نقلت الصحافة الاسبانية أمس ان جمهور "سانتياغو بيرنابيو" يتحضّر لإقامة "حفل استقبال لا يُنسى" بحق عدوهم اللدود المدافع الكتلوني جيرارد بيكي، على غرار الاستقبال المُهين الذي أقامته جماهير برشلونة للاعب لويس فيغو عند عودته الأولى الى "كامب نو" بالقميص الأبيض. فلماذا كل هذا السخط على بيكي تحديداً وهل تُقارن تصاريحه الاستفزازية بانتقال القائد فيغو الى القلعة البيضاء؟
العداوة بين بيكيه والبيرنابيو ليست وليدة أمس، إلا ان اشتعالها يعود الى "شماتة بيكيه" بمدريد خلال احتفال برشلونة بالثلاثية.

وتعود قصّة الكره بين الطرفين الى أعوامٍ مضت، فالمدافع الطامح في المستقبل الى التربّع على عرش رئاسة النادي الكتلوني والوجه الأبرز للمطالبين باستقلال كتالونيا عن مدريد، أعلن مراراً وفي مناسباتٍ عدة انه يكره النادي العاصمي و"لا يتمنى لهم الخير"، ونتيجة صراحته بالتعبير عن هذا الكره بات اللاعب يتلقى صافرات استهجان لا مثيل لها عند مشاركته مع المنتخب الاسباني وكلما حل مع فريقه لمواجهة الفرق العاصمية ضمن منافسات الدوري الاسباني.
يُذكر أن بيكي وريث عائلة متأصلة في نادي برشلونة ويملك عضوية متجذّرة في النادي الكتلوني الأمر الذي دفعه لتسجيل وليده كأعضاء جددد في النادي بعد أيامٍ على ولادتهما.

وفيما يلي سلسلة تصاريح بيكي التي جعلت منه مكروه المدريديين:

- "أتمنّى دوماً السوء لريال مدريد.. في مباراتهم ضد يوفنتوس ارتديت قميص السيدة العجوز" (المباراة التي جمعت الناديين في إطار منافسات الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا العام الفائت)

- أجمل لحظات مسيرتي تتجسّد بتسجيلي الهدف السادس في الكلاسيكو (كلاسيكو 2009 الذي انتهى بنتيجة 6-2 لصالح برشلونة)

- صافرات الاستهجان التي تأتيني في مدريد هي كالسنفونية على قلبي.. أستمتع بها

- أريد أن أوّجه شكر خاص للمغني كيفين رولدان ( في إشارة الى الحفل الصاخب الذي أقامه كريستيانو رونالدو لمناسبة عيد ميلاده وأحياه المطرب رولدان بالرغم من هزيمة الريال أمام اتليتيكو مدريد بنتيجة 4-0)

- لن أتغيّر أبداً ولن اعتذر عن تصريحاتي.. نعم أريد دوماً السوء لريال مدريد.

- رئيس خيخون مدريدي كاذب ويطمح في السمتقبل لرئاسة ريال مدريد (تعقيباً على تصريحات رئيس سبورتينغ خيخون التي اهم من خلالها لاعبي برشلونة بالعبث بغرفة الملابس في عيد هالويين)

ولا يتوقف استفزاز بيكي عند حدود تصاريحه بل يذكر له جمهور ريال مدريد أنه كان السبّاق في إطلاق إشارة اليد المفتوحة (الأصابع الخمس عقب الفوز العريض الذي حققه برشلونة على ريال مدريد عام 2010 في كامب نو بنتيجة 5-0)، لتتحول هذه الإشارة الى علامة مُسجلة لدى الكتلان إستخدامها حتى في إعلاناتهم التجارية.

هذه التصاريح فتحت على المدافع أبواب الجحيم مع منتخب بلاده، فباتت الصافرات تُلاحقه أينما حل وصولاً الى توقع البعض اعتزاله اللعب الدولي، إلا أن بيكي خرج بكل هدوء ايقول أنه بأفضل الأحوال وان هذه الصافرات تُشعره بالفرح!

هل سيتوّقف بيكي عن ممارساته الاستفزازية؟ بالطبع لا. فصورة المدافع الكتلوني تخطط صفته كلاعب لتُصبح وجه من وجوه الصراع بين مدريد وكتالونيا، وما يُمثّله بيكي من تعصّب ما هو الا واجهة حقيقية للحرب المفتوجة بين الطرفين منذ قرابة القرن.

يوروسبور