أثار التألق الكبير للاعب المصري محمد صلاح، نجم ليفربول لإنجليزي، أمام روما الإيطالي، يوم الثلاثاء الماضي في دوري أبطال أوروبا، جدلا كبيرا في أوساط الكرة العالمية.
وطرح المستوى الفني الكبير لهذا اللاعب تساؤلات حول حظوظه في الفوز بالكرة الذهبية، وعن مدى مشروعية تطلعه للفوز بهذه الجائزة، وما إذا كانت إمكانية تحقق ذلك هو نوع من أنواع المبالغة في تقدير الأمور.
والكرة الذهبية هي الجائزة الفردية الأرفع شأنا في الكرة العالمية، بجانب جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي تمنح للاعب الأفضل في العالم والمسماة بـ "ذا بيست".
وخضعت جائزة الكرة الذهبية خلال السنوات العشر الأخيرة لسيطرة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، حيث فاز بها كل منهما خمس مرات.
وحتى الآن لم يظهر أحد تمكن من افتكاك هذه الجائزة من النجمين الكبيرين، وذلك بعيدا عن طموحات اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا، والاعتذار الذي قدمته مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية للإسباني آندريس إنييستا لأنها لم تمنحه الجائزة في عام 2010.
ورغم ذلك، أثارت الأرقام الرائعة والمميزة التي حققها المهاجم المصري هذا الموسم جدلا ونقاشا حول أحقيته في نيل الجائزة، وهو ما لم يحدث مع أي لاعب آخر منذ فترة طويلة.
وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية أمس الأربعاء: "ما بدأ في صورة همهمات غير مسموعة في منتصف الموسم يمكن أن ينتهي إلى تأكيدات ليست بعيدة المنال".
وبعد أن رحل عن روما، الفريق الذي تألق أمامه يوم الثلاثاء الماضي، وسجل هدفين في شباكه وصنع هدفين، وقاد ليفربول للفوز بنتيجة 5 ـ 2، حقق صلاح قفزة هائلة في مسيرته.
ولم يكتف صلاح بتسجيل عدد كبير من الأهداف هذا الموسم في الدوري الإنجليزي، بل تألق بشكل كبير في دوري أبطال أوروبا، التي تمثل واجهة العرض الأساسية المؤهلة للفوز بالجوائز الفردية بجانب المونديال.
وأحرز صلاح هذا الموسم 43 هدفا مع ليفربول، بقيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب، 11 منهم في دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد احتساب الهدف الذي سجله في الدور التمهيدي، كما نفذ 15 تمريرة حاسمة، الأمر الذي يدل على أنه لاعب هجومي من طراز رفيع.
وحقق نجم المنتخب المصري العديد من الأرقام المهمة هذا الموسم، فقد سجل 31 هدفا في الدوري الإنجليزي ليعادل الرقم القياسي لكل من آلان شيرر في موسم 1996ـ 1995 وكريستيانو رونالدو 2007 ـ 2008 ولويس سواريز (2013 ـ 2014).
ويحتاج صلاح لأربعة أهداف لمعادلة الرقم القياسي للاعب إيان راش، الهداف التاريخي لليفربول وأكثر من سجل في موسم واحد لصالح الفريق، 47 هدفا في موسم 1983 ـ 1984.
ورغم ذلك، ففي بعض الأحيان لا يمكن مزاحمة كل من رونالدو وميسي على مكانتهما في الكرة العالمية مع تحقيق أرقام مذهلة في أحد المواسم.
ويتفوق اللاعب البرتغالي على محمد صلاح في عدد الأهداف المسجلة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وإذا فاز ريال مدريد بلقب البطولة فإن الترشيحات كلها ستصب في صالح اللاعب البرتغالي للفوز بالجائزة، رغم أن مونديال روسيا الذي قارب على الانطلاق سيشكل المرحلة الفاصلة في هذا الأمر.
ويحتاج صلاح، بالإضافة إلى أرقامه الكبيرة، إلى الفوز بأحد الألقاب للفوز بالجائزة، فلا أحد يتوقع أن تفوز مصر بالمونديال وليفربول لم يعد لديه فرصة للفوز بالدوري الإنجليزي أو كأس إنجلترا، ولذلك فإن دوري الأبطال هو الفرصة الوحيدة أمام اللاعب المصري.
ولكن البعض يرى أن صلاح ليس عليه أن يظهر شيئا آخر، فقد أثنى عليه القائد السابق لليفربول، ستيفين جيرار في تصريحات لشبكة "بي تي سبورت" التلفزيونية، حيث قال: "لا يوجد مكان للشكوك، إنه اللاعب الأفضل على الكوكب في هذه اللحظة".
وأشاد كلوب أيضا بالمستوى الفني لصلاح، ولكنه طالب في الوقت نفسه بعدم التعجل في عقد المقارنات، وقال المدرب الألماني: "إنه بحالة فنية استثنائية، إنه يتمتع بمستوى عالمي، ولكن لكي تكون الأفضل في العالم فيجب عليك أن تثبت ذلك طوال فترة ممتدة".
وفي إسبانيا، أطلقت بعض وسائل الإعلام مثل صحيفة "سبورت" لقب "صلاح ميسي" على اللاعب المصري، فيما قالت صحيفة "ماركا": "لقد ولد نجم جديد، كلوب أخرج الصورة الأفضل للاعب المصري".
وترى صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية أن اللاعب الأعسر، البالغ من العمر 25 عاما المولود بمدينة بسيون بمحافظة الغربية بمصر، هو خليط من نجوم الكرة العالمية في الوقت الحالي، حيث قالت: "إنه لاعب رائع ينطلق بالكرة أفضل من ميسي ويعدو كالريح مثل كريستيانو رونالدو".