في ربع نهائي كأس العالم في كرة القدم، يجب وضع الصداقة جانبا: المهاجم الفرنسي انطوان غريزمان يواجه صديقه وزميله في اتلتيكو مدريد الاسباني، دييغو غودين مدافع الاوروغواي العنيد، الجمعة في نينجي نوفغورود ضمن مونديال روسيا 2018.

تجاوزت علاقة المهاجم الفرنسي وقلب الدفاع الأوروغواياني حدود المستطيل الأخضر منذ زمن طويل. غودين هو عراب ابنة غريزمان ميا، والصديقان يعيشان في المنطقة نفسها من مدريد، لا فينكا، المنطقة السكنية الانيقة حيث يقطن نجوم كرة القدم.

قال غريزمان عن زميله الذي أحرز معه في ماي الماضي لقب اوروبا ليغ على حساب مرسيليا الفرنسي (3-صفر)، "دييغو هو صديق كبير. نحن معا يوميا في مدريد"، موضحا "حين وقعت مع أتليتيكو مدريد، كان هو الشخص الذي اتصلت به وشجعني على ذلك".

وأوضح بشأن مباراة الجمعة في نيجني نوفغورود "هو عراب ابنتي. سيكون الامر (التنافس في المباراة) عاطفيا جدا بالنسبة إلي".

في غرفة تبديل الملابس في ملعب أتلتيكو، يجلس غريزمان (27 عاما) في الجهة اليمنى بين رفاقه من الاوروغواي والارجنتين. له طقوس بعد التدريب، منها تناول شراب المتة التقليدي في أميركا اللاتينية، في عادة اكتسبها منذ انضمامه لريال سوسييداد الاسباني حيث تزامل مع الأوروغواياني كارلوس بوينو.

تأثير الأوروغواي على غريزمان كان واضحا في سوسييداد. فاضافة الى بوينو، كان مدربه في تلك الفترة الأوروغواياني مارتن لازارتي والذي وصفه الفرنسي في مقابلة مع صحيفة "ليكيب" بأنه كان "أخا كبيرا (...) في بعض الأحيان كنت أنام في منزله. بطبيعة الحال ثقافته تركت أثرها علي".

قال غودين لصحافيين من بلاده مؤخرا ان غزيزمان "أوروغواياني. كان دائما محاطا بلاعبين من الاوروغواي. بدأ مسيرته مع مارتن لازارتي. يحب ما نحن عليه، عاداتنا، موسيقانا، ويشرب الكثير من المتة معي".

لن يكون ثمة مكان للصداقة على أرض الملعب غدا، وهذا ما يدركه غريزمان جيدا. يقول "غودين لن يكون اكثر ليونة. لا اعتقد ذلك. نعرف كل شيء عن بعضنا البعض. ستحسم الامور من خلال تفاصيل، يجب الحذر من الكرات الثابتة والهجمات المرتدة".

"درس" اللاعبان في مدرسة مدرب أتلتيكو الارجنتيني دييغو سيميوني، المعروف بشغفه الدائم بالفوز. فحين تولى مهامه في دجنبر 2011، ساهم بإعطاء دفع لمسيرة غودين عمليا، الى ان أصبح أحد أفضل المدافعين في العالم. قام سيميوني بدوره مع غريزمان ايضا، وجعل من الفرنسي هدافا متكاملا يقوم بأدوار دفاعية.

تعد المباراة بالتالي بأن تكون متقاربة. وزاد مهاجم الاوروغواي لويس سواريز من الحرب الكلامية بقوله "مهما قال أنطوان بأنه نصف أوروغوياني، فهو فرنسي ولا يعلم الشعور بأن تكون أوروغويانيا".

أضاف "لا يعلم حجم التفاني والمجهود اللذين يبذلهما الأوروغوياني منذ الصغر لكي يتمكن من تحقيق النجاح بوجود هذا العدد القليل من الناس"، في إشارة الى عدد سكان بلاده البالغ نحو 3,5 ملايين نسمة.

وسيكون في قلب دفاع الأوروغواي وجه آخر مألوف بالنسبة الى غريزمان، هو زميله في أتلتيكو خوصي ماريا خيمينيز.

وبحسب المدرب الأوروغواياني لنادي بوردو الفرنسي غوسطافو بويت، فمباراة الجمعة ""ليست مباراة عادية بالنسبة الى غريزمان وغودين وخيمينز".