رشح الأيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني لفريق أنترميلان ناديه السابق مانشستر سيتي الانكليزي لأحراز لقب الدوري في انكلترا وأشار الى انه صاحب الفضل في تحول "السيتيزنز" الى قوة مزاحمة لمانشستر يونايتد في بلاد الضباب بعد سنوات طويلة عاشها في ظل "الشياطين الحمر".

وفي حديثه الى موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa خلال زيارة قام بها لقطر الأسبوع الماضي للترويج للمباراة الودية التي ستجمع إنتر ميلان وباريس سان جيرمان التي ستقام في 30 ديسمبر/كانون الأول المقبل في الدوحة، عبّر مانشيني عن فخره بتقاسم سيتي صدارة الدوري الإنجليزي مع أرسنال قبل أن يستضيف الفريق كتيبة ليفربول بقيادة يورجن كلوب حين يستأنف الدوري الإنجليزي السبت المقبل نشاطه السبت المقبل بعد انتهاء فترة التوقف الخاصة بأجندة المباريات الدولية.

وفي هذا الصدد قال المدرب الإيطالي الذي سيحتفل بعيد ميلاده الواحد والخمسين الأسبوع المقبل والذي قاد مانشستر سيتي للفوز بلقب كأس الاتحاد الانجليزي والدوري الإنجليزي الممتاز خلال أربع سنوات قضاها على رأس القيادة الفنية للفريق في الفترة من 2009 الى 2013: "مانشستر سيتي هو أفضل فريق في الموسم حتى الآن وهو يمتلك فرصة جيدة للفوز باللقب. أنا فخور بأن الفريق الذي بنيت قوامه الأساسي يسير بشكل جيد هذا العام، لكن الدوري الإنجليزي بطولة صعبة للغاية تحتاج فيها لبذل الجهد الكبير للفوز بكل مباراة. سيواجه مانشستر سيتي منافسة شرسة من مانشستر يونايتد ومن أرسنال إذ يبدو أن تشيلسي سيواجه صعوبة في إنهاء الموسم في المربع الذهبي". يُذكر أن مانشستر سيتي جمع حتى الآن 26 نقطة من 12 مباراة وهو نفس رصيد أرسنال الذي يشاركه الصدارة بينما يأتي اليونايتد في المركز الرابع متأخرًا عنهما بنقطتين.

أشار مانشيني الذي صعد بإنترميلان إلى قمة الدوري الإيطالي هذا الموسم بعد توليه المهمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنه ترك خلفه إرث مدرب نجح في تغيير خارطة كرة القدم في مانشستر كما فعل ذلك خلال مسيرته كمدرب وكلاعب في إيطاليا.

وشبّه مهاجم إيطاليا السابق الذي قاد إنتر للفوز بالدوري الإيطالي للمرة الأولى منذ 1989 في موسم 2006-2007 وشارك كلاعب في تتويج سمبدوريا بأول لقب للاسكوديتو في تاريخه في موسم 1990-1991 وأول ألقاب لاتسيو منذ ما يقرب من ثلاثة عقود في موسم 1999-2000 التحديات التي واجهها في مسيرته الرائعة بتلك التي تواجه قطر كدولة تحرز تقدمًا على طريق استضافة أول بطولة كأس عالم لكرة القدم في الشرق الأوسط.

ففي هذا الصدد صرّح مانشيني الذي توّج مع مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في 2011-2012 بعد غياب الفريق الإنجليزي عن منصة التتويج منذ عام 1968 قائلا "نجحت في تغيير ديناميكية ديربي مانشستر وهي المهمة التي انطوت على صعوبات جمة. ظلّ مانشستر يونايتد متربعًا على عرش الكرة الإنجليزية لسنوات طويلة ولذا كانت مهمتنا صعبة في أن نصل الى نفس مرتبته والمساواة معه. قمنا بضم لاعبين متميزين اللذين بدورهم بذلوا جهدًا كبيرًا ليقودوا الفريق للفوز باللقب بعد غياب طويل. أعشق خوض التحديات والعمل بجدّ لتحقيق أهدافي. بالإضافة إلى ذلك، نجحت في كتابة صفحة في تاريخ إنتر ميلان كمدرب في موسم 2006-2007 وكلاعب مع سمبدوريا ولاتسيو. وعلى نفس النسق، فإن التحدي الذي تواجهه قطر في تنظيم أول كأس عالم في المنطقة ليس سهلاً لكن بوسع قطر أن تنظم بطولة ناجحة في 2022 بالعمل الجاد".

وعبّر مانشيني، الذي عُيّن على رأس القيادة الفنية لإنتر ميلان للمرة الثانية في مسيرته نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن رضاه عن الاستعدادات القوية التي تقوم بها قطر بعد أن تم إطلاعه على التقدم الذي أحرزته البلاد على طريق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. إذ علّق قائلاً "يسعدني أن قطر تستضيف البطولة. قطر دولة ذات ثقافة مختلفة وأود أن أعبر عن سعادتي نيابة عن الشعب الإيطالي باستضافتها لنهائيات 2022. قطر في سبيلها لبناء استادات مذهلة سيتم استكمالها في غضون السنوات المقبلة، وهذا بلا شك أمر مهم للغاية".

أما على مستوى مهمته التدريبية الحالية، فصرّح مانشيني الذي يتقاسم فريقه صدارة الدوري الإيطالي مع فيورنتينا ـ أن الهدف الحالي لفريقه هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا العام المقبل. إذ علّق قائلاً "نحن الآن على قمة جدول الترتيب لكن الموسم طويل وشاق ويتميز بمنافسة شرسة. نرغب في أن نواصل بذل الجهد لنحافظ على الصدارة. هدفنا هذا الموسم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا لأن اللعب في هذه البطولة مهم للغاية". يملك الإنتر في جعبته 27 نقطة من 12 مباراة وهو نفس رصيد فيورنتيا ".

مع ذلك لم تكن بداية مانشيني مع الفريق سهلة لا سيما بعد أن أنهى الموسم الماضي في المركز الثامن. إذ يقر مانشيني أن توليه المهمة بعد والتر ماتزاري في الموسم الماضي كان أمرًا صعبًا إذ قال "من الصعب جداً تغيير حظوظ فريق حين تتولي المهمة في منتصف الموسم. لكن الأمور تبدو مختلفة هذا الموسم فمن الرائع جدًا أن تعمل مع الفريق في فترة التحضير للموسم. قمنا بضم عدد من اللاعبين الجدد (جيوفري كوندوجوبيا وميراندا وفيليبي ميلو وإيفان بيريستش وستيفان جوفيتيتش على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي). فريقنا شاب يضم بين صفوفه لاعبين اثنين أو ثلاثة أصحاب خبرة. نحتاج الى رفع مستوى الأداء لكنني سعيد باللاعبين كما أننا نبلي بلاءً حسنا في الوقت الحالي ونعمل معاً بشكل جيد".

يأمل مانشيني أن يستمر فريقه متصدرًا لجدول الترتيب حتى يدخل الدوري الإيطالي فترة التوقف الشتوية والتي سيقضي خلالها فريقه أسبوعًا في الدوحة يخوض خلاله مباراة ودية ضد باريس سان جيرمان ويقول في هذا الصدد "مواجهتنا مع باريس سان جيرمان ليست مجرد مباراة ودية، بل ستكون حافلة بالندية بين عملاقين أوروبيين يستعدان للنصف الثاني من الموسم. أنا سعيد لأن فريقي سيتدرب في المنشآت الرائعة في الدوحة".

لكن يبدو أن التفكير في استراتيجية لكبح جماح أحد نجوم الفريق الفرنسي تجعل مانشيني يتذكر لحظات جياشة. فزلاتان إبراهيموفيتش مهاجم باريس سان جيرمان الحالي كان قد قاد إنتر ميلان ومانشيني لانتزاع لقب الدوري الإيطالي في الجولة الأخيرة لموسم 2007-2008 حين سجل هدفين سيظلا محفورين بالذاكرة. وفي معرض حديثه عن زلاتان قال مانشيني "أرى أنه أحد أفضل لاعبي العالم. سجّل أهدافاً كثيرة كان بعضها حاسماً حين لعب بقميص الإنتر. أنا مستاء لأنه لم يتوّج بالكرة الذهبية فهو يستحقها لأنه أحد أفضل المهاجمين في العصر الحديث".

كذلك، تطرّق مانشيني في حديثه إلى مهاجم متميز درّبه من قبل وهو ماريو بالوتيلي الذي انتقل هذا الموسم لخصمه اللدود إيه سي ميلان مُعاراً من ليفربول. إذ قال "أتمنى أن يكون ماريو قد اتخذ قراراً صحيحًا بالعودة إلى إيطاليا قادمًا من إنجلترا. هو شخص ولاعب جيد فمن المهم له ولميلان وللمنتخب الإيطالي أن يُبلي بلاءً حسناً". 

ربما يبدو فريق بالوتيلي بعيدًا عن سباق الدوري الإيطالي فهو متأخر بسبع نقاط. إلا أن مانشيني يرفض استبعاده من الترشيحات. إذ يقول المدرب المخضرم الذي سبق وأن درّب سينيسا ميهايلوفيتش المدرب الحالي للروزونيري بعد أن رافقه كلاعب في سامبدوريا قائلاً "ميلان فريق ذو تاريخ عريق كما أن سينيسا يسير بشكل جيد معه. تدريب فريق كبير مثل ميلان ليس سهلاً وهو بلا شك سيحتاج بعض الوقت". 

وقد وجّه مانشيني، الذي خاض الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم لكرة القدم 1990 أمام الجمهور الإيطالي، نصيحة للمنتخب القطري في 2022 قائلاً " اللعب أمام الجمهور المحلي له إيجابيات وسلبيات. تعرضنا في 1990 لضغط هائل للفوز وخسرنا أمام الأرجنتين بركلات الترجيح في نابولي برغم أننا كنا الأفضل في البطولة. كنا نستحق التتويج باللقب في 1990 لكن الضغط لم يساعدنا".

على الجانب الآخر يرى مانشيني أن الضغط الواقع على المنتخب الإيطالي في كأس الأمم الأوروبية 2016 التي ستقام الصيف المقبل في فرنسا سيكون محدودًا. إذ علق قائلاً "هناك منتخبان أو ثلاثة أقوى بكثير من إيطاليا في الوقت الحالي وهم مرشحون للفوز في فرنسا. لكن عادة ما تظهر إيطاليا في قائمة المنتخبات الأربعة المرشحة لأي بطولة هامة نظراً لتاريخها (الكروي) العريق. يقوم المدرب أنتونيو كونتي بعمل جيد مع المنتخب ولا أستبعد تحقيق مفاجأة برغم أن منتخبنا لم يحظَ بلاعبين متميزين مثلما كان عليه الحال منذ 10 أو 15 سنة".

كما أشار المهاجم السابق إلى لاعب قد يسير على خطاه: "هناك مجموعة من اللاعبين الشبان الصاعدين من بينهم فيديريكو بيرنارديتشي مهاجم فيرونتينا لكنهم بحاجة إلى عامين أو ثلاثة ليصبحوا نجومًا عالميين".