خلق انفصال المكتب المسير لنادي سريع وادي زم عن المدرب محمد البكاري الحدث خلال الاسبوع المنصرم، إذ كان موضوع نقاشات على شبكات التواصل الإجتماعي وعلى أمواج بعض المحطات الإذاعية، ولتنوير الرأي العام الوطني التقينا بالمدرب محمد البكاري وأجرينا معه الحوار التالي لمعرفة خبايا هذا القرار القاضي بفض الشراكة بينه وبين الفريق الذي صعد به للبطولة الإحترافية الأولى:    
المنتخب: تضاربت الآراء حول إقالتكم من تدريب سريع وادي زم وكنتم قد نفيتم في تصريح لكم للجريدة ما ورد في البلاغ الصادر عن المكتب المسير فهل لكم أن توضحوا لنا ذلك؟
محمد البكاري: بعد نهاية المباراة التي أجريناها ضد الوداد برسم الدورة 17 من البطولة الاحترافية، منحتُ اللاعبين يوم راحة على أن نستأنف التدريب يوم الثلاثاء الموالي، إلا أني فُوجئت باتصال هاتفي في ساعة متأخرة من الليل، من الكاتب الإداري للفريق، نور الدين هاشمي، يخبرني فيه بأن المكتب المسير عقد اجتماعا وقد تم خلاله اتخاذ قرار الإنفصال عني. شخصيا لم أحضر ولم أوقع أية وثيقة، لذا استغربت لورود عبارة «الإنفصال بالتراضي» في البلاغ الصادر عن المكتب بموقعه الرسمي.
المنتخب: هل تم الاتصال بكم ودعوتكم للإجتماع بأعضاء المكتب، قبل أم بعد تصريحكم لبعض وسائل الاعلام؟ وماذا وقع خلال هذا الاجتماع؟
محمد البكاري: فعلا لقد تم الإتصال بي، لكنه  حصل بعد نشر الخبر على الصفحة الرسمية للفريق وانتشاره على صفحات التواصل الاجتماعي، وقد تفاجأت للطريقة التي تم بها ذلك، خاصة وأن العلاقة التي تجمعني بكل مكونات الفريق هي علاقة طيبة، واتخاذ قرار من هذا النوع وتعميمه على وسائل الإعلام دون علمي، لا يشرفني ولا يشرف كل من أحب وأخلص في حبه وعمله للفريق. صراحة قبلت حضور الإجتماع،  لكن شريطة أن يكون اجتماعا مصغرا يجمعني بالرئيس وأمين المال لا غير.  ويجب أن تعلموا أنه خلال هذا الإجتماع، تم الانفصال عن الفريق بالتراضي وليس قبله كما تم نشره. وقد تم احترام بنود العقد وأتمنى للفريق وللإطار الجديد النجاح والتوفيق.
المنتخب: هل صحيح أنكم رفضتم حفل وداع كان المكتب ينوي تنظمه على شرفكم خلال هذا الاجتماع؟
محمد البكاري : نعم لقد أُخبرت بهذا لكن لمَا علمت بأن هناك أشياء كانت تحاك ضدي من طرف البعض، فضلت عدم حضور حفل كان بالإمكان أن يكون حفلا أخويا وصادقا اعترافا بما أسديته من خدمات خلال المواسم التي قضيتها على رأس الإدارة التقنية للسريع، الفريق الذي أحببته وقدرت  تضحيات جماهيره وكل مكوناته والذي أصبح جزء من مساري الرياضي.
لقد فضلت عدم لقاء البعض منهم، خاصة الذين فقدوا الثقة في رغم أنني تمكنت من تحقيق نتائج سيشهد عليها التاريخ ومنها الصعود من قسم الهواة إلى القسم الوطني الثاني، ومنه إلى البطولة الإحترافية الأولى، وها نحن نحتل المرتبة 13 ب17 نقطة مبتعدين ب7 نقط عن الصف الأخير وب5 نقط عن المرتبة 15 ما قبل الأخيرة. 
المنتخب: لا بد أن المكتب المسير قدم تبريراته، فما السبب في اتخاذ هذا القرار؟
محمد البكاري: أولا هو قرار جائر لأن أصحاب القرار أساؤوا الظن بي، والكل يعرف التضحيات الجسام التي قدمتها للفريق وما يحز في النفس هو تلك العلاقة التي كنتُ أعتبرها علاقة حب وإخاء تجمعني بكل أعضاء المكتب، لكن اتضح في الأخير العكس، لأنه كان من الأحسن أن يجالسني المكتب ويناقشني في الموضوع بكل صدق، لكن السبب الوحيد ليست النتائج كما يدعون، لأن لا أحد كان يراهن على تحقيق ما حققناه، فحتى أكبر المتفائلين لم يكن يراهن على أن السريع سيتمكن خلال مرحلة الذهاب من تحقيق 17 نقطة. المتتبعون يشهدون على المستوى الجيد الذي ظهر به الفريق رغم أننا الأقل إنفاقا على الانتدابات، فانهزامنا أمام الجيش أو الفتح أو الوداد أرى بأنه أمر طبيعي  جدا نظرا لقوة هذه الفرق. أما تحقيق التعادل خلال الشطر الأول ضد الجيش والوداد وحسنية أكادير  لم يرق المكتب الذي رفض تحفيز اللاعبين عند تحقيقهم هذا التعادل. تعرفون بأن انعدام التحفيز المالي له انعكاس سلبي على مردودية اللاعبين. وأظن بأن عدم قبول مدرب مساعد من اقتراح المكتب هو السبب الرئيسي في ما وقع. 
لقد رفضت الرضوخ لهذا القرار، لأن الفريق بحاجة ليس لمدرب مساعد بل لمدرب وطبيب نفسي رياضي. كنت أظن أن الفريق يعاني من مشاكل مالية، لكن اتضح الآن العكس وكان على المكتب أن يفكر في كل هذا خلال فترة الإستعدادات لكن مع الأسف لم يتم التفكير في هذا إلا مؤخرا.
المنتخب: هل تم الإتصال بك للإشراف على آخر؟
محمد البكاري: نعم، لا أخفيكم أنه  فور الإطلاع على خبر انفصالي بفريق السريع تم الإتصال بي من طرف بعض الأشخاص للإشراف على  5 أندية من القسم الثاني من البطولة الإحترافية، وأرجوك لا تحرجني بالكشف لا عن الأشخاص ولا عن الأندية التي ترغب في التعاقد معي.
المنتخب: الكلمة الاخيرة لكم.. 
محمد البكاري: في الختام أتوجه بالشكر الجزيل لكل مكونات سريع وادي زم. وبكل صدق فوداعي لجماهير الفريق كان مؤثرا وهذا طبيعي لأني تقاسمت مع الجمهور الوادزامي كثيرا من الذكريات وتعرفت على أناس طيبين ضحوا ولا زالوا من أجل الفريق. لن أنس يوم حققنا الصعود للقسم الاول من البطولة الاحترافية، كيف احتفلت الساكنة باللاعبين، وكيف خرجوا للشوارع مرددين شعارات الفريق، وهذا افتخار لي لأن كل مكونات الفريق تعرف أني ضحيت من أجل الفريق لا من أجل المال وهذه مفخرة أكثر من تحفيز مالي. وأغتنم الفرصة لأشكر كل من ساندني  وساعدني من بعيد أو من قريب لتحقيق ما حققته لفريق سأظل افتخر باشتغالي معه متمنيا له المزيد من النتائج الإيجابية.