مع اقتراب موعد انطلاق نهائيات كاس العالم 2014 بالبرازيل، بدأ الإعلام الجزائري غير واثق من قدرة  "محاربي  الصحراء" على بلوغ الدور الثاني من المونديال، وهو الهدف الذي فشلوا في تحقيقه خلال مشاركاتهم الثلاثة الماضية في أعوام 1982 1986 2010.

وتلعب الجزائر ضمن المجموعة الثامنة إلى جانب منتخبات بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية.
ويعتقد ياسين معلومي رئيس تحرير القسم الرياضي لصحيفة "الشروق اليومي"، أن المنطق يجيز للمنتخب الجزائري التطلع للتأهل إلى للدور الثاني بما أنه اكتسب الخبرة خاصة من الناحية التنظيمية في مشاركاته السابقة لم تتعد حاجز الدور الأول.
ويقول معلومي، إن نتيجة المباراة الأولى أمام بلجيكا هي التي ستحدد مصير الجزائر في مونديال البرازيل، متسائلا إن كانت إرادة اللاعبين والمدرب الذي يخوض أول منافسة له بحجم نهائيات كأس العالم، كافية لمواجهة منتخب هو الأفضل من الناحية الفنية.
وبدا معلومي متشائما من قدرة البوسني وحيد هليلوزيتش المدير الفني على قيادة المنتخب الجزائري إلى أفضل النتائج، لافتا أن إعلانه لقائمة موسعة للاعبين الذين يحتمل مشاركتهم في المونديال ستضعه تحت ضغط كبير وستسبب له مشاكل كبيرة بداية من اللاعبين أنفسهم.
وحذر معلومي من منتخب كوريا الجنوبية الذي وصفه بالفريق القوي رغم تأكيده أن الترشيحات تصب في مصلحة بلجيكا وكوريا الجنوبية.
وقال رفيق وحيد، المحرر بالقسم الرياضي لصحيفة "الخبر" إن بلوغ "الخضرالدور الثاني في بلاد السامبا سيكون معجزة واصفا هليلوزيتش بالمدرب المجنون لعدم ثقته في قدراته وإمكانيات لاعبيه.
ولفت إلى خيارات هليلوزيتش المثيرة للجدل كاعتماده على الحارس رايس وهاب مبولحي، الذي لم يتعاقد معه أي نادي منذ عامين، وإشراك ظهير أيسر لم يكن في قمة مستواه لأكثر من عام (جمال مصباح) والتضحية بمدافع اتحاد الجزائر نصر الدين خوالد، وعدم منح الفرصة للمهاجم الشاب إسحاق بلفوضيل.
وقال وحيد، إنه لم يقتنع أبدا بأداء المنتخب الجزائري في عهد هليلوزيتش وأن هذا الفريق لم يتطور رغم استفادته من لاعبين من الشباب المميزين بفضل مجهودات إتحاد الكرة، مستندا في ذلك إلى ظهور الفريق بمستوى سيء جدا في البطولات والهامة خاصة في النسخة الأخيرة من بطولة كأس أمم إفريقيا التي أقيمت مطلع العام الماضي بجنوب إفريقيا عندما خرج "الخضرمن الدور الأول وفي رصيدهم نقطة واحدة فقط.
ويخشى عبد الغني العايب، رئيس تحرير القسم الرياضي للقناة الأولى الإذاعية، أن تؤثر الخلافات بين هليلوزيتش ورئيس اتحاد الكرة محمد روراوة ، على المدرب وتفقده تركيزه خلال اللحظات الحاسمة في المونديال، لكنه أكد أن حظوظ منتخب بلاده تبقى قائمة في التأهل للدور الثاني.
وقال " بالنظر للمؤشرات الإيجابية الحالية في ظل وجود 70 بالمائة من اللاعبين في مستوى جيد، كونهم يلعبون في دوريات قوية وضمن أندية محترمة، أعتقد أن المنتخب سيواجه منافسيه دون عقدة نقص، لذلك أراه يمتلك كل الحظوظ لتحقيق ما عجز عنه سلفا".
واعتبر العايب، ترشيح بلجيكا وروسيا لخطف بطاقتي التأهل عن المجموعة الثامنة موضوعي ومنطقي بالنظر لثراء الفريقين بالعناصر المتميزة، لكنه أكد أن ذلك قد لا يكون كافيا لهما.
وشدد محمد بوشامة رئيس القسم الرياضي لصحيفة "لوسوار دالجيري" الصادرة بالفرنسية، على الحضور الذهني والنفسي للاعبين، معتبرا منتخبي بلجيكا وروسيا أفضل من منتخب بلاده من ناحية التحضير العام والمستوى الفردي للاعبين وتجربتهم الدولية.
وأضاف " الحالة الذهنية للاعبين هي التي ستصنع الفارق إذا فزنا في المباراة الأولى على بلجيكا فأبواب التأهل للدور الثاني ستفتح على مصراعيها، أما إذا خسرنا فسيصعب التعويض في المباراتين المتبقيتين حتى أمام كوريا الجنوبية الذي أثبت أنه منتخب يحسب له ألف حساب سواء من الناحية البدنية أو الفنية".
واستفسر بوشامة، عن الطريقة التي سيعتمدها الجهاز الفني لتجهيز لاعبيه للمونديال، خاصة وأن المنافسة تأتي في نهاية الموسم، مشيرا في الوقت نفسه إلى حالة التذبذب التي تسيطر على أداء بعض اللاعبين. متمنيا أن ينجح هليلوزيتش في إيجاد الطريقة المثلى التي تمكن "الخضر" من الظهور بوجه مشرف أمام عمالقة الكرة خاصة وأنهم سيكونون سفراء الأمة العربية للمرة الثانية على التوالي.

وكالات