يرحل الرجاء البيضاوي يومه الخميس لمدينة نواديبو الموريتاني ليلاقي بعد غد السبت فريقها المحلي برسم إياب الدور 32 من منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية، رحلة شاقة ومهمة صعبة تنتظر لاعبي الفريق الأخضر بعد التعادل المحصل عليه في الذهاب بمركب محمد الخامس، وبالرغم من المشاكل التي يتخبط فيها النسور، فإنهم مطالبون برميها وراءهم والتركيز أكثر على المباراة وعلى الجانب الرياضي لتفادي الخروج من الباب الضيق لهذه المنافسة القارية التي تأهلوا لها بعد معاناة وطول انتظار، لأن إقصاء فريق من حجم الرجاء في هذا الدور سيشكل إساءة للكرة المغربية.

معنويات تحت الصفر!؟
كما كان الحال قبل مباراة الذهاب، حين اكتفى النسور بالتعادل مع المتزعم اتحاد طنجة وخسارة مجموعة من العناصر الأساسية التي خلف غيابها فراغا كبيرا أمام نادي نواديبو، بالنظر لمحدودية التركيبة البشرية، فإن مباراة الإياب تأتي في ظروف أصعب، وذلك بعد هزيمة أمام حسنية أكادير، كان من نتائجها توتر أعصاب اللاعبين وانتفاضتهم في وجه الرئيس سعيد حسبان، ما دفعهم للإضراب عن الحصة التدريبية التي كانت مقررة يوم الإثنين وكذا عدم التنقل للعاصمة الرباط من أجل القيام بإجراءات الحصول على تأشيرة دخول التراب الموريتاني.
معنويات اللاعبين كانت تحت الصفر، ما يتطلب بذل مجهودات مضاعفة لتجاوزها، وذلك باستحضار مصلحة الفريق وكذا الإنجازات الشخصية باعتبار ما يمثله المنافسة على هذا اللقب القاري.

التركيز على المستقبل
العناصر الرجاوية مطالبة بمزيد من التضحية دفاعا عن لوغو الفريق الأخضر، صحيح أنها ضحت كثيرا طيلة المواسم الثلاث الأخيرة، لكن ساعة الفرج قد اقتربت وملامح التغيير تلوح حاليا في الأفق على بعد أسبوعين فقط على انعقاد الجمع العام نهاية شهر مارس الجاري، وحتى لا يندم اللاعبون على ضياع فرصة المنافسة على هذا اللقب القاري، فإنهم مطالبون بالإعداد الجيد لهذه المباراة خاصة من الناحية الذهنية، وذلك بطي صفحة النتائج الأخيرة في البطولة الإحترافية، على أمل التعويض في المنافسة القارية، حيث لا يمكن تعويض أي نتيجة سلبية لأنها تعني الإقصاء والخروج من المنافسة، ومن دون شك فإن الطاقم التقني بقيادة المدرب غاريدو سيعمل من جانبه على إعداد لاعبيه من الناحية النفسية بالدرجة الأولى، وكما قلنا سابقا فإن رصيد الفريق الأخضر من الألقاب القارية، وتجاربه السابقة تفرض على العناصر الحالية حمل المشعل والتسلح بالعزيمة والإصرار وتحدي كل الصعوبات لتكون في الموعد، وتتمكن من تحقيق نتيجة إيجابية تزكي صحوة الكرة المغربية وعودتها القوية للريادة بالقارة السمراء.

الخصم بمعنويات مرتفعة
على عكس الرجاء فإن إف سي نواديبو يمر من فترة جيدة على مستوى النتائج سواء قاريا أو محليا فبعد تجاوزه لعقبة الفريق الإيفواري في الدور التمهيدي إنتشى كذلك بتعادل ثمين مع الرجاء، ما جعله يعود للمنافسات المحلية بمعنويات جد مرتفعة ليتفوق نهاية الأسبوع الماضي ضمن فعاليات الدورة 18 من الدوري الوطني الممتاز على منافسه فريق كيهيدي في الملعب البلدي في نواديبو بحصة قوية.
البرتقالي دخل المباراة ضاغطا، ما مكنه من تسجيل 3 أهداف في 36 دقيقة الأولى من عمر المباراة عن طريق المتألق في هذه المباراة عبدولاي غاي في الدقائق 9 و26 و36 ليضيف بعد ذلك ألاسان جوب الهدف الرابع في الدقيقة 63، في حين سجل عمار تيام هدف الشرف لفريقه كيهيدي.
وبهذا الفوز عاد البرتقالي لقيادة ترتيب الدوري بـ 39 نقطة مع  مباراة مؤجلة عن الدورة 17 أمام التيسير، والفوز فيها يمنح فرصة قوية لنواديبو للتتويج بلقب الدوري الوطني الممتاز.

ثقتنا كبيرة في النسور
صحيح أن الرجاء بات في موقف صعب بعد نتيجة الذهاب التي تمنح الإمتياز لفريق نواديبو، لكن نتيجة التعادل لا تعدم حظوظ الفريق الأخضر، فكل الحظوظ ما زالت قائمة لأن النسور لم يتعرضوا للهزيمة بالرغم من غياب أبرز الثوابت والركائز الأساسية عن الفريق هنا بمركب محمد الخامس، وما يدفعنا للتفاؤل حول قدرة العناصر الرجاوية على العودة ببطاقة التأهل من قلب نواديبو، هو رد فعل الإيجابي للعناصر الرجاوية حين يتعلق الأمر بمباراة حاسمة وفاصلة، وهنا نستحضر مشوار الفريق في منافسات كأس العرش رفقة المدرب غاريدو، إذ غالبا ما تمكن من انتزاع التأهل من خارج الديار، كما أن استعادة الأخضر لبعض ركائزه الأساسية تبعث لدى الأنصار بعض الإطمئنان، وتبقى حظوظ الرجاء وافرة لانتزاع التأهل من قلب نواديبو شريطة التعامل مع المباراة بكل الجدية والحماس ونكران الذات، وبحضور "الغرينتا" إن شاء الله النسور قادرون على قلب الطاولة على الفريق الموريتاني.

الأوراق مكشوفة
من دون شك فإن مباراة الإياب ستكون مختلفة تماما عن مباراة الذهاب التي جرت في ظروف خاصة، وحاليا الأوراق باتت مكشوفة لمدربي الفريقين، الفريق الموريتاني يعرف جيدا قدرات لاعبي الرجاء وقدرة الفريق الأخضر على انتزاع بطاقة التأهل، والتعادل السلبي سيخدم مصالحه، لذلك لن يغامر ولن يجازف بالهجوم، لتفادي ترك مساحات يمكن للرجاء استغلالها، وهذا يفرض على الفريق الأخضر البحث عن الهدف كأول خطوة لاستفزاز الخصم وإرغامه على أخذ المبادرة، ولتحقيق هذا الهدف يجب التركيز على مستوى الهجوم لاستغلال الفرص،و من دون شك فإن مباراة من هذا الحجم تقتضي التخلص من الأنانية و التحلي بروح المجموعة والتعاون بين اللاعبين، والمزاوجة بين الأدوار الدفاعية والهجومية، وكما لعب الفريق الموريتاني بالدار البيضاء مباراة تحت شعار «الحياة أو الموت» فإن العناصر الرجاوية مطالبة بدورها برد فعل قوي يمكنهم من إعادة الإعتبار للفريق الأخضر على الساحة القارية.

التضحية من أجل الجماهير
الجماهير الرجاوية ستكون حاضرة بالملعب البلدي بنواديبو، حيث تنقلت بأعداد مهمة عبر رحلات جوية وبرية، لتؤكد كعادتها وقوفها إلى جانب اللاعبين في الضراء قبل السراء، الأنصار والعشاق تحملوا مشاق التنقل وبعد المسافة من أجل الدعم والمساندة وتحفيز النسور، ورفع معنوياتهم في هذه الظروف الصعبة، ومن دون شك فإن حضور الجماهير والأعلام الوطنية والشعارات الرجاوية، سينسي النسور كل المشاكل وسيدفعهم لتقديم كل ما في جعبتهم لإدخال السعادة والفرحة لقلوب كل الجماهير المغربية، وثقتنا كبيرة في العناصر الرجاوية التي ضحت كثيرا في سبيل قميص الفريق وكسبت احترام وتقدير الجمهور الرجاوي وكل المغاربة.
البرنامج
السبت 17 مارس 2018
موريتانيا: ملعب نواديبو: س15و30د: نادي نواديبو ـ الرجاء البيضاوي