يبدو أن الرغبة في الفوز بالعاشرة و شعور الفريق باقتراب الحلم الذي انتظره طويلا بعد التغلب علي فريق بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا و الوصول إلى المباراة النهائية، قد أنسى الفريق بطولة الدوري المحلي التي تعثر فيها، فضلا عن المجهود البدني الكبير الذي بذله الفريق خلال لقاء البافاري و هو ما أدى إلي وجود عدد كبير من الاصابات في صفوف الميرينغي و ظهور الاجهاد البدني علي الفريق. كما أن لاعبي الريال قد بدى عليهم التشتت بشكل كبير و عدم القدرة علي المواصلة في مبارايات الليغا و هو ما أتهمهم به زميلهم بالفريق تشابي ألونسو عقب التعادل أمام فالنسيا.
 
حيث خسر الفريق سبع نقاط من أخر تسع نقاط في الليجا بعد الهزيمة أمام سيلتا فيغو و التعادل أمام كل من بلد الوليد و فالنسيا، ليخسر الريال فرصه في المنافسة علي الليغا و يفسح المجال أمام كل من اتلتيكو و برشلونة للمنافسة و حصد اللقب، علي الرغم من تعثر كلاهما في الفترة الاخيرة في الدوري أيضا، و هي الفرصة التي لم يستغلها الملكي.
 
كما أدى الهوس بالبطولة الاوروبية إلي تعرض الفريق إلي سيل من الاصابات عقب إزاحة البايرن من نصف نهائي دوري الابطال. كريستيانو رونالدو، مودريتش، كارفاخال، غجاريث بيل و فاران، كلها اصابات ضربت الفريق خلال لقاءات الدوري عقب لقاء التشامبيونز ليج و هو ما أثر علي مسيرة الفريق في الليغا و أدي إلي تعثره خلال الفترة الماضية.
 
و فقد الفريق الميزة التي ميزته خلال مشواره في الليغا و دوري الابطال منذ بداية الموسم و هي ثبات التشكيل، حيث أدت الاصابات المتتالية إلي محاولة الايطالي كارلو أنشيلوتي تكوين لأكثر من توليفة مكونة من 11 لاعبا من أجل خوض اللقاءات و هو ما أثر علي تجانس الفريق بشكل كبير، إلي جانب فقدان الفاعلية الهجومية للفريق الذي يمتلك خط الهجوم الاقوى في الليغا.
 
و لم يستطع البدلاء إثبات أنفسهم لدى الايطالي بسبب عدم توافر الظروف المناسبة لأي لاعب طبيعي كي يبدع، حيث تم الدفع باللاعبين في أوقات عصيبة في نهاية الموسم، و هو ما أفقدهم الثقة في أنفسهم و امكانياتهم.
 
و لم ترغب الادارة في توجيه اللوم إلى انشيلوتي أو تحميله مسؤولية الاداء المتخبط للفريق في الفترة الاخيرة، حيث تنتظر لقاء لشبونة القادم الذي قد يغير كل شيء و يرفع من أسهم الايطالي داخل البرنابيو و يدفع الادارة إلي نسيان الليجا، فيما إذا لم يستطع الايطالي تحقيق العاشرة فستكون النهاية بالنسبة له بلا شك داخل مدريد.
 
كما يخشى أنشيلوتي و الجميع داخل مدريد تكرار سيناريو فريق بايرن ميونخ في لقاء نصف النهائي أمام الريال، حين استطاع البافاري الفوز بالدوري الالماني و استراح و ذهب إلي مدريد بأعصاب هادئة و كله ثقة في الفوز فما كان إلا أن أفترسة الميرينغي المتحفز، حيث أَصابت الفريق حالة تخمة بعد التغلب علي البايرن و شعر الجميع أن العاشرة أصبحت في متناول الابيض و هو ما قد يكلف الفريق ما لا يحمد عقباه.

سبور