يعيش نادي برشلونة الاسباني فترة من الضياع، سواء على المستوى الاداري او التقني.
 
فبعد ان اعلن امس الاثنين اقالة المدير الرياضي الحارس الدولي السابق اندوني زوبيزاريتا، اكد الدولي الاسباني السابق كارليس بويول انه استقال من منصبه كمساعد في الادارة الرياضية للفريق، صاحب المركز الثاني في الدوري المحلي لكرة القدم.
 
رحيل بويول لم يكن له الوقع نفسه الذي خلفه زوبيزاريتا اذ جاء على خلفية ازمة رياضية داخلية بعد تأكيد محكمة التحكيم الرياضي عقوبة حرمان النادي الكاتالوني من ضم لاعبين جدد اذ رفضت استئناف الاخير واكدت حرمانه من التعاقدات حتى يناير 2016 على خلفية مخالفته لعقود اللاعبين القصر.
 
وجاء في بيان لمحكمة التحكيم الرياضي (طاس) انها رفضت الاستئناف المقدم من برشلونة، ومنعته من شراء اللاعبين في سوق الانتقالات الشتوية الذي فتح في الاول من الشهر الجاري وايضا في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. واكدت فرض غرامة مالية على النادي قدرها 450 الف فرنك سويسري (نحو 455 الف دولار).
 
وكان من المنتظر ان ترقع نتائج الفريق في ارض الملعب بعضا مما تعانيه الادارة منذ ان طفت الى السطح فضيحة صفقة انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا من سانتوس واعقبتها استقالة رئيس النادي ساندرو روسيل، بيد ان ذلك لم يحصل تحت قيادة المدرب لويس انريكي الذي كان ينتظر ان يسير على منوال جوسيب غوارديولا صاحب 14 لقبا مع الفريق في غضون اربع سنوات بين 2009 و2012.
 
حتى وصول الاوروغوياني لويس سواريز الى "كامب نو" لم يحسن الحال ولم تتحول "الكتيبة الكاتالونية" الى ما كان يرسم لها، وتأكد ذلك من خلال النتائج واخرها الخسارة امام ريال سوسييداد صفر-1 في الدوري المحلي اول من امس، هي الثالثة له في الموسم الراهن.
 
أضف الى كل ذلك التقدم المطرد للغريم التاريخي ريال مدريد وتسيده اوروبا والعالم وتصدره الدوري المحلي في الوقت الراهن.
 
ويبدو ان مشاكل برشلونة لن تتوقف عند هذا الحد، فقد تناقلت وسائل اعلام نخبوية بين انكلترا واسبانيا انباء تفيد بأن الارجنتيني ليونيل ميسي لم يعد يطيب له المقام مع النادي الذي يعود له الفضل في تقديمه الى العالم.
 
علاقة "ليو" بمجلس ادارة النادي لم تكن على خير ما يرام في الفترة الاخيرة، خصوصا مع الرئيس الجديد جوسيب ماريا بارتوميو ونائبه خافيير فاوس، وسرب مقربون من اللاعب الحائز على جائزة "الكرة الذهبية" كأفضل لاعب في العالم في اربع مناسبات امتعاضه من واقع عدم حصوله على الدعم المفترض من مجلس الادارة.
 
وما اكد امكان رحيل "البرغوث" ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي حول اقدام ميسي على اضافة حساب نادي تشلسي الانجليزي الى صفحته الخاصة على موقع "انستغرام" للتواصل الاجتماعي بالاضافة الى لاعبي الفريق اللندني، البرازيلي فيلببي لويس والحارس البلجيكي تيبو كورتوا، نجمي اتلتيكو مدريد الاسباني السابقين.
 
وما يقرب ميسي من اتخاذ خطوة الرحيل يتمثل في تصريحه العلني والصريح قبل اشهر وقال فيه بأنه ليس واثقا من مستقبله مع النادي.
 
وجرى الحديث في بريطانيا عن اتصال رسمي تم بين العاصمة لندن وبرشلونة عرض من خلاله ال"بلوز" على الفريق الكاتالوني مبلغ 250 مليون جنيه استرليني مقابل التنازل له عن ميسي.
 
ويبدو ان قدوم الاسباني فرانشيسك فابريغاس الى تشلسي للعمل تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزي مورينيو لعب دورا في فرض امكانية الجمع بين "ذا سبيشال ون" ولاعبي برشلونة في فريق واحد على رغم الأجواء المشحونة التي كانت سائدة عندما كان "مو" في ريال مدريد، وبالتالي لم تعد عملية الجمع بين الاخير وميسي تحت لواء ناد واحد من المحرمات.
 
ويظهر على الساحة عدد من الأندية الاخرى الساعية الى الحصول على توقيع "ليو" الذي فشل في قيادة منتخب بلاده الى اعلى نقطة من منصة التتويج في كأس العالم الاخيرة في البرازيل وهو عامل اضافي اثر سلبا على معنويات اللاعب الذي يدرك بأن اللقب العالمي يشكل شرطا بالنسبة له لفرض نفسه اسطورة مطلقة للعبة الى جانب البرازيلي بيلي والارجنتيني الاخر دييغو مارادونا.
 
ارسنال الانجليزي يبدو من المرشحين لضم ميسي في حال قرر الرحيل خصوصا ان النادي اللندني يبقى الاقرب تقنيا من برشلونة على رغم تفاوت النتائج بين الجانبين في السنوات الاخيرة، بيد ان "ليو" لن يجد صعوبة في التأقلم ضمن صفوف "المدفعجية" بقيادة المدرب الفرنسي ارسين فينغر.
 
مانشستر سيتي الانجليزي ليس ببعيد هو الاخر عن تقديم عرض يسيل له لعاب النجم الارجنتيني بفضل الاموال المتأتية من دولة الامارات العربية المتحدة.
 
ميسي نفسه لن يمانع اللعب الى جوار مواطنيه سيرخيو اغويرو وبابلو زاباليتا كما ان ارتداء القميص السماوي من شأنه ان يضمن له المنافسة بجدية على الالقاب كافة نظرا لوجود اسماء اخرى لامعة ابرزها الايفواري يايا توري، الاسباني ديفيد سيلفا والبلجيكي فنسان كومباني وغيرهم.
ويبقى نيويلز اولد بويز خيارا قائما بالنسبة الى "البرغوث".
 
فقد بدأ مسيرته مع النادي الارجنتيني واستمر معه خمس سنوات قبل التوجه الى برشلونة عام 2000، لكن كثيرين يرون بأن هذه الخطوة قد تأتي بعد سنوات وليس اليوم اذ ما زال ميسي في السابعة والعشرين من العمر وامامه سنوات من العطاء على اعلى مستوى في القارة العجوز.
 
ولا بد من الحديث هنا ايضا عن باريس سان جرمان الفرنسي الذي فرض نفسه احد الاندية الاكثر قدرة على شراء النجوم بفعل ملاكه القطريين.
 
صحيح ان الارجنتيني الاخر انخيل دي ماريا لاعب مانشستر يونايتد الانكليزي هو الاسم الاكثر تداولا في باريس في الوقت الراهن، بيد ان ذلك لا يعني بأن فريق العاصمة غير مؤهل لضم ميسي.
 
ويبقى بايرن ميونيخ الالماني خيارا وان صعبا خصوصا ان علاقة وطيدة تربط بين مدرب الفريق البافاري غوارديولا وميسي نفسه.

وكالات