منح مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (ايفاب) الضوء الاخضر لاستخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم ("في ايه آر") في كل المسابقات ومن بينها نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، السبت في زوريخ.

وتقتصر هذه المساعدة التكنولوجية على أربع حالات يمكن أن تغير مجرى المباراة: بعد تسجيل هدف، قرار بركلة جزاء، بعد بطاقة حمراء مباشرة (ليس بطاقتين صفراوين او انذارا) أو في حالات الخطأ في هوية اللاعب الذي وجه اليه انذار أو بطاقة حمراء.

وقال المجلس في بيان "وافق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم بالاجماع على استخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم خلال اجتماعه السنوي العام الـ132". وتابع "هذا الاجتماع الهام... يمثل حقبة جديدة لكرة القدم".

ويعد المجلس المعروف بـ "البورد" بمثابة الناظم لقوانين كرة القدم ويتبع للاتحاد الدولي (فيفا). ويتألف من فيفا والاتحادات الاساسية لقوانين اللعبة: انكلترا، ويلز، اسكتلندا وايرلندا الشمالية.

ولكي يصبح تطبيق هذا النظام الجديد رسميا، يتعين على مجلس الاتحاد الدولي للفيفا ان يقره في اجتماعه المقرر في بوغوتا عاصم كولومبيا في 16 الحالي، لكن الامر اصبح بحكم المؤكد بعد ان دعا رئيس الفيفا السويسري جاني انفانتينو اعضاء المجلس الى التصويت ايجابا بقوله "نشجع المجلس على اتخاذ قرار ايجابي بهذا الخصوص".

وكان مرجحا اعتماد هذه التقنية التي حظيت بدعم واسع من مسؤولي الاتحاد الدولي، لاسيما انفانتينو، على رغم الانتقادات التي تلاقيها منذ بدء تجربتها.

وأضاف المجلس في بيانه "هذا الاجتماع التاريخي الذي قاده رئيس فيفا جاني انفانتينو، دشن عهدا جديدا لكرة القدم مع تقنية المساعدة بالفيديو التي ستساعد على تحسين النزاهة والعدالة في هذه الرياضة".

بدوره، شرح انفانتينو في مؤتمر صحافي "هذا حدث هام في كرة القدم. تم مناقشة هذا الموضوع منذ عقود. قررنا اختبار ("في ايه ار") في اذار/مارس 2016، لاننا اذا لم نختبره لم نكن لنعرف امكانية نجاحه".

وأضاف "في نهاية مرحلة الاختبار، توصلنا الى استنتاج مفاده ان في ايه ار جيدة لكرة القدم، للتحكيم، تجلب مزيدا من العدالة ولهذا السبب وافقنا عليها".

وتابع "تقنية المساعدة بالفيديو ستساعد على كأس عالم اكثر انصافا. اذا ارتكب حكم ما خطأ، فان هذه التقنية ستقوم بتصحيحه. لن يكون الامر مثاليا مئة في المئة حيث ستبقى ثمة مناطق رمادية، لكن لا يمكن ان تحسم مباراة في كأس العالم بسبب خطأ محتمل من التحكيم".

وتابع "يتعين علينا القيام بما يمكن القيام به لكي يكون الحكم في افضل وضعية لاتخاذ القرار المناسب".

وكان المجلس اجرى تقييما "ايجابيا جدا ومشجعا" في كانون الثاني/يناير لاختبارات التقنية التي تجرى منذ 2016 في العديد من البطولات والكؤوس. وقد تم اختبارها في كأس القارات 2017 في روسيا.

وبدأ اعتمادها هذا الموسم تدريجا في بعض البطولات الأوروبية (ايطاليا وألمانيا)، وعلى سبيل التجربة في غيرها، من دون ان تلقى إجماعا في أوساط المتابعين، لاسيما منهم المشجعين واللاعبين.

وخلال الأسبوع الحالي أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفيرين أن تقنية الفيديو لن تستخدم الموسم المقبل في مسابقة دوري أبطال أوروبا بسبب "الارتباك" المستمر بشأن استخدامها، وقال في هذا الصدد "لا احد يدري كيف تستخدم هذه التقنية. هناك الكثير من الارتباك".

واضاف "لست ضد هذه التقنية بالمطلق، لكن يجب التفسير بطريقة افضل عندما يتم اللجوء اليها. سنرى ماذا سيحصل في كأس العالم".

ومن أبرز الشكاوى المتعلقة بالتقنية هي كثرة استخدامها خلال المباراة ما يؤثر على الوتيرة، أو عكس ذلك، أي عدم الاستعانة بها في لحظات حاسمة.

وتعد تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم ثاني خرق تكنولوجي في كرة القدم، بعد ادخال تكنولوجيا خط المرمى في مونديال 2014.