حالة من الارتباك أصابت العاصمة الإسبانية مدريد بعد الأنباء التي ترددت عن رحيل كريستيانو رونالدو إلى باريس سان جيرمان الفرنسي عقب ما تناولته بعض وسائل الإعلام من فيديوهات تربط بين النجم البرتغالي ونادي العاصمة الفرنسية.

 وتحدث كريستيانو رونالدو إلى مجلة كيكر الالمانية وأكد أنه قد يرحل في نهاية الموسم عن ريال مدريد وبعدها أكد بعد ضغوط من فلورنتينو بيريز بأن الحديث جرى فهمه بشكل خاطئ.

وتناولت الكاميرات الحديث الذي دار بين كريستيانو رونالدو ولوران بلان المدير الفني لباريس سان جيرمان عقب نهاية المباراة وقبلها إلقاء اللاعب التحية على ناصر الخليفي رئيس النادي وهو ما ربط كثيرا بين اللاعب وانتقاله إلى فرنسا.

وإذا ما سارت الإمور في طريقها وأنتقل اللاعب إلى باريس سان جيرمان فإن وضعه قد يزداد تعقيدا على صعيد الألقاب الشخصية حيث أن الدوري الفرنسي يحتل المرتبة الخامسة تقريبا من حيث قوته ولا يمكنه مقارنته بالدوريات في إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا وألمانيا من حيث القوة والمنافسة.

والغريب أن الدوري الفرنسي يعيش فترة من التراخي في الوقت الراهن حيث ينافس على المركز الثاني فريق أنجيه الصاعد حديثا إلى دوري الأضواء في حين غابت الكثير من الاسماء القوية في مقدمتها موناكو ومارسيليا وليون وبوردو وليل وغيرهم من الفرق العريقة وتنحصر المنافسة بين كان وسانت إيتيان وأنجيه أمام باريس سان جيرمان فيحلق في القمة وحيدا.
وأصابت الشيخوخة هجوم باريس سان جيرمان خاصة في مواجهته أمام ريال مدريد حيث فشل في التسجيل سواء في ملعب الأمراء أو سانتياغو بيرنابيو وهو ما يعني حاجة الفريق إلى مزيد من الدعم حتى مع وجود كريستيانو رونالدو لأن اللاعب لا يعمل وحده في ريال مدريد وهناك الكثير من النجوم في مقدمتهم كريم بنزيمة وخاميس رودريغيز ولوكا مودريتش وكروس وبيل إيسكو وبالتالي فإن تواجد دي ماريا وفيراتي ليس كافيا بأي حال من الاحوال في ظل رحيل لافيتزي المرتقب بعد انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي فيما وصل زلاتان إبراهيموفيتش إلى مرحلة عمرية لا يمكن معها أن يصبح أحد العناصر التي يمكن أن تشارك في صناعة مستقبل باريس سان جيرمان.

ويتبقى إدينسون كافاني الذي يعيش فترة من التذبذب في المستوى وكل هذه الشواهد تؤكد أن الفريق يحتاج إلى مزيد من الدعم.
وفي الوقت نفسه فإن جائزة الكرة الذهبية التي دائما ما يريد كريستيانو رونالدو الحصول عليها أو المنافسة على الفوز بها على أقل تقدير قد تكون بعيدة عنه في ظل استغلال بيريز للأموال التي ستدفع في بيع اللاعب من اجل دعم الصفوف مجددا بلاعبين مميزين وهو ما يزيد من قوة ريال مدريد ونفس الأمر بالنسبة لبرشلونة الذي يعيش فترة ذهبية منذ الموسم الماضي فضلا عن العودة القوية والمرتبقة للأندية الإنكليزية والإيطالية والطفرة التي يحققها بايرن ميونيخ الألماني في الأداء والنتائج وكل هذه الفرق قد تحرم أي منها رونالدو من الفوز بالكرة الذهبية إذا ما وقعت أمام باريس سان جيرمان.
ولا يمكن مقارنة حجم التحركات الدعائية لكريستيانو رونالدو عندما ينتقل إلى باريس سان جيرمان عن الفترة التي قضاها في ريال مدريد نظرا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها النادي الملكي بالمقارنة بباريس سان جيرمان الذي تنحصر جماهيريته في فرنسا فقط وتحديدا في مدينة باريس فالأرقام الخيالية التي يحققها اللاعب في المجال الدعائي ستقل بشدة.

وتمثل هذه المعطيات نقطة هامة إذا ما تحققت وهي أن رونالدو يرى أن مستقبله انتهى في ريال مدريد وأن الوضع لا يمكن ان يتأقلم معه في الوقت الذي يمكن فيه أن يقضي المدة المتبقية له في الملاعب كي يشارك من اجل المال فقط دون البحث عن ألقاب ذاتية إلا إذا حصل على وعود بدعم باريس سان جيرمان بشكل غير محدود ولكن يتبقى عقبة اللعب المالي النظيف الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن تقنين الصفقات وفقا للميزانيات المتعلقة بالأندية.
ويبدو ان كريستيانو رونالدو إذا ما فكر في الانتقال إلى باريس سان جيرمان فإنه سيكون بمثابة المنتحر الذي يختار الوسيلة التي يموت بها ويبدو أن المقصلة الباريسية هي خيار الدون.

يوروسبور