-حاول ريال مدريد في مباراة اليوم المُواصلة على نفس نهج المباريات الماضية والتي بدا فيها جيدًا دفاعيًا وبحلول كثيرة هجومية، مع مواصلة تأقلم كروس ولوكا مودريتش مع أدوارهما الجديدة، لكن الحقيقة أن الكثير من العوائق حالت دون أن يقدم الفريق الملكي مباراة جيدة، رغم أن شيئًا لم يتغير على الصعيد التكتيكي.
-أول شيء يجب الإشارة له في مباراة اليوم هو التسرع الكبير الذي شاب أداء ريال مدريد. فالفريق لم يتحل بالصبر الكافي من أجل فك شفرة دفاع ملقة عن طريق الهجمات المنظمة. الأندلسيون كانوا منتشرين بشكل جيد جدًا، وهو ما جعل مهمة الريال في الوصول للمرمى أكثر تعقيدًا، لكن الريال سقط في فخ التسرع والرغبة في القيام بالتمريرة الحاسمة بأسرع وقت ممكن، فارتكبوا تمريرات خاطئة كثيرة، كما أن جل تحركاتهم كانت مقروءة بالنسبة لمُدافعي فريق خابي جراسيا.
-النقطة الثانية التي لا يُمكن أن نغفل عنها هي السوء الذي كان عليه مفتاح لعب ريال مدريد المُتمثل في لوكا مودريتش. النجم الكرواتي قدّم أسوأ مباراة له هذا الموسم خاصة في الشوط الأول، وهو ما حدّ كثيرًا من حلول الفريق الملكي هجوميًا. أنا ممن يؤمنون بأن مودريتش هو القلب النابض الحالي لريال مدريد وهو القادر على إيجاد الحل في ظل ضيق المساحات، لكنه كان خارج الفورمة، وهو ما صعّب أكثر من مهام الريال هجوميًا.
-إيسكو، رونالدو، خيسيه وبنزيمة كلهم كانوا بنزعة هجومية بحتة اليوم، ولم يكن أحدهم مقيّدًا بمركز معين. بينيتز اعتمد على اللامركزية الهجومية التي كانت موفقة أحيانًا، لكنها انقلبت في أحيان كثيرة أخرى لفوضى هجومية حقيقية. الريال مازال يفتقد لبعض المعالم والثوابت الهجومية والتي كانت جلية حين كان خاميس رودريجيز حاضرًا. التغييرات الكثيرة التي فُرضت على بينيتز بعد إصابة خاميس وبيل كانت سببًا رئيسيًا في ظهور هذه الفوضى.
-ريال مدريد كان أخطر بكثير كلما اعتمد على الكرات البينية أو على التوغل عبر الأطراف، لكنه كان عقيمًا جدًا كلما اعتمد على الكرات العرضية. الفريق الملكي اعتمد بشكل مبالغ فيه على الكرات العرضية في الشوط الأول خاصة، لكن تألق أنجيليري وويليجتون أبطل مفعولها وقلل كثيرًا من خطورة الريال.
-كيلور نافاس عاد ليُنقذ ريال مدريد مجددًا من هدف محقق، وأثبت مجددًا أنه أهل بحماية عرين مرمى ريال مدريد. كيلور يُعوّض حتى الآن رحيل كاسياس بثقة كبيرة، ولعّل ما حدث في اليوم الأخير من الميركاتو خفف الضغط عليه، كونه الآن لم يعُد مطالبًا بإثبات أي شيء لأي أحد، وأن النادي أصبح يضع فيه ثقة كبيرة. نعم، رب ضارة نافعة!
-إقحام بينيتيز لكوفاسيتش مكان خيسيه كان غريبًا جدًا بالنسبة لي. كنت أنتظر معوضًا هجوميًا خاصة وأن الريال كان بحاجة للتسجيل، لكن القيام بتغيير دفاعي مثل ذاك لم يفد الريال في شيء كثير، خاصة وأن كوفاسيتش لعب في مركز متقدم في خط الوسط وأجبر بذلك إيسكو على التزام الرواق الأيمن.
غول