أمامه.
لذلك هو ديربي مؤجل أو معلق و كلا الوصفان يجوزان لمباراة غير تقليدية نقاطها من ذهب بين سعي القلعة الحمراء لفرض الريمونطادا و رغبة الرجاء في اقتلاع الوصافة.