عندما إختيرت إنجلترا لإستضافة نهائيات كأس العالم في نسختها الثامنة عام 1966، أجمع النقاد الرياضيون أن كأس العالم عادت إلى مهدها، على أساس أن المملكة المتحدة وتحديدا إنجلترا هي أم اللعبة.
وسجلت الدورة إرتفاعاً كبيراً في الحضور الجماهيري بالمقارنة مع المعدلات المسجلة في الدورات السابقة داخل القارة العجوز، وشهدت بزوغ أسماء بعض الأساطير والنجوم اللامعة أمثال الألماني فرانز بيكنباور والبرتغالي أوزيبيو والبرازيلي جيرزينيو، وأفول قمر آخرين في مقدمتهم الحارس السوفياتي ليف ياشين والبرازيلي غارينشا.
ووزعت المنتخبات 16 المتأهلة إلى 4 مجموعات وحضر ضيف جديد هو كوريا الشمالية، ولم تعرف الدورة أهدافا كثيرة بسبب إعتماد المنتخبات على طرق اللعب الدفاعية، وهذا ما يفسر تصدر منتخب إنجلترا لمجموعته تحت قيادة المدرب سير ألفا رامسي ب 4 أهداف فقط، ولكن شباكهم لم تستقبل أي هدف علما أنهم لم يفوزوا في مباراتهم الإفتتاحية أمام أورغواي التي انتهت بالتعادل.
وتأهلت إنجلترا وأوروغواي عن المجموعة الأولى لربع النهائي، وعن المجموعة الثانية عبرت ألمانيا الغربية والأرجنتين، أما المجموعة الثالثة فشهدت مفاجأة كبيرة وهي خروج منتخب البرازيل حامل اللقب في آخر نسختين من الدور الأول، فبالرغم من الفوز على بلغاريا في أول مباراة بالنهائيات وتألق الأسطورة بيلي، إلا أن منتخب سيلساو تلقى هزيمتين ضد هنغاريا والبرتغال بنتيجة 3-1، ليتصدر منتخب البرتغال مجموعته بفضل نجمه إيزوبيو ويتأهل منتخب المجر لربع النهائي كوصيف للمجموعة، ويودع رفاق غارينشا الكأس من الباب الصغير بعد أن إحتلوا المركز الثالث، في وقت عرفت فيه المجموعة الرابعة كارثة إقصاء المنتخب الإيطالي على يد كوريا الشمالية التي تأهلت كوصيفة وراء الإتحاد السوفياتي.
وتقابل منتخب إنجلترا مع الأرجنتين وفاز منتخب الأسود الثلاثة بهدف وحيد لجيف هيرست، ثم سحق البرتغال منتخب كوريا الشمالية بنتيجة 5-3 في مباراة شهدت سوبر هاتريك لإيزوبيو، بينما إستعرض الألمان العضلات وهم يدمرون قلعة أوروغواي بنتيجة 4-0، فيما فاز منتخب الإتحاد السوفييتي على المجر بنتيجة 2-1.
الإنجليز والألمان وضعوا الأقدام في النهائي بعد تجاوز الأول عقبتي البرتغال والإتحاد السوفياتي تواليا، ليحتضن ملعب ويمبلي بالعاصمة لندن مسرح النهاية المثيرة في 30 يوليوز أمام أنظار 97 ألف متفرج وبقيادة الحكم السويسري غوتيفيرد دينيست.
كانت الأجواء ساخنة ما بين جماهير المنتخبين نظرا للعداء بينهم والذي يعود للحرب العالمية الثانية، وإمتدت فصول الشجار والأحداث الدرامية إلى ما بعد نهاية اللقاء، ليصبح إصطدام ألمانيا وإنجلترا منذئذ بمثابة الديربي وأحد أشرس المواجهات بين المنتخبات الأوروبية.
وبالعودة إلى الدقائق 120 للمبارة فقد تقدم هيملت هالير للمنتخب الألماني في الدقيقة 12 قبل أن يعادل جيف هيرست النتيجة بعدها بست دقائق، منهيا الشوط الأول بلا غالب ولا مغلوب.
في النصف الثاني وفي الدقيقة 78 إستطاع مارتين بيتيرس أن يحرز هدف التقدم لأصحاب الأرض، ولم تمر سوى 11 دقيقة حتى أعاد ولفغانغ ويبير التوازن 2-2، ليحكم على اللقاء بالإمتداد للشوطين الإضافيين.
الإنجليز كانوا في قمة الشراسة والرغبة وأضافوا هدفين عبر هيرست الذي وقع هاتريك، مانحا الإنجليز اللقب الأول والأخير في خزانة الأسود الثلاثة، والذين زأروا في عرين ويمبلي معيدين الكأس إلى أوروبا ومنهين الهيمنة البرازيلية.
بطاقة الدورة: 1966 
الدولة المضيفة: إنجلترا
البطل: إنجلترا 
 عدد المنتخبات المشاركة: 16 
 عدد الملاعب: 8 في 7 مدن 
 الترتيب النهائي للمنتخبات المشاركة: إنجلترا (البطل)، ألمانيا الغربية (الوصيف)، البرتغال (المركز الثالث)، الإتحاد السوفياتي (المركز الرابع)
عدد المباريات 32 
عدد الأهداف 89
عدد الجماهير التي حضرت المباريات مليون و614 ألف مشجع بمعدل 50 ألف متفرج في المباراة الواحدة
هداف النهائيات البرتغالي أوزوبيو ب 9 أهداف