تتجه عشاق الكرة المستديرة بتونس والمغرب يومه الخميس للملعب الأولمبي بسوسة، حيث سيكون الموعد مع الديربي المغاربي بين النجم الساحلي والوداد البيضاوي برسم إياب الدور 16 من منافسات كأس زايد للأندية العربية الأبطال. هذه القمة تسبق بيوم واحد القمة الثانية التي تقام بملعب رادس بين الترجي والأهلي، لكنها تحظى باهتمام كبير وذلك بالنظر لنتيجة التعادل السلبي التي إنتهت بها مباراة الذهاب قبل حوالي 10 أيام بمركب محمد الخامس، كما أن خروج الفريق الأحمر من منافسات كأس العرش ستكون له إنعكاساته على هذه المواجهة حيث سيسعى فرسان الوداد للمصالحة مع جماهيرهم  بالعودة بالتأهل  من تونس وإن كانت المهمة لن تكون سهلة أمام فريق متمرس أبان عن مؤهلات محترمة في مباراة الذهاب. 

فرصة للمصالحة
 توالت النكسات والإنكسارات بالنسبة للمجموعة الودادية مع بداية هذا الموسم، فبعد الإقصاء من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، خرج الفريق مؤخرا من نصف نهائي كأس العرش، ليغادر منافستين هامتين كان يراهن عليهما كثيرا، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن، حيث تكالبت ظروف التغيير الإضطراري للمدربين والنتائج الغير مستقرة والمتدبدبة وكذا الأداء الذي لم يرقى للمستوى على الفريق الأحمر، وانعكست بشكل سلبي على الأجواء  العامة، وهذا ما يتطلب تعبئة شاملة للخروج من هذه الوضعية في أسرع وقت، ورد فعل قوي من اللاعبين، وتبدو الفرصة مواتية للعناصر الودادية للرد على كل الإنتقادات التي وجهت لهم مؤخرا، والمصالحة مع جماهيرهم بإحراج النجم الساحلي داخل قواعده.

عدم إستقرار النتائج
 ما كاد الفريق الأحمر يستعيد توازنه في المباريات الأخيرة بتحقيقه لثلاث إنتصارات متتالية تجاوز بها مرحلة الفراغ التي عانى منها عقب الإقصاء من عصبة الأبطال الإفريقية،حتى عاد ليدمن التواضع مجددا بتعادله ضد النجم الساحلي في مباراة الذهاب ثم الإقصاء من نصف نهائي كأس العرش، و عادت الجماهير الودادية لتوجه أصابع الإتهام للرئيس سعيد الناصري من جهة ومن جهة أخرى للمدرب الفرنسي جيرار بسبب بعض إختياراته البشرية والتكتيكية، وأيضا للاعبين الذين غابت عنهم الفعالية وافتقدوا للتركيز،لكن لا جدوى حاليا من البكاء على اللبن المسكوب،كما أن الظرفية تقتضي تأجيل المحاسبة لما بعد المواجهة أمام النجم الساحلي، لأننا جميعا ننتظر أن يفهم اللاعبون أنهم يدافعون عن فريق من حجم وداد الأمة. وأن يستعيدوا مستواهم الحقيقي الذي غاب عنهم منذ رحيل المدرب البنزرتي.

الخصم بصورة مختلفة
تابعنا جميعا كيف نجح المدرب جورج ليكنز بفضل معرفته الجيدة بخبايا الكرة الإفريقية والتونسية، و دراسته لطريقة لعب فريق الوداد في تغيير الكثير من الأشياء داخل فريق النجم الساحلي، وكيف تمكن أبناء سوسة من إستعادة صلابتهم الدفاعية التي غابت عنهم في كل المباريات السابقة، فالفريق التونسي لعب بمركب محمد الخامس ككتلة واحدة، ومارس الضغط القوي على لاعبي الوداد وتفوق في النزالات الثنائية، كما توفق في إغلاق المساحات أمام المهاجمين والحد من خطورتهم. لكن اللعب داخل القواعد يختلف كليا عن اللعب بالميدان، حيث ينتظر أن تتغير طريقة لعب النجم داخل ميدانه، وسيكون مطالبا بالبحث عن هدف الفوز، لكن ذلك لن يعفيه من تحصين دفاعه لأن التعادل السلبي خارج الميدان يبقى سيف ذو حدين، ويتطلب كذلك الحذر لتفادي قبول شباكه لهدف يمكن أن يبعثر حساباته.

تغييرات محتملة 
صحيح أن الظروف التي جاء فيها المدرب روني جيرار وتوالي المباريات الهامة في ظرف وجيز لم تسمح له بإجراء الكثير من التغييرات و منح الفرصة لعناصر جديدة وذلك بداعي افتقادها للتنافسية، لكن الأداء الذي بصم عليه بعض اللاعبين في نصف نهائي كأس العرش لا يعفيه من إنصاف بعض اللاعبين الذين ابانوا عن مؤهلات محترمة على غرار الثنائي بديع أووك وتيغازوي، هذا إلى جانب تغيير المنظومة التكتيكية. ومن دون شك فإن كل مكونات الوداد تعرف ما ينتظرها يومه الخميس، فمثل هذه المباريات غالبا ما تحسمها جزئيات بسيطة، وبالتالي وجب التعامل بذكاء مع اطوار المباراة، والتركيز منذ البداية للنهاية، فالتعادل السلبي في مباراة الذهاب يجعل حظوظ الوداد قائمة بقوة، و بالرغم من النتائج السلبية الأخيرة التي حصدها الوداد مؤخرا، فإن ذلك لا ينقص من قيمته، و هذا ما تأكد في المواجهة السابقة ضد الأهلي الليبي حيث كان رد فعل اللاعبين في مباراة الإياب قويا، ونجحوا في العودة بالتأهل من قلب رادس بالرغم من التعادل الإيجابي هدف لمثله في مركب محمد الخامس، و في مثل هذه المباريات يظهر معدن اللاعبين، وسنتأكد من مدى إستفادة العناصر الودادية من مشاركتهم في سنوات متتالية في عصبة الأبطال الإفريقية، والجميع ينتظر التشكيلة التي سيعتمدها الإطار الفرنسي، وكذا الخطة التي سينهجها في أول تجربة يقود فيها الوداد خارج أرض الوطن.

الحاجة لكوماندو
في كثير من المناسبات إستطاعت الكرة المغربية تحقيق نتائج باهرة من خارج القواعد، وأخرها المنتخب الوطني الذي عاد ببطاقة التأهل للمونديال من قلب أبيدجان، كما نجح الرجاء في تحقيق العديد من الإنتصارات خارج قواعده ما أهله لنهائي الكونفدرالية الإفريقية، وبدوره عاد الوداد بلقبين افريقيين من خارج ميدانه، وهذا ليس بعزيز على الجيل الحالي، لكن تحقيق مثل هذه الإنجازات يحتاج دائما لرجال داخل رقعة الميدان، والكوموندو مقاتل يتفوق في النزالات الثنائية، ويحتاج للاعبين متعاونين يغطي الواحد على الأخر، فلا مجال لارتكاب الأخطاء، كما لا يجب ترك الفرصة للخصم ليمتلك مفاتيح اللعب، ويتحكم في المباراة، وهنا يجب استحضار الأسلوب والحماس الذي ميز أداء الفريق سواء في عهد عموتا حين توج الفريق باللقب القاري، أو كذلك مع البنزرتي حين بصم الفريق على مرحلة إياب رائعة مكنته من حصد الأخضر واليابس والعودة من بعيد لينافس على لقب البطولة. وهنا تكمن مسؤولية اللاعبين بغض النظر عن النهج التكتيكي الذي سيعتمده المدرب.

البرنامج
الخميس 8 نونبر 2018
بسوسة: الملعب الأولمبي: س19: النجم الساحلي ـ الوداد البيضاوي