توقفت الكأس لمدة 12 عاماً بسبب الحرب العالمية الثانية والتي نشبت عقب 12 شهراً من إنتهاء الدورة الثالثة بفرنسا، وخلال هذه المدة الزمنية الطويلة أخذت لعبة كرة القدم مكانتها في البرازيل، وأصبحت ذات شعبية جارفة ليس لها مثيل في جميع دول العالم الأخرى، وفي المقابل فقد أثرت الحرب على العديد من الدول الكروية المتقدمة في أوروبا أبرزها ألمانيا التي كانت ضحية كروية وتم منعها من المشاركة.
وفي ظل التطور الكروي الكبير الذي شهدته البرازيل مُنح لها حق تنظيم كأس العالم الرابعة سنة 1950 وسط احتجاجات وغيابات عديدة، فبالإضافة إلى منع ألمانيا إعتذرت فرنسا عن الحضور نظراً لطول المسافة وعناء السفر، وإنسحبت الأرجنتين بسبب خلافها مع الدولة المنظمة كما إعتذرت إسكتلندا، وكان منتخب الهند أشهر المعتذرين بعد أن رفضت الفيفا الموافقة على طلبه الغريب والمتمثل في رغبة لاعبيه اللعب حفاة الأقدام، الشيء الذي وضع الإتحاد الدولي في مأزق ودفعه لمنح دول أخرى فرص المشاركة نظراً لضيق الوقت، ليتم تنظيم التظاهرة بالبرازيل في الوقت المحدد لها لكن بحضور 13 منتخبا فقط.
وجاءت نتائج المباريات حبلى بالمفاجآت، أكبرها فوز الولايات المتحدة الأمريكية على إنجلترا 1 ـ0 و إنتصار هواة السويد على إيطاليا حاملة آخر لقبين 3 ـ2 في مدينة ساو باولو، ولأول مرة في هذه المسابقة يتم اعتماد نظام الدور النهائي أي دوري مصغر "بلاي أوف" من دور واحد، يجمع أوائل المجموعات الأربع التي لعبت الدور الأول، فلم تكن هناك مباراة نهائية في هذه الكأس وتم تعويضها بما سمي بالدور النهائي.
ولعل المفاجأة المدوية كانت من أوروغواي التي قهرت البرازيل في عقر دارها وأخرجت 200 ألف مشجعا برازيليا حضروا النهائي وملايين شاهدوها من التلفاز مثقلين بالهموم والدموع، فبعد أن كان كل شيء يؤكد فوز البرازيل بالكأس عقب سحقها في الدور الختامي لإسبانيا بستة والسويد بسبعة والمكسيك بأربعة، فجرت أوروغواي المفاجأة وهي المتعادلة مسبقا مع إسبانيا والفائزة على السويد، وبخرت الحلم البرازيلي ببيته لتخطف الكأس وسط دهشة كل من تابع هذا الحدث في مباراة تعد إحدى أشهر المواجهات عبر تاريخ كأس العالم.
المباراة المجنونة والتي لُعبت بملعب ماراكانا الذي كان يتسع لمئتي ألف متفرج وشُيد خصيصا لكأس العالم، صدمت البرازيليين من صغيرهم إلى كبيرهم كون منتخب السلساو كان بحاجة للتعادل فقط ليربح الكأس، بعدما صبت التكهنات في مصلحته عقب النتائج القوية التي حققها في الدور الأول والنهائي وسلسلة الإنتصارات العريضة التي عانقها، إلى جانب لعبه في أرضه وأمام جماهيره.
وعودة إلى فصول اللقاء المثير فقد شهد سيطرة مطلقة لأصحاب الدار وتراجع دفاعي مكثف للضيوف، بل وتقدم فيه البرازيلي فرياكا بهدف أطلق صيحات الجماهير التي بدأت بالإحتفال والرقص نشوة باللقب، لكن ريمونطادا صاعقة من لاعبي الأوروغواي في الدقائق الأخيرة قلبت السحر على الساحر وحولت العرس إلى مأثم، حينما عدل النجم شيافينو الكفة وعاد زميله غيغيا ليباغث البرازيليين بهدف ثان مفاجئ، في سيناريو عجيب وحزين وسط ذهول كل من حضر.
فأوروغواي رجعت من بعيد ووجهت الضربة القاضية للغريم التقليدي البرازيل، وملعب ماراكانا تحول إلى ساحة بكاء ونحيب فهرب كل المسؤولين الرسميين من المنصة، ولم يبق سوى رئيس الفيفا جول ريمي، فيما خرج مدرب البرازيل فلافيو كوسطا وسط حراسة مشددة خوفا على حياته، لتعود الكأس إلى العاصمة مونتيفيديو بعد 20 عاما ويربح منتخب السيليستي اللقب الثاني في تاريخه، علما أنه إنسحب ولم يشارك في الدورتين الثانية والثالثة في أوروبا.
بطاقة الدورة: 1950 
الدولة المضيفة: البرازيل
البطل: أوروغواي 
 عدد المنتخبات المشاركة: 13 
 عدد الملاعب: 6 في 6 مدن 
 الترتيب النهائي للمنتخبات المشاركة: أورغواي (البطل)، البرازيل (الوصيف)، السويد (المركز الثالث)، إسبانيا (المركز الرابع)
عدد المباريات 22 
عدد الأهداف 88
عدد الجماهير التي حضرت المباريات مليون و45 ألف مشجع بمعدل 48 ألف متفرج في المباراة الواحدة
هداف البطولة البرازيلي أدمير ب 9 أهداف