أبدى مدربو المنتخبات المشاركة في مونديال روسيا 2018 الأربعاء ثقتهم الحذرة حيال تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم "في اي آر"، وذلك قبل أيام من اتخاذ القرار بشأن اعتمادها في النهائيات المقررة الصيف المقبل.

واجتمع ممثلون عن المنتخبات 32 المتأهلة الى النهائيات في منتجع سوتشي على البحر الاسود لمناقشة "الحياة العصرية" لكرة القدم في ظل دخول التكنولوجيا على الخط من أجل تفادي الأخطاء التحكيمية.

ومن المتوقع أن يمنح مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "ايفاب" الضوء الأخضر لاستخدام تقنية الفيديو في مونديال روسيا، عندما تجتمع السبت السلطة المولجة تحديد قوانين اللعبة.

ويروج الاتحاد الدولي "فيفا" بقوة لتقنية حكام الفيديو المساعدين، وذلك على رغم أن استخدامها في بطولات محلية مثل إيطاليا وألمانيا لم يحظ بتقدير الجميع ولقي انتقادات واسعة، لاسيما لجهة تسببها بتعطيل سلاسة المباريات لأنها تتوقف لدقائق في بعض الأحيان لمراجعة لقطة معينة.

وخلال الأسبوع الحالي أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفيرين أن تقنية الفيديو لن تستخدم الموسم المقبل في مسابقة عصبة أبطال أوروبا بسبب "الارتباك" المستمر بشأن استخدامها.

لكن المدربين الذين خرجوا من اجتماع سوتشي قالوا إنهم مستعدون للتأقلم مع التغيير، حتى لو أن هذه التقنية لم تحظ بتأييد الجميع.

ورأى المدرب البرتغالي لمنتخب ايران كارلوس كيروش أن "هذه هي الحياة الجديدة. هذه الحياة العصرية"، مشددا "من الواضح أنه لم يعد باستطاعة كرة القدم أن تستمر بإغلاق عينيها حيال العالم العصري".

ولا يمكن استخدام تقنية الفيديو سوى في أربع حالات يمكن أن تغير مجرى المباراة: بعد هدف، قرار بضربة جزاء، بعد بطاقة حمراء مباشرة أو في حالات الخطأ في هوية اللاعب الذي وجهت اليه انذارا أو بطاقة حمراء.

ومن أبرز الشكاوى المتعلقة بالتقنية هي كثرة استخدامها خلال المباراة ما يؤثر على الوتيرة، أو عكس ذلك، أي عدم الاستعانة بها في لحظات حاسمة.

ورأى بعض المدربين أن مونديال روسيا سيشكل حالة اختبار لهذه التقنية التي من المبكر الحكم عليها. وبالنسبة لمساعد مدرب الأوروغواي سيلسو اوتيرو فإنها "أمر لتحسين كرة القدم، بحسب ما نفترض"، مضيفا "أعتقد أنه ستتم الموافقة على +في اي آر+، وبعدها سنقيهما".

وكشف المدرب الألماني لمنتخب نيجيريا غيرنوت روهر أن رئيس لجنة التحكيم في "فيفا" ماسيمو بوساكا أكد للمشككين في اجتماع الاربعاء أن نتائج الإعادة بالفيديو حققت عدالة أكبر في القرارات.

وأضاف روهر لوكالة فرانس برس أن بوساكا قال "من المهم جدا بالنسبة للحكم أن يرتكب أقل عدد ممكن من الأخطاء..."، وهذا أمر يوافق عليه مساعد مدرب السعودية مانويل سواريز الذي اعتبر أن "+في اي آر+ جاءت للتخلص من الأخطاء التي يرتكبها الحكم".

أضاف ان هذه التقنية "هي في الواقع أمر يجعل اللعبة أكثر عدلا".

انكلترا على وجه الخصوص عانت خلال تاريخها من القرارات التحكيمية الخاطئة في كأس العالم، وأبرز "يد الله" والهدف الذي سجله النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا بيده في مرماها خلال مونديال 1986، بينما ما زال الألمان يتذمرون من هدف مثير للجدل سجله الإنكليز في مرماهم خلال نهائي مونديال 1966 وساهم في قيادة "الاسود الثلاثة" الى لقبهم الوحيد في البطولة العالمية.

ويوافق بعض المدربين على أن اللجوء الى الاعادة يمكن أن يؤدي الى تعطيل المباراة والتأثير على ايقاع الفريق واندفاعه، وهو ما تطرق اليه مساعد مدرب المنتخب المصري الأرجنتيني خوصي فانتاغوتسي الذي أشار الى أن الاعادة "قد تؤخر اللعب بعض الشيء. لكن بشكل عام، التكنولوجيا مهمة جدا في الوقت الحالي".

وأقر فانتاغوتسي أيضا بأن فريقه يشعر بالقلق بعض الشيء بشأن تقنية الفيديو، مضيفا "نحن جاهزون مستعدون لتطبيق القواعد والاستعداد (لها)".