خروج ريال مدريد من مسابقة كأس إسبانيا وحسابات لقب الدوري الإسباني كان القرار الأسهل بالنسبة لزيدان الذي بدأ يفكر بسمعته التدريبية مبكراً.

ويعرف من يتابع ريال مدريد جيداً أنّ زيدان كان أحد أسباب وجود حامل اللقب في المركز الثالث حالياً بفارق 15 نقطة عن برشلونة المتصدر، كما أنّه كان سبباً مباشراً في الخروج من ربع نهائي كأس ملك إسبانيا.

ووجد ريال مدريد نفسه ينافس على لقب دوري أبطال أوروبا فقط بعد أن كان حصده للقبي السوبر الأوروبي والإسباني من مانشستر يونايتد الإنجليزي وبرشلونة توالياً بمثابة الفخ الذي وقع به زيدان وإدارة ريال ممثلة برئيسها بيريز.

ريال مدريد ضحية زيدان
ونظراً لقصر فترة زيدان التدريبية ولمعان اسمه بسرعة البرق في سماء أفضل المدربين في العالم كان خطر إقالته من ريال مدريد يمثل عامل قلق دائم حتى في حال تحسن النتائج.

وأصر زيدان على منح الثقة لكل من مواطنه بنزيمة وإراحة رونالدو والاعتماد على ثيو هيرنانديز بالرغم من معرفته ضمنياً بالمشاكل التي قد تنتج عن هذه القرارات لكنه لم يكن قادراً على هزّ الصورة التي رسمها أمام العالم قبل أشهر قليلة فقط، وقد تكرّر عناده بعدم جلبه لأسماء لامعة في سوقي الانتقالات الصيفية والشتوية.

لماذا لم يتراجع زيدان؟

ويطمح زيدان إلى استلام دفة منتخب فرنسا عقب تركه ريال مدريد وهو يؤمن بأنّه لن يكون مدرباً للفريق الملكي مدى الحياة، لذلك فإنّ أيّ اهتزاز بسبب مطالبات وسائل الإعلام قد يؤثر على ثقة لاعبيه به مستقبلاً سواءً في ريال مدريد أو أي فريق آخر، وعلى هذا النحو جاء إصرار "زيزو" على قناعاته العلنية.

زيدان هو زيدان
منذ بدء نجاحات زيدان مع ريال مدريد انطلقت مقارناته بغوارديولا مدرب مانشستر سيتي الحالي وبرشلونة السابق ومع اختلاف فلسفة الاثنين كلياً من النواحي التكتيكية فإنهما يتشابهان إلى حدٍّ ما من جهة صعوبة تغير قناعاتهما.

ومن النادر أن أنتجت كرة القدم مدرباً ناجحاً ذو شخصية مهتزة وهنا يمكننا التذكير بـ"عناد" كونتي ومورينيو وأنشيلوتي وأليغري وغيرهم الكثير إلا أنّ أسطورة ريال مدريد داخل وخارج الملعب "زيدان" عُرف ببعده عن الصدامات التي يقع بها غيره من المدربين مع لاعبيهم.

طوق نجاة زيدان مع ريال مدريد
ويراهن ريال مدريد على وصوله لأدوار متقدمة في دوري أبطال أوروبا وتنتظره مباراة لا تقبل القسمة على اثنين أمام مضيفه باريس سان جيرمان الثلاثاء والتي يدخلها معززاً بانتصاره 3-1.

وسيكون فشل زيدان في الصعود مع ريال مدريد إلى ربع النهائي على الأقل أو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا مباشرة من خلال احتلاله المركز الثالث في الدوري الإسباني كـ"الشعرة التي تقصم ظهر البعير" إذ من النادر أن يعطي بيريز الوقت لمدرب على حساب شعبيته أمام جماهير الفريق.