يطارد الدفاع الجديدي حلم تجاوز دور المجموعات وضمان مكان له مع الأقوياء في ربع نهاية عصبة أبطال إفريقيا، حينما يحل ضيفا بعد زوال غد الثلاثاء في مباراة تاريخية على العملاق الكونغولي نادي تي بي مازيمبي الذي ضمن قبل جولتين بطاقة التأهل الأولى في المجموعة الثانية التي يتصدر ترتيبها العام برصيد 11 نقطة، ورغم صعوبة المهمة، يتطلع فرسان دكالة المنتشون بأول فوز في دور المجموعات أعاد لهم بصيص الأمل، إلى اصطياد الغربان والعودة بكامل الزاد من ملعب «الرعب» بلوبومباشي، وانتظار تعثر أو تعادل وفاق سطيف أمام جاره مولودية الجزائر، لحجز بطاقة العبور إلى الدور الموالي لأول مرة في تاريخ الفريق الجديدي، وهي معادلة تبدو صعبة لكنها ليست مستحيلة، إذا ما آمن أشبال عبد الرحيم طاليب بقدراتهم أمام الفريق الكونغولي، وتسلحوا بالعزيمة والإصرار والرغبة في الإنتصار لمواصلة المشوار وبلوغ مصاف الكبار.

الدفاع طرد النحس
كان على الدفاع الجديدي انتظار الجولة  الخامسة وما قبل الأخيرة من دور المجموعات، ليطرد النحس ويتذوق حلاوة أول انتصار حققه من رحم المعاناة على حساب عميد الكرة الجزائرية مولودية العاصمة، أحيى آماله في اقتناص البطاقة الثانية المؤدية إلى دور الربع النهائي، بعدما كان قريبا من الخروج مبكرا من السباق، وهو الذي فرط في عدد كبير من النقاط داخل وخارج ملعبه، قبل أن ينبعث فارس دكالة من رماده مثل طائر الفينيق الأسطوري، ويقتنص ثلاث نقاط ثمينة أخلط من خلالها أوراق المجموعة الثانية. ويتمسك الفريق الجديدي بخيط الأمل الرفيع من أجل التأهل إلى دور الربع النهائي لمسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، في انتظار ما ستسفر عنه الجولة الأخيرة التي سيرحل خلالها الدفاع إلى لوبومباشي الكونغولية لمواجهة العملاق مازيمبي الذي ضمن منذ مدة وبكل سهولة تذكرة العبور الأولى إلى الدور الموالي، تاركا الصراع مفتوحا بين الثلاثي المغاربي الدفاع، المولودية والوفاق الذي يتقاسمون المرتبة الثانية برصيد 5 نقاط.

ADVERTISEMENTS

هدية مازيمبي 
جنب تي بي مازيمبي الكونغولي الدفاع الجديدي خطر الإقصاء المبكر من المسابقة مرتين حينما أرغم خلال رحلتيه المتتاليين في الجولتين الرابعة والخامسة إلى الجزائر، المولودية ووفاق سطيف على التعادل الذي «فرمل» ممثلي الكرة الجزائرية في عصبة الأبطال، وبعث بالمقابل آمالا جديدة في نفوس الدكاليين الذين استفادوا من الفوز على مولودية الجزائر، وأيضا من الهديتين المقدمتين من قبل «غربان» لوبومباشي» الذين سيحلون ضيوفا عليهم في الجولة الأخيرة والحاسمة. والواضح أن لاعبي الدفاع وكما جاء على لسان مدربهم عبد الرحيم طاليب عقب الفوز على مولودية الجزائر، بدؤوا يستأنسون في الجولات الأخيرة بأجواء دوري أبطال إفريقيا، ورفعوا من رصيد خبرتهم الإفريقية التي كانت تنقصهم، قياسا بباقي المنافسين داخل المجموعة الثانية، والأكيد أن عنصر الخبرة سيكون حاسما خلال رحلة الفريق الجديدي المحفوفة بالمخاطر إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إمتحان صعب بملعب الرعب 
الأكيد، أن فرسان دكالة المنتشين بأول فوز لهم في دور المجموعات لكأس عصبة الأبطال الإفريقية حققوه على حساب عميد الكرة الجزائرية المولودية، تنفسوا الصعداء، وتحرروا شيئا ما من الضغط النفسي الذي لازمهم لعدة جولات، بل استعادوا توازنهم وثقتهم في إمكاناتهم بعدما نفضوا عنهم غبار التواضع، ولسوء حظ الفريق الجديدي أن القرعة التي لم تكن رحيمة به فرضت عليه في الجولة الأخيرة مواجهة العملاق الكونغولي تي بي مازيمبي متصدر المجموعة الثانية الذي ضمن التأهل إلى دور الربع مبكرا، بملعب «الرعب» في مباراة حارقة، سيكون خلالها الدفاع أمام حتمية الإنتصار لمواصلة المشوار ومطاردة حلمه الإفريقي، وانتظار تعثر وفاق سطيف الجزائري بملعب 5 جويلية أمام مولودية العاصمة، وحتى نتيجة التعادل هي الأخرى تخدم مصالح الدفاع، في حال تعادل المولودية والوفاق في ديربي الجزائر،  لتوفر الفريق الجديدي على افضلية النسبة العامة، وهما سيناريوهان اثنان لا ثالث لهما كفيلين بمرور  فارس دكالة إلى الدور الموالي، شريطة عودته بكامل الزاد من رحلته المحفوفة بالمخاطر إلى لوبومباشي.

المستحيل ليس دكاليا
صحيح، أن أشد المتفائلين يستبعد فوز الدفاع على تي بي مازيمبي العنيد الذي قلما يمزح بملعبه وأمام جمهوره، لكن في كرة القدم اللعبة الساحرة قد يصبح المستحيل ممكنا، والبعيد المنال واقعا، خاصة وأن فريق «الغربان» الذي ضمن تأهله قبل جولتين، سيلعب من دون أي ضغط، ومن غير المستبعد أن يعتمد المدرب بامفيل ميهايو كازيمبي في هذا اللقاء على اللاعبين البدلاء، ويريح بعض الركائز الأساسية حتى يكونوا في كامل جاهزيتهم لمنافسات دور ربع النهاية، على عكس الفريق الجديدي الذي سيدخل المباراة برهان تحقيق الفوز الذي يعبد له الطريق نحو التأهل إلى الدور الموالي من عصبة الأبطال الإفريقية، وأمام جيل اليوسفي، أكردوم، هدهودي، نناح، أستاتي وآخرين فرصة لا تعوض لدخول التاريخ الإفريقي عبر بوابة «التشامبيونز ليغ» في حال عودتهم بنقاط الفوز من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبإمكان فارس دكالة أن يحقق هذا الرهان الصعب، إذا ما اختار المدرب عبد الرحيم طاليب التوليفة البشرية المناسبة، وآمن لاعبوه بقدراتهم، وتسلحوا بالعزيمة والإصرار والرغبة في الإنتصار على امتداد التسعين دقيقة من زمن المباراة التي تحتاج إلى كوماندو حقيقي يدافع ويهاجم ككتلة واحدة على رقعة الملعب، من أجل تحقيق هدف واحد تنتظره الجماهير الدكالية على أحر من الجمر، وهو اقتناص تذكرة العبور إلى دور الأقوياء بالقارة السمراء، فهل يفعلها «رجال» دكالة ويعودون بتأهل تاريخي من لوبومباشي؟
البرنامج
الثلاثاء 28 غشت 2018
الجولة 6 من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا
الملعب: مازيمبي بلوبومباشي: س:14: تي بي مازيمبي ـ الدفاع الحسني الجديدي

ADVERTISEMENTS