يعيش الدولي البرتغالي وأفضل لاعب في العالم ثلاث مرات "كريستيانو رونالدو" فترة صعبة للغاية هذا الموسم وخصوصًا بعد العودة من فترة الإيقاف الدولية الأخيرة، فهو الآن يوقع على أسوء مسلسل أداء غير مقنع منذ انضمامه إلى ريال مدريد.
فما سر ذلك؟ هل هو تراجع كلي في أداء اللاعب أم هو انخفاض عابر؟
رونالدو أصبح مختلفًا تمامًا عن السابق. فعلى غرار معدله التهديفي الذي أصبح منخفضًا مقارنة مع المواسم السابقة، فهو لم يعد يدخل وينسجم بالشكل المطلوب في أسلوب لعب فريقه ومجريات اللقاء بشكل عام كما أنه فقد حسه ورؤيته الثاقبة للمرمى والتي كان يصنع بها الفارق في العديد من المناسبات.
البرتغالي أصبح الأداء الدفاعي لديه والمتمثل خصوصًا في الضغط على المنافس شبه منعدم، فما كان يقدمه في مواسمه الأولى رفقة النادي الملكي لا مجال له للمقارنة بردة فعله الحالية وإذا أردت أن ترى الفرق بعينك فما عليك سوى مشاهدة رونالدو كيف كان يتحرك ويفتك الكرات من أظهرة نادي ليون خلال مواجهته رفقة ريال مدريد في عصبة أبطال أوروبا مثلاً.
هذه المعطيات تجعل العديد من الأسئلة تضاف إلى الأولى وأبرز واحد يفرض نفسه هو : ما هي الأسباب التي جعلت أداء رونالدو يصل إلى هذا المستوى؟
أولاً وقبل كل شيء كريستيانو لم يعد يلعب رفقة بينيتيز في مركزه المعتاد. فبأسلوب المدرب الإسباني أصبح رونالدو أقل حرية ومجبرًا على اللعب بالقرب من منطقة عمليات الخصم ليكون بذلك قلبي دفاع الخصم يضخون نفسهم في رقبته بشكل دائم كما يفعلون للمهاجمين وهو الذي كان متعودًا على مداورة الكرة و مباغتتهم أو المرور منهم ببراعة من الجانب أو حتى في العمق قليلاً لتصبح إحصائياته كالتالي:
لماذا بينيتيز يقوم بإشراكه في هذا المركز ويجعله مقيدًا بهذا النوع من المهام؟ السؤال بالفعل يستحق أن يطرح والجواب لحسن الحظ موجود، فتحليلات المقربين من النادي أفادت أن الأمر متعلق بجعل مفاتيح اللعب بين أقدام الدولي الويلزي بيل. وإذا كان بينيتيز قد قام بذلك فلأن الأوامر أتت من الأعلى وبالتحديد من الرئيس. فرونالدو قبل كل شيء هو استقطاب ناتج من الرئيس السابق "رامون كالديرون" وهو نجح بشكل مبهر في السنوات الماضية وإذا لم ينجح بيل كذلك فإن بيريز سيتلقى وابلاً من الانتقادات التي ستصفه بالرجل المبذر للأموال وهو الأمر الذي يحاول تجنبه بشتى الوسائل.
إقالة المدرب المحنك السابق للميرينغي "كارلو أنشيلوتي" كانت كذلك في نفس المنحى، فالسنة البيضاء التي بصم عليها الرجل الإيطالي والذي كان حقًا صديقًا للاعبين لم تكن سوى عذر مزيف لإقالته. هذه الوضعية بطبيعة الحال أزعجت رونالدو وقدوم بينيتيز زاد من تفاقم الحالة، فالإسباني لا يرضى بالاعتراف بأنه أفضل لاعب في العالم مؤكدًا أنه لا يمكنه التفريق والتمييز بينه وبين بيل وهو مثال كاف لتوضيح دخول السياسة الرئاسية في أسلوب لعب الفريق.
لكن ليس كل الأسباب هي من خارج الميدان وإثر قرارات المسيرين بل هناك أيضًا وقائع على العشب الأخضر والتي تتمثل في غياب الدولي الفرنسي "كريم بنزيمة" الذي أدى بطريقة غير مباشرة إلى تحميل رونالدو مسؤولية أكير. الفرنسي يتحرك بشكل تكتيكي وله ميزه مذهلة في استقبال الكرات وخلق الفرص المباغتة، الأمر الذي كان سيمنح ابن ماديرا حرية كبيرة بالنظر إلى أن جزءً من المدافعين كان سيتكلف ببنزيمة.
سبب آخر واقعي وجد منطقي يطرح نفسه بقوة وهو اللياقة البدنية، ففي عالم كرة القدم جل اللاعبين يستفيدون من سرعتهم، تحركاتهم أوقوتهم البدنية والبرتغالي بطبيعة الحال ينطبق عليه نفس الحال وبشكل أكثر حدة، حيث أنه لعب تقريبًا كافة دقائق المباريات منذ بداية الموسم ومن الواضح أنه بحاجة إلى بعض الراحة، لكن في ظل توتر العلاقة بينه وبين الرئيس والتضخيم الإعلامي الكبير لما يحدث في القلعة البيضاء فإن جعل رونالدو على دكة البدلاء لن يتم تفسيره سوى بوجود صراع وحرب في النادي.
وفي الأخير يجب ألا ننسى أن هذا الموضوع يشمل العديد من الأاراء كما أنه سيستمر في إسالة كميات من الحبر في الأيام القادمة، لكن الأمر الوحيد الواضح هو أن رونالدو مطالب بالإبداع من جديد كي يستمر طويلاً من بين كبار عالم المستديرة.
غول