حالة تأهب قصوى ولا تسامح مع المخلين بالأمن، بالإضافة إلى فرض السيطرة المطلقة. هذا ما خرج به إجتماع جميع الجهات المختصة بتأمين حماية الكلاسيكو نهار السبت المقبل في ملعب البرنابيو وفق صحيفة الماركا.

بعد الهجمات الإرهابية في فرنسا وإلغاء مباراتي بلجيكا -إسبانيا وألمانيا-هولندا، ستتجه الأنظار في الكلاسيكو إلى عاملين مختلفين، الأوّل اعتيادي وهو ملعب المباراة حيث مهارة ميسي وسرعة رونالدو وتكتيك المدربين وقرارات الحكام، والثاني استثنائي وهو دور الأمن في حماية المباراة المنتظرة.

ستُصنف مباراة الكلاسيكو وفق القانون الإسباني 19/2007 المُحدد للمباريات العالية المخاطر وعليه سيتم اتخاذ إجراءات استثنائية. وكانت آخر مباراة لُعبت في البرنابيو وفق هذا التصنيف في شهر مايو بين ريال مدريد ويوفنتوس في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وشهدت تلك المواجهة مشاركة 1635 رجل أمن ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 3000 مع زيارة برشلونة إلى مدريد.


ومن المتوقع أن يبدأ العمل الأمني في محيط ملعب سانتياغو برنابيو من بعد ظهر اليوم حيث ستتم مراقبة المنطقة والسيارات المركونة على جانب الطريق، بالإضافة إلى انتشار الكلاب البوليسية لكشف أي متفجرات. كذلك سيتم فحص شبكات الصرف الصحي واتخاذ كامل الاحتياطات بخصوص الناس التي تدخل وتخرج من الملعب.

أمّا ما سيتم استحداثه أمنياً لحماية الكلاسيكو فهو عبارة عن تطويق الملعب بثلاث حلقات أمنية ستكون مهمتها إبقاء الأشخاص الذي لا يملكون أي تذاكر بعيدين عن محيط الملعب، بالإضافة إلى التأكد من هويّة كل من يدخل إلى وسط الدائرة.

وأشارت مندوبة الحكومة في مدريد كونسبسيون دانكوسا إلى أنه "سيتم فحص حتى السندويشات"، وذلك بعدما قامت جماهير بنفيكا بإدخال المشاعل إلى ملعب فيتسينتي كالديرون داخل السندويشات في المباراة التي جمعت فريقها مع أتليتكو مدريد في دوري أبطال أوروبا.
هي ليست المرة الاولى التي يواجه فيها ملعب سنتياغو برنابيو تحدياً إرهابياً وأمنياً. فسنة 2002 وقبل انطلاقة الكلاسيكو بثلاث ساعات انفجرت عبوة كانت موضوعة في سيارة من نوع رينو في محيط الملعب وتبنت العملية حينها إحدى المجموعات الانفصالية لإقليم الباسك ونتج عن الهجوم جرح 10 أشخاص.

كذلك في ديسمبر 2004، تم تأخير مباراة بين ريال مدريد وريال سوسيداد بسبب الاشتباه بوجود عبوة في الملعب، ونجحت الشرطة حينها بإخلاء 70000 مشجع في 8 دقائق فقط، قبل معرفة أن الخبر كان عارياً عن الصحة.

لا يبدو أن أي تهديد اليوم سيحول من دون إقامة الكلاسيكو، فالجماهير من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بانتظار الحدث الكبير نهار السبت، وتبدو الشرطة الإسبانية أمام تحدٍ كبير خاصّة في ظلّ تهديد ملاعب كرة القدم في أوروبا في الفترة الأخيرة، وبين الإرهاب وكرة القدم سينتظر العالم متعة ميسي وسرعة رونالدو، أكثر من انتظارهم للعبوات المتنقّلة.