مازالت البطولة الإحترافية تواصل حصد الضحايا، هذه المرة جاء الدور على مدرب سريع وادي زم محمد البكاري الذي فشل في قيادة الفريق الذي صنع معه إنجاز الصعود للبطولة الإحترافية، وبعد أن مني الفريق بثلاث هزائم متتالية جعلته يقبع ضمن الأربعة أندية المتواجدة في أسفل الترتيب العام، في الوقت الذي إنفصلت فيه 10 أندية أخرى عن مدربيها لذات السبب.
في هذه الورقة نستعرض هذه الظاهرة الغريبة في بطولتنا الإحترافية، إذ وصل عدد المدربين المبعدين عن أنديتهم لحد الآن 11 مدربا مع العلم أن البطولة مازالت في الدورة 17، فهل هذه الظاهرة عادية أم أنها لا تليق بمشهد كروي مازال يتلمس خيوط الإحتراف؟
المرابط بديل الزاكي خلق العجب
كان الزاكي بادو الذي تعاقد معه إتحاد طنجة في بداية الموسم الكروي أول الضحايا عندما إنفصل عنه الفريق بسبب أزمة النتائج التي لاحقت الفريق في الدورات الأولى، حيث تحصل معه على ثماني نقط من أصل ثماني مباريات، فاز في واحدة وتعادل في خمسة وإنهزم في إثنتين، ليتعاقد فيما بعد فارس البوغاز مع مساعده إدريس المرابط الذي خلق العجب عندما فاز في سبع مباريات متتالية مكنت الفريق الطنجي من إحتلال المركز الأول برصيد 33 نقطة عن جدارة واستحقاق، وبالتالي يكون إتحاد طنجة قد نجح في التغيير.
المغرب التطواني وشباب خنيفرة متشابهان
أقدم المغرب التطواني على التعاقد مع ثلاث مدربين بسبب أزمة النتائج التي لازمت الفريق وجعلته يجتر معاناته، في أسفل الترتيب العام، إلى درجة أن الكثيرين وضعوه ضمن الأندية التي ستودع بطولة الكبار.
بداية التعاقد كانت مع المدرب فؤاد الصحابي الذي قام بإعداد الفريق قبل بداية البطولة، لكنه إنفصل بالتراضي مع الفريق، ليحل مكانه المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة الذي قاد الفريق منذ الدورة الأولى، لكنه سينفصل عن الفريق في الدورة الرابعة بعد أن عاكسته النتائج، إذ تحصل على نقطة واحدة من أصل ثلاث مباريات لم يحقق فيها أي فوز، تعادل في واحدة وخسر في إثنتين، الشيء الذي جعل الفريق يبحث عن ربان جديد هو يوسف فرتوت الذي يعتبر ثالث المدربين المتعاقد معهم والذي مازال يبحث للفريق عن طوق النجاة.
نفس الحكاية تنطبق على شباب أطلس خنيفرة الذي كان قد إنفص عن المدرب سمير يعيش الذي كان قد إرتبط بفارس زيان لموسمين، إلا أن المكتب المسير للفريق إرتأى الإنفصال عنه بمجرد الخسارة أمام حسنية اكادير بخمسة أهداف لهدف والفريق كان آنذاك يحتل المركز 12 برصيد 10 نقط، ولحد الآن لم يحقق شباب خنيفرة أي فوز منذ رحيل يعيش، وكان آخر فوز له في الدورة السابعة على الرجاء بالدارالبيضاء، ليواصل عبد الغني العثماني المسيرة، لكنه فشل هو الآخر في المهمة ويتم التعاقد مع المدرب السابق التونسي كمال الزواغي ومع ذلك ظل الفريق يعاني مع أندية أسفل الترتيب العام.
إلا أن الغرابة هي التي تنطبق على شباب الحسيمة الذي إنفصل عن المدرب بيدرو بنعلي الذي حقق نتائج باهرة قادت الفريق نحو مزاحمة أندية المقدمة، إذ غادر الفريق وهو يحتل المركز الثامن برصيد 21 نقطة، ليتعاقد الفريق مع المدرب الجزائري ناصر سنجاق خلال الدورتين الأخيرتين ومازال لم يتمكن من الحصول على الرخصة لقيادة الفريق من دكة الإحتياط.
أولمبيك خريبكة والنهضة البركانية: هل أعطى التغيير أكله؟
في المواسم الأخيرة ظل أولمبيك خريبكة يجد صعوبة كبيرة في البقاء مع الكبار لكونه يعيش وضعا غير مستقر على مستوى النتائج لذلك ظل يغير من المدربين، هذا الموسم تعاقد مع الجزائري عز الدين أيت جودي لكنه إنفصل عنه في الدورة الرابعة بعد أن عجز عن تحقيق نتائج إيجابية حيث تحصل على نقطتين فقط من تعادلين وهزيمتين ليتعاقد مع المدرب الفرنسي بيرنار سيموندي لكن الوصفة ظلت على حالها، حيث يوجد في المركز 12.
النهضة البركانية إستعجل الإنفصال عن رشيد الطوسي أيضا في الدورة الرابعة بسبب النتائج التي لم ترض المكتب المسير عندما حقق فوزا واحدا وتعادلا وهزيمتين، ليستنجد الفريق بمساعده منير الجعواني الذي نجح نسبيا في قيادة الفريق الذي يوجد في المركز السابع، في الوقت الذي ظلت فيه وضعية مدرب الراسينغ يوسف روسي معلقة منذ الدورة 15، ولم يصدر أي بيان عن الفريق في الموضوع. 
الجيش الملكي ينجح مع خيري
إنفصل عزيز العامري عن الجيش الملكي في الدورة 11 وكان الفريق يحتل المركز التاسع حيث تحصل على 14 نقطة من أصل 10 مباريات، ليحل مكانه عبد الرزاق خيري الذي قاد الفريق إلى إحتلال المركز الرابع ويشدد الخناق على الأندية المتواجدة في المراكز الأولى.
البنزرتي يداوي الجراح
بالنظر للوضعية التي عاشها الوداد البيضاوي الذي دخل لمرحلة فراغ بعد تتويجه بلقب عصبة أبطال إفريقيا، وجد الفريق نفسه مجبرا على الإنفصال عن المدرب الحسين عموتا والإرتباط بالمدرب التونسي فوزي البنزرتي الذي داوى الجراج وحقق معه الفريق فوزين متتاليين وهزيمة في الديربي ضد الرجاء.
النجاح شعار الإستقرار
بالنظر للإستقرار الذي ظلت عليه أندية الفتح الرباطي، الدفاع الجديدي، حسنية أكادير وأولمبيك آسفي والرجاء والكوكب، فإن هذه الأندية تجني ثمار النجاح بدليل أنها توجد في مراكز جيدة.