تنطلق اليوم الخميس منافسات نهائيات كأس العالم بروسيا في نسختها الحادية والعشرين.. وهو الحدث الذي ظل ينتظره العالم بشغف كبير منذ أن ودع النسخة الماضية التي احتضنتها البرازيل صيف عام 2014.
 إنطلاقة المونديال الروسي ستكون بملعب لوجنيكي بالعاصمة موسكو الذي سيحتضن مباراة الإفتتاح بين المنتخب صاحب الأرض والضيافة ونظيره السعودي صاحب المشاركة الخامسة في نهائيات كأس العالم.


الواقعية الروسية
وتنطلق منافسات المونديال بمباراة الافتتاح التي ستجمع المنتخب الروسي مستضيف البطولة بنظيره منتخب السعودية.. وهي مباراة حبلى بكثير من الألغاز وقد تسفر على مفاجآت ليست في الحسبان، مثل كل مباريات الافتتاح التي يصعب التكهن بنتائجها.
ويراهن المنتخبان معا على مباراة الافتتاح التي يعتبرها الجميع مفتاحا للمضي قدما في البطولة لكونها تفتح الآفاق للفريق الفائز.. ويمتلك المنتخب الروسي أفضلية كبيرة خلال المباراة بفضل عاملي الأرض والجمهور، وسيسعى بكل قوة إلى تحقيق الفوز لضمان مواصلة المشوار بارتياح وبحافز معنوي كبير.. فيما سيحاول المنتخب السعودي برهنة مدى قدرته على مباغثة الجميع وإحداث المفاجأة في أولى مباريات البطولة.
ويدرك المنتخب الروسي جيدا أن تجاوز الدور الأول من البديهيات بالنسبة إليه.. فهو صاحب الأرض والضيافة.. كما أنه سيقابل في مجموعته منتخبات تبدو في متناوله لأنها تاريخيا ليست من العيار الثقيل.. إذ باستثناء منتخب الأوروغواي صاحب التاريخ الحافل في نهائيات كأس العالم.. لا يبدو أن المنتخبين السعودي والمصري قد يقلقان روسيا كثيرا.
لكن الإشكالية بالنسبة للروس أن منتخبهم لا يمر حاليا بأفضل أحواله.. ولا يبدو عليه أنه يمتلك مقومات المنتخبات المرعبة التي تستطيع أن تفرض قوتها وتستطيع أن تكون من بين المنتخبات المرشحة للتنافس على اللقب.. كما أن المنتخب الروسي لا يملك لاعبين من العيار الثقيل بمقدورهم قلب نتائج المباريات لصالحهم.. لكنه مع ذلك يعول على إمكانيات كل من لاعبي الوسط ألكسندر غلوفين وألان دزاغوييف والمهاجم فيدور سمولوف الذين يستطيعون تشكيل بعض الخطورة.
لكن من حسن حظ المنتخب الروسي أنه يمتلك مدربا واقعيا إلى أبعد حد وهو الروسي ستانيسلاف تشيرتشيسوف الذي لا يجازف كثيرا ويخلص لواقعيته إلى حد كبير، ويلعب يلعب بحذر شديد معتمدا على دفاع صارم يصعب إختراقه خصوصا مع تواجد حارس يمتلك خبرة كبيرة مثل إيغور أكتفيف.


الأخضر جاهز 
واستعد المنتخب السعودي تحدت قيادة مدربه الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي بما فيه الكفاية قبل دخول غمار المونديال.. حيث استمرت تحضيراته 216 يوما خاض خلالها 5 معسكرات إعدادية بكل من البرتغال وجدَة وإسبانيا وسويسرا وألمانيا.. كما لعب المنتخب السعودي 10 مباريات إعداداية أمام منتخبات وازنة.. إذ واجه كل من البرتغال وبلغاريا ومولدوفيا وأوكرانيا وبلجيكا والجزائر واليونان وإيطاليا وبيرو وألمانيا.. ورغم أنه خسر في 6 مباريات وفاز في 3 منها فقط فيما تعادل في مباراة واحدة.. إلا أنه إستقى الكثير من الدروس واستفاد الكثير من العبر.. وخرج بالخلاصة التي طمح إليها المدرب وهي كسب الخبرة والتنافسية وزيادة حجم الرصيد من الثقة ومن الجاهزية.
وسيخوض المنتخب السعودي مباراته أمام روسيا بدون ضغوطات عكس أصحاب الأرض المطالبين بتحقيق الكثير.. وقد يكون هذا العامل في صالح «الأخضر» ويدفعه للعب بأريحية أكثر.. وهو ما قد يمنحه الأداء المتوازن المطلوب.
صحيح أن المنتخب السعودي لا يتوفر حاليا على نجوم معروفين ويستطيعون إحداث الفارق خلال المباريات.. لكن المدرب بيتزي يعقد آمالا كبيرة على كل من فهد المولد ومحمد عسيري ومحمد السهلاوي وعبد الله عطيف وسلمان الفرج.. وغيرهم ممن حفظوا عن ظهر قلب الأسلوب الذي يفضل المدرب الإعتماد عليه.. والذي يتأسس على حراسة المنطقة والحفاظ على توازنات الوسط عند الإرتداد والهجوم مع الاعتماد على المرتدات.. كما أن المدرب بيتزي ظل دائما وطيلة معسكرات المنتخب السعودي يوصي بضرورة التركيز خلال المباريات.. ويعتمده واحد من أهم مفاتيح اللعب بالنسبة للمنمتخب السعودي.