يرقد المدرب الأسطوري السابق لنادي مانشستر يونايتد، "السير" الاسكتلندي أليكس فيرغوسون (76 عاما)، في غرفة العناية الفائقة غداة خضوعه لعملية جراحية عاجلة لمعالجة نزيف في الدماغ، وسط رسائل تضامن مع أحد أنجح المدربين في التاريخ، و"صدمة" في انكلترا.

وكان النادي الانكليزي قد أعلن في بيان مفاجىء ليل السبت، ان المدرب الذي أشرف عليه لفترة ناهزت 27 عاما، "خضع لعملية جراحية في المخ جراء اصابته بنزيف دماغي"، موضحا ان "كل شيء سار على ما يرام" وان فيرغوسون "بحاجة للبقاء بعض الوقت في العناية المشددة من اجل زيادة فرص شفائه"، طالبا من الجميع احترام "خصوصية عائلته".

ويعد فيرغوسون أكثر المدربين نجاحا في تاريخ كرة القدم الانكليزية، وهو أحرز خلال مسيرته 38 لقبا مهما، أبرزها لقب الدوري الانكليزي الممتاز 13 مرة، ولقب عصبة أبطال أوروبا مرتين، علما انه بدأ الاشراف على يونايتد في العام 1986 واعتزل في ختام موسم 2012-2013.

ومنذ لحظة الاعلان عن إدخاله المستشفى، انهالت التمنيات بالشفاء السريع على فيرغوسون، أكان من البطولات الأوروبية البارزة، أو الأندية الأوروبية الكبرى، أو اللاعبين الذين أشرف عليهم في مسيرته الطويلة.

وأفردت الصحف الانكليزية صدارة صفحاتها الأولى الأحد لمتابعة وضع فيرغوسون. واختارت صحف "صنداي تايمز" و"ذا صن" "وصنداي تلغراف" عنوانا مماثلا هو "فيرغوسون يكافح من أجل حياته".

واعتبرت صحيفة "تلغراف" ان انكلترا تعيش صدمة بسبب الأزمة الصحية للمدرب الاسكتلندي "لان الرجل بدا انه لا يقهر".

وباستثناء البيان الذي أصدره مساء السبت، لم يصدر يونايتد حتى ظهر الأحد بالتوقيت المحلي في انكلترا، أي تحديث بشأن وضع فيرغوسون.

وكان فيرغسون قد أدخل بداية صباح السبت الى مستشفى ماكليسفيلد الصغير بالقرب من منزله في تشيدل، ثم تم نقله الى مستشفى سالفورد رويال في مانشستر بمرافقة من الشرطة.

وغاب نجل السير أليكس، دارن فيرغسون الذي يشرف على دونكاستر، السبت عن مباراة فريقه مع ويغان في بطولة الدرجة الثانية (الثالثة عمليا) "لاسباب عائلية"، حسب ما ورد في بيان النادي.

وبرز اليكس فيرغسون المولود في غلاسكو مع نادي ابردين الفائز بكأس الكؤوس الاوروبية (الملغاة حاليا) عام 1983، قبل الانضمام الى يونايتد، حيث أعاد بعد خمسة أعوام من توليه مسؤولياته، الفريق الى الألقاب بدءا من كأس انكلترا 1990، قبل ان يعيده الى مصاف الكبار في انكلترا وأوروبا، ويتوج بسلسلة من الألقاب التي اعتمدت بشكل أساسي على لاعبين نشأوا في صفوف النادي.

وسبق لفيرغسون ان أدخل المستشفى عام 2003 بسبب مشكلة في القلب.

ويعود الظهور العلني الأخير المعروف لفيرغوسون الى 29 أبريل الماضي، عندما قام بتكريم المدرب الفرنسي أرسين فينغر الذي يستعد في نهاية الموسم للرحيل عن نادي أرسنال بعد مسيرة ممتدة من العام 1996.

وكانت رسائل الدعم قد بدأت بالتردد منذ مساء السبت، علما ان خبر العملية التي أجراها فيرغوسون احتل صدارة النشرات لكبرى القنوات الاخبارية العالمية، نظرا للمكانة التي يتمتع بها في عالم كرة القدم.

ونشر نجم ريال مدريد الاسباني، البرتغالي كريستيانو رونالدو عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمعه بفيرغوسون، مرفقا اياها بتعليق جاء فيه "أفكاري وصلواتي معك يا صديقي العزيز، كن قويا".

وبرز رونالدو بداية في صفوف يونايتد الذي انضم اليه عام 2003 قادما من سبورتينغ البرتغالي، قبل الانتقال الى ريال مدريد الاسباني في 2009. وبقيت العلاقة وثيقة بين فيرغوسون ورونالدو الذي قال في تصريحات سابقة ان المدرب كان بمثابة "والد" بالنسبة اليه في عالم كرة القدم.

وتوالت الرسائل الأحد كذلك. فقد نشر نادي ميلان الايطالي بيانا أعرب فيه عن تمنياته "بالشفاء الكامل والسريع" لفيرغوسون.

أما مدرب يوفنتوس الايطالي ماسيميليانو أليغري، والذي يقترب من لقب سابع تواليا في البطولة الايطالية، فقال "ابق قويا يا أليكس فيرغوسون".