قبل عامين بالتمام والكمال توج هنا بيننا عصام الشرعي بطلا لإفريقيا، بالعلامة الكاملة بــ5 انتصارات متتالية وأمام منتخبات لها باع طويل في اللعبة وفي هذه الفئة، من غانا وغينيا لغاية مصر، وبتتويج الزلزولي أفضل هداف وانفجار الخنوس وتألق صيباري، وتقديم عناصر من طينة ريشارسون، العزوزي وتيرغالين للفريق الأول، ناهيك عن ما قدمه الوافي، البكراوي والوزاني من أداء باهر لم يشفع لهم رغم هذه الألمعية من طرق العرين... 
تصوروا أنه في غمرة التتويج، ظهر لقجع على عشب المجمع الأميري متجهما، واجم المحيا وغير راض عن الأداء ولم ينخرط مع الشرعي في فرحة التتويج...
مثلما ظهر وهو يحرق لفائف سجائره من «لوج» المجمع الأميري واحدة تلو الأخرى بينما الركراكي بدا عبوسا مقطب الجبين، لتدور  الدائرة وتطحن الطاحونة الشرعي إعلاميا في الأسبوع الذي تلا التتويج، بحجة أنه لم يقنع ولا يقوم بتنزيل نفس فلسفة وهوية أداء الأسود ويغرد خارج سرب منظومة المنتخبات الوطنية... 
أتينا هنا وقد هاتفت الشرعي مهنئا ومن حشرجات صوته الرخيم، فهمت أنه أُكل يوم أُكل الثور الأبيض بعد مراسم البوديوم، وأن لحاقه بشعلة باريس مستحيل...
وفعلا سينتهي مقام الشرعي في مورسيا الإسبانية بعد وديتي الدانمارك وأمريكا، لأنه كان من غير الوجيه ولا المنطقي إقالة مدرب بطل بعد الكان مباشرة...
بعد «كان»  كوت ديفوار، طلع علينا البلاغ الشهير الذي زكى الركراكي بعد الإقصاء في منصبه، بلاغ تثبيته في مقامه مقابل تنحية الشرعي من منصبه، بلاغ رسم خارطة طريق المرحلة التالية وتحديد الإختصاصات وإخبارنا بالقبعة الجديدة لمول النية «قبعة المشرف العام»... مع توسيع دائرة الصلاحيات لتشمل إشرافه على المنتخبات السنية، بل سنكتشف أن الركراكي هو من أشار بتسريح الشرعي وهو من أوحى بضم السكتيوي، وكل ذلك بما يخدم مثلما أكد البلاغ هوية الأسود أولا وأخيرا...
سقت هذه الكرونولوجيا، من باب و«ذكر» لعل الذكرى تنفع؟ لأن الركراكي مشرفا عاما وليس ناخبا، لم يتأخر في التواجد في ردهات الفيلودروم في مارسيليا ومدرجات حديقة الأمراء، في الأولمبياد ليمد العزوزي بنصائح وتوجيهات ... بل رصد في ملعب التداريب  مع السكتيوي، وعاد ليقول لنا بعد التتويج البرونزي الملحمي ليخبرنا أنه هو من أتي بطارق، وبعده بالبشير ظهر مع  نبيل باها بعد الحصول على الكأس، ليخبرنا باها بعدها أن ما تحصل عليه والأداء المقدم على طول خط النهائيات ما هو سوى تنزيل لتعاون وتنسيق قديم مع الركراكي «المشرف العام»...
الآن وبعد أن انفض «مولد القاهرة بلا حمص» أي دون الكأس التي طلبها لقجع في وداع الأشبال من وهبي، وقد ظهر الركراكي في لوج ملعب 30 يونيو مع بنمحمود مواكبا لشبحه المخيف إفريقيا، جنوب إفريقيا وأولاد البافانا وصنداونز الذين هزموه مرتين ناخبا ومرة مشرفا عاما، بودنا أن يتحلى السي وليد بنفس الجرأة وربط المسؤولية بالمحاسبة وقت الفشل مثلما التباهي فترة النجاح...
 بأن يأتينا ويخبرنا بنوع الهوية التي لعب بها وهبي؟ ما الرابط بين أداء أشبال وهبي وأسود الركراكي؟ أي تطابق بين المنتخبين وبين الفكرين ؟ وهل سيقدم على نفس القرار الذي حرم الشرعي من الشرعية الأولمبية...؟
بودنا أن يطلعنا الركراكي عن موقفه من الرعونة التي طبعت مباريات الأشبال، عن التفكك بين الخطوط، عن عدم الإقناع والإقتناع بالمؤدى على مدار النهائيات... 
أن يخبرنا إن كان هو من دعم بقاء وهبي، وهل وهبي هو من سيسافر صوب الشيلي؟ هل وهبي هو شعرة معاوية المطلوبة بين هذا المنتخب والأولمبيين وبين أسود مونديال أمريكا مثلما قال وتمنى فوزي لقجع ؟ 
ننتظر من المشرف العام أن يكشف لنا موقفه وسنحترمه وبعدها سنسائله؟ لأن الكيل بمكيالين ليس بوجيه في هكذا حالات وهكذا وقائع فما موقف المشرف العام هنا؟