عاش الحارس إيكر كاسياس، الذي انتقل رسميا من مواطنه ريال مدريد الإسباني نحو بورتو البرتغالي طيلة 16 عاما قضاها مع الفريق الأول للنادي، مجموعة من اللحظات التي لا تنسى.
ويصعب إحصاء عدد المرات التي لعب فيها كاسياس دورا محوريا في تاريخ النادي الحديث، ولكن هنالك لحظات ربما لن ينساها بنفسه خلال تلك الرحلة الطويلة التي للأسف لم تكن رائعة في منعطفها الأخير.
الإستدعاء الأول:
بدأ كاسياس في موسم 1990-1999 علاقته مع ريال مدريد حينما انضم لقطاع الناشئين ومرت السنوات حتى جاء موسم 1997-1998 ليحصل على أول استدعاء للفريق الأول.
جاء الإستدعاء عقب اصابة سانتياغو كانييزاريس مما أجبر المدرب الألماني يوب هاينكس على النظر لقطاع الناشئين لإكمال بعثة الفريق التي كانت تسافر للنرويج لمواجهة روزنبرغ.
وكان مدير معهد كانيافيرال الذي درس به كاسياس، هو من أبلغ الشاب الصغير حينها (16 عاما) بهذا النبأ في 27 نونبر 1997 أثناء حضوره فصل مادة التصميم حيث اضطر للخروج راكضا لتجهيز حقائب السفر.
المباراة الأولى:
كان كاسياس في عمر السابعة عشر أحد العناصر الهامة في تتويج إسبانيا بمونديال الشباب عام 1999 ولم يكن مستواه يدع مجالا للشكوك على الرغم من أنه كان يلعب في الفريق الثالث للنادي الملكي بدوري الدرجة الثالثة.
وتسببت إصابات الحارسين الرئيسيين حينها في حدث تاريخي وهو إقدام المدرب الويلزي جون توشاك على منح الفرصة لكاسياس الذي كانت مباراته الأولى في ملعب سان ماميس أمام أتلتيك في 12 شتنبر 1999 في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لمثليهما وتألق فيها كاسياس.
الألقاب الأولى:
بدأ كاسياس مسيرته مع الفريق الأول بشكل جيد حيث كان عنصرا فعالا خلال عام 2000 في التتويج بلقب دوري الأبطال للمرة الثامنة بالفوز على فالنسيا في النهائي.
هذا كما أن “القديس” كان من اللاعبين الأساسيين في دوري 2001 الذي توج به الريال، وهو أول لقب ليغا يحوز عليه الحارس من أصل خمسة توج بهم مع الـ”ميرينغي".”
نهائي غلاسغو:
 كان عام 2002 معقدا بالنسبة لكاسياس، حيث أنه عقب التتويج بالليغا في الموسم السابق، قرر مدرب الفريق حينها فيسينتي ديل بوسكي في فبراير أن الحارس الرئيسي سيكون سيزار سانشيز.
غاب كاسياس عن الكثير من المباريات الهامة، بل وإنه لم يكن ضمن التشكيل الأساسي لنهائي دوري الأبطال أمام باير ليفركوزن الألماني.
يشاء القدر أن يتعرض سانشيز لإصابة في ظل تقدم ريال مدريد 2-1 وقبل 23 دقيقة على نهاية اللقاء ليدخل “القديس” ويتمكن من التصدي لثلاث كرات بطريقة إعجازية ليتوج فريقه بلقب دوري الأبطال التاسع.
اللقب الفردي الأول:
 تمكن كاسياس في عام 2000 من الفوز بجائزة (برافو) التي تمنحها صحيفة (غيرين ديبورتيفو) لأفضل رياضي أوروبي يقل عمره عن 21 عاما، ليكون هذا أول لقب فردي يتوج بها.
بعدها تمكن الحارس الإسباني من تحقيق الكثير من الألقاب الفردية الكبرى، مثل فوزه أربع مرات بجائزة أفضل حارس في العالم من قبل الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء وجائزة (زامورا) لأفضل حارس في الليغا عام 2008 وأفضل حارس في بطولة كأس الأمم الأوروبية عامي 2010 و2012.
تصدي لا ينسى:
في موسم 2009-2010 حينما لم يتمكن التشيلي مانويل بيليغريني من قيادة الفريق نحو أي لقب، تمكن كاسياس من تنفيذ واحد من أفضل التصديات في مسيرته.
كان هذا في الرابع من أكتوبر 2009 أمام إشبيلية في ملعب رامون سانشيز بيزخوان حيث تصدى بشكل لا يصدق لفرصة خطرة من دييجو بيروتي، لينتشر مقطع هذا التصدي على كل الشبكات الاجتماعية.
دكة الاحتياطي أمام مالقا ودييغو لوبيز:
في ثالث مواسم البرتغالي جوزي مورينيو مع ريال مدريد كان كاسياس احتياطيا أمام مالقا في الجولة الـ17 ولعب بدلا منه دييغو أدان في ظل حالة من التوتر بين الحارس والمدرب على خلفية إتهامات غير معلنة بتسريب أخبار الفريق للإعلام وعدم الإتفاق في وجهات النظر بخصوص طبيعة العلاقة مع لاعبي برشلونة، زملاء ايكر في المنتخب وعلى رأسهم تشافي هرنانديز.
عاد كاسياس بعدها ليلعب أساسيا ولكنه تعرض للإصابة بطريق الخطأ في كرة مشتركة مع أربيلوا ليغيب لشهرين ونصف ليتعاقد الريال مع دييجو لوبيز ليظل كاسياس احتياطيا حتى نهاية حقبة مورينيو وفي جزء كبير من الموسم الأول للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
خطيئة العاشرة:
خلال الموسم الأول لأنشيلوتي لعب كاسياس أساسيا في دوري الأبطال فقط ولكن في المباراة النهائية ارتكب خطأ فادحا في الكرة التي أحرز منها الأوروغوائي دييغو غودين الهدف الأول لأتلتيكو
تمكن سرخيو راموس بهدفه الشهير (ق93) بالرأس من التعادل لتمتد المباراة لوقت اضافي ويفوز ريال مدريد 4-1 ليحقق لقب دوري الأبطال العاشر المنشود ويتضاءل حجم الخطأ الذي ارتكبه القديس وكاد يكلف الريال الكثير.

                                                                                                        وكالات