اكتشف مسؤولو جوفنتوس في أحد الفرق الصغيرة ضواحي مدينة فلورنسا لاعبا موهوبا يمتلك حسا تهديفيا كبيرا اسمه باولو روسي، فضموه بسرعة إلى النادي عام 1971.

"المنتخب" أبحرت في ذاكرة المونديال لتسلط الضوء على الهداف روسي الذي أبهر العالم ليس فقط بأهدافه.. ولكن أيضا بحكايته مع التألق ومع الأهداف.. فبداية روسي مع جوفنتوس لم تكن موفقة، حيث أصيب بكسر في معصمه وخضع لثلاث عمليات جراحية في الغضروف ليجد نفسه صيف عام 1975 على لائحة اللاعبين الذين يريد الفريق التخلص مهنم.. وتم إعارته إلى نادي كومو.. وفي صيف العام التالي تم تحويله إلى نادي فيتشينزا المتواضع ضمن أندية الدرجة الثانية.. لكن مواهب روسي تفجرت مع هذا النادي وسجل 21 هدفا في موسم 1976-1977.. وتمكن فريقه من الصعود لقسم الأضواء.. وفي الموسم الثاني قاد فريقه إلى احتلال المركز الثاني خلف فريقه السابق جوفنتوس محرز اللقب.. وأحدث روسي مفاجأة كبيرة عندما توج في نفس الوقت بلقب هداف البطولة الإيطالية برصيد 24 هدفا.

ولم يكن غريبا أن يستدعيه مدرب المنتخب الإيطالي آنداك إنزو بيرزوت.. فخاض أول مباراة دولية أمام منتخب بلجيكا في لييج يوم 21 ديسمبر 1977.. ثم شارك في نهائيات كأس العالم 1978 بالأرجنتين وتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف.. وبعد عروضه في المونديال ارتفع سعره في سوق الانتقالات بشكل كبير.. وطالب فيتشينزا الذي لم يصمد طويلا بين الكبار ونزل سريعا إلى القسم الثاني مبلغ 5 مليارات ليرة إيطالية لمن أراد شراء عقد روسي.. فوجد جوفنتوس نفسه عاجزا عن دفع هذا المبلغ فتمت إعارة المهاجم الهداف إلى نادي بيروجيا.. وهنا بدأت رحلة روسي مع الجحيم.

ففي فبراير 1980 اندلعت القضية المعروفة باسم "طوطونيرو" الخاصة بالمراهنات الرياضية التي تورطت فيها شركتان وأحد أكبر المراهنين.. مما جعل البطولة الإيطالية تمر بأخطر أزمة في تاريخها.. وكان باولو روسي من بين اللاعبين المتورطين في ترتيب نتيجة مباراة فريقه ضد أفيلينو في 30 ديسمبر 1979.. وتمت معاقبته بالابتعاد والتوقيف لمدة ثلاثة أعوام.. تم خفضت العقوبة إلى سنتين بعد الاستئناف.

وفي صيف عام 1981 نجح جوفنتوس في شراء عقد روسي من فيتشينزا.. لكن روسي لم يشارك في المباريات إلا قبل نهاية البطولة بثلاث مباريات .. وخاض أول لقاء يوم 18 أبريل 1982.. ورغم ذلك قرر مدرب المنتخب بيرزوت ضمه إلى صفوف "الآزوري" الذي يستعد للمشاركة في نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا.

وبعد أن خاض منتخب إيطاليا مباريات هزيلة في الدور الأول من مونديال إسبانيا وقدم أداء باهتا.. تمكن من تحقيق فوز غير مقنع على منتخب الأرجنتين في الدور الثاني (2-1) ثم واجه البرازيل في المباراة الثانية من هذا الدور.. وهي المباراة التاريخية بالنسبة لروسي الذي انتفض وأحرز ثلاثية في شباك "السيليساو" لتفوز إيطاليا بـ3-2 وتتأهل لدور نصف النهائي.. وواصل روسي تألقه الكبير وأحرز هدفين في نصف النهائي أمام بولونيا وفازت إيطاليا (2-0) لتبلغ المباراة النهائية وتواجه منتخب ألمانيا.. وفازت إيطاليا مرة أخرى، وهذه المرة في النهائي (3-1) أحرز منها روسي هدفا له.. وانتزعت إيطاليا كأس العالم.. ونال روسي لقب هداف البطولة بعد أن رفع رصيده من الأهداف إلى 6.

بطاقته

الاسم الكامل: باولو روسي

المنتخب: إيطاليا (48 مباراة دولية \ 20 هدفا)

تاريخ الميلاد: 23 سبتمبر 1956

المركز: مهاجم

الأندية التي لعب لها: كاتوليكا فيرتوس (1968 – 1971) – جوفنتوس (1971 – 1975) – كومو (1975 – 1976) – فيتشينزا (1976 – 1979) – بيروجيا (1979 – 1980) – جوفنتوس (1981 – 1985) – ميلان 1985 – 1986) – فيرونا (1986 – 1987)

إنجازاته: كأس العالم 1982 – كأس السوبر الأوروبية 1984 – بطولة الأندية الأوروبية 1985 – كأس الكؤوس الأوروبية 1984 – البطولة الإيطالية 1982 و 1984 – كأس إيطاليا (1983) – هداف مونديال 1982 برصيد 24 هدفا – الكرة الذهبية عام 1982.