في الجزء الثاني من حوار المدير التقني الوطني للسيد ناصر لاركيط مع «المنتخب» سنقف عند مراكز التكوين وأهميتها في هذه المرحلة، بالإضافة إلى أهمية رخصة «كاف برو» التي قررت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أن ينطلق العمل بها بالمغرب الذي يعطي نموذجا حقيقيا في الإحتراف، بدون إسقاط العمل برخصة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بالإضافة إلى الرهانات الكبرى التي تنتظر الإدارة التقنية الوطنية في علاقتها بالمنتخبات الوطنية، التي ستتعزز بالكفاءات ذات المستوى العالي، كما قال بأن زمن العاطفة انتهى.

- المنتخب: نواصل حديثنا السيد ناصر لاركيط وهذه المرة سنقف عند أهمية مراكز التكوين، أين وصل هذا المشروع؟
لاركيط: مشروع مراكز التكوين تم تفعيله على عهد الرئيس فوزي لقجع في إطار مخطط يمتد لسنوات طويلة محددة الأهداف، والواقع أن السيد فوزي لقجع يسهر شخصيا على هذا المشروع، لذلك رسم معالم هذه الشراكة من خلال الإتفاقية المبرمة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والقطاعات الحكومية المتعلقة بالنهوض بالبنيات التحتية ومراكز التكوين، والحمد لله اليوم يمكن أن أبشركم بأن مركز التكوين بكل من السعيدية وبركان وأكادير وبني ملال سيكونان في كامل الجاهزية للعمل تحت إشراف الإدارة التقنية الوطنية، وهذا المشروع يتطلب موارد بشرية جديدة لتعزيز كل التخصصات داخل العصب الجهوية والأندية، ولي اليقين بأن هذا المشروع سيشكل منعطفا حاسما في تاريخ الكرة الوطنية.

- المنتخب: بعد كل هذه المحطات التي تحدثنا عنها في الجزء الأول والثاني، هل أنت راض على حصيلة العمل الذي قمت به داخل الإدارة التقنية الوطنية؟
لاركيط: في الواقع سؤال الحصيلة يجب أن يوضع على السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة وفريق العمل الذي يشتغل معنا لأنهم هم المعنيون بالحصيلة، إن كانت إيجابية أم سلبية، لكن ما أود أن أقوله لك في هذا الصدد هو أننا وضعنا الأسس، وينتظرنا عمل كبير في المستقبل، فكل ما تحقق أصبح من الماضي، والتفكير يجب أن ينصب على تصحيح الإختلالات ومواصلة العمل على مستوى الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية، وتفعيل دور مراكز التكوين وتوعية الأندية بالدور المنوط بها، وأحس هنا بأنني فعلت ما يمكن فعله وإرضاء رئيسي السيد فوزي لقجع الذي وضع في الثقة، وكافة أعضاء المكتب المديري، أعرف أن الطريق ما زال طويلا، وأننا في طور التأسيس الحقيقي لمنظومة كروية سليمة، تحقق فيها المنتخبات الوطنية لأقل من 17 سنة و20 سنة وأقل من 23 سنة ذكورا، ثم التتويج ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي ستستضيفها أثيوبيا، والتأهل لكأس العالم بقطر، وتحقيق نتائج إيجابية في كأس إفريقيا 2019 بالكامرون، ثم الإشتغال على ورش الكرة النسوية، خاصة وأن بلادنا ستستضيف مؤتمر الكرة النسوية بمراكش في مارس المقبل، مع الأسف الكرة النسوية الوطنية لا تعرف القفزة التي نريدها على المستوى الإفريقي، وهذا الورش الكبير يتطلب طاقما بشريا متحمسا وكفءا، يكون في غنى عن العقد والأمور المالية، نريد أن تكون المرحلة الجديدة قفزة نوعية إن لم أقل ثورة حقيقية.

- المنتخب: ستنطلقون في إختبارات «كاف برو» وقد تحدثنا عن المعايير، ماذا سيشكل هذا الدبلوم في مشوار المدربين؟
لاركيط: عندما إختارت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم المغرب ليكون المنطلق لاختبارات «كاف برو» فلأنها رأت بأنه يشكل النموذج الناجح في الإحتراف، وقد حددنا المعايير كما تفضلت جريدتكم الموقرة في نشرها، وهنا أفتح قوسا لأقول بأن هذه المعايير ليست تعجيزية، ولكنها فرصة للرفع من المنتوج الكروي الوطني، وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع، لن نتعامل بالعاطفة، هناك دفتر تحملات يجب إحترامه، هناك 20 مدربا سيخضعون لهذه الإختبارات، وهو العدد الذي حددته الكونفدرالية، والأولوية بطبيعة الحال ستكون للمدربين الذين يشتغلون بالبطولة الإحترافية الدرجة الأولى، تعرفون بأن البطولة بها 16 مدربا سنرى هل يستجيبون لدفتر التحملات أم لا، عند ذاك سنمنح الفرصة للآخرين الذين تنطبق عليهم المعايير، وأشير هنا إلى نقطة مهمة للغاية وهي أن الذين لن يشاركوا في إختبارات «كاف برو» لا يعني أنهم لن يشتغلوا مع الأندية، لأنهم يتوفرون على الرخصة الإحترافية الممنوحة من الكاف وتخول لهم العمل في أي فريق، لذلك أقول للذين لا يشتغلون حاليا عليهم البحث عن نادي ليتمكن من المشاركة في الفوج الثاني أو الثالث، والحمد لله أننا داخل الإدارة التقنية الوطنية نشتغل بشفافية مطلقة، ولن يقصى أي مدرب يستجيب للشروط التي تخول له المشاركة في «كاف برو».

- المنتخب: متى ستنطلق الإختبارات الخاصة برخصة «كاف برو»؟
لاركيط: اللقاءات مع المدربين ستنطلق في 27 و 28 فبراير و1 مارس وسيكون أمام المرشح 20 دقيقة لإقناع اللجنة التي ستتكون من الكاتب العام للجامعة، عضوان من المكتب المديري للجامعة وعضو من "الكاف" وعضو من وزارة الشباب والرياضة، وعضو من المعهد الملكي مولاي رشيد لتكوين الأطر عضو من المركز الوطني لكرة القدم وعضو من الجامعة الفرنسية وثلاثة أعضاء من الإدارة التقنية الوطنية وعضو من المكتب الوطني للتكوين المهني، حتى يكون الإختيار جماعيا، بدون أن ننسى 5 مدربين مضافين من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وسنحرص على أن تكون الشفافية هي عنوان هذا الإختبار.