قمة الإفتخار أن أتلقى الثناء من رونار 

سنتان فقط كانتا كافيتين لكي يقدم بديع أووك أوراق اعتماده بعدما كسب مكانا أساسيا  مع المدرب عبد الهادي السكتيوي، سريع وهداف وصانع للأهداف هي ميزات لاعب يبلغ من العمر 21 ربيعا والمستقبل كله أمامه، بديع أضحى مراقبا من كبار أندية البطولة وينتظرون الفرصة للإنقضاض على هذه الموهبة بعدما حاولوا في فترة سابقة.
أووك إبن الخيام كان لصحيفة «المنتخب» لقاء معه، تنقله لكم للإقتراب من لاعب سرعان ما صعد من فريق الأمل إلى الفريق الأول وحرق المراحل، واليوم أضحى واحدا من نجوم البطولة الإحترافية الواعدين، فلنتابع معا إذن تفاصيل الحوار.

 - المنتخب: لقاء جديد يجمعنا بك، وهذه المرة والبطولة تشرف على نهايتها، هل تحقق ما كان مسطر منذ ضربة البداية؟
بديع أووك: الحمد لله نتائجنا كانت جيدة والجميع نوه بطريقة لعبنا والأداء الذي نقدمه في جميع المباريات، وكالعادة لم تكن العين علينا لكن وجهنا أنظار الكل بالوجه الذي ظهرنا به وأمامنا ثلاث مباريات متبقية مع مباراة مؤجلة أمام الكوكب المراكشي سيكون فيها الهدف جمع نقاط إضافية للإقتراب من المقدمة.
النتائج حتى الآن مرضية ومن تابع تحضيرات البداية وما رافقها من مشاكل فأكيد أنه لن يتوقع أن نبصم على موسم كهذا، ولكن مادامت هناك رغبة وإصرار من مكونات الحسنية فجليد الصعاب يذوب وأتمنى أن نوفق فيما تبقى من جولات.
- المنتخب: برزت بشكل كبير في السنتين الأخيرتين وكنت متوهجا، فهل فكرت يوما من الأيام أنه حان الرحيل للخليج؟
بديع أووك: لم أضع في تفكيري أن أغير الوجهة للخليج كمحطة قادمة في مشواري ، ليس لأنني لا أريد ذلك بل لطالما حلمت أن أكون لاعبا محترفا من المستوى العالي، طبعا ما يراودني يوميا هو اللعب بالبطولة الإنجليزية وليس شرطا البريميرليغ الممتاز، بل الإحتراف حتى بالدرجة الثانية، الأهم أن أتواجد هناك بانجلترا حتى أحقق حلمي.
أنا متيم بهذه البطولة بشكل لا يوصف، حيث يمتاز بالسرعة وهو الأقوى وأتمنى في يوم من الأيام أن تكون محطتي القادمة إنجلترا ثم بعدها سأتجه إلى الخليج.
- المنتخب: بالحديث عن هذه النقطة بالذات «الخليج»، البعض لا يعلم أنه كان هناك عرضا كبيرا من إحدى الأندية الكويتية شهر يناير، هل كنت سترحل؟
بديع أووك: سأروي لك ما حدث بالضبط، تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد وكلاء اللاعبين بالكويت ، وسألني إن كنت مستعدا للإنضمام للعربي الكويتي الذي أبدى رغبة في الإستفادة من خدماتي وبمبلغ مالي مهم يصل لـ 600 مليون سنتيم، ولم أبد أية موافقة أو رفض و طلبت منه أن يتحدث مع الرئيس ومنحت له رقم هاتفه.
الإدارة والطاقم التقني رفضا العرض وتشبثا بي، لذلك فأنا ما زلت لاعبا بحسنية أكادير، كما كان هناك اتصالات مع فريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي اللذين أبديا رغبتهما في ضمي، وتركت الأمر لإدارة الحسنية للدخول في مفاوضات مباشرة تهم مستقبلي.
- المنتخب : أكيد أن هاتفك لم يتوقف عن الرنين هذه الأيام من طرف وكلاء اللاعبين، أليس كذلك؟
بديع أووك: عديدة هي الإتصالات التي تلقيتها تتساءل عن أي فريق هو مفضل لي للإنتقال إليه، لكن لا وجود لعروض رسمية حتى اللحظة التي أحدثك فيها.
لن أكذب عليك وأقول أنني لا أفكر في تغيير الوجهة، فهذه سنة كرة القدم، لا أحد يعلم أين سيكون مستقبله واللاعب كلما برز وتألق فعليه أن يستغل تلك الفترة ويسعى لتحسين وضعيته المادية وهذا أول شيء يفكر فيه اللاعب، فكم من السنوات سنلعب؟
اللاعب مطالب باستغلال أي لحظة من لحظات مشواره لضمان مستقبله، وحقيقة رغم أنه هناك تحسن نسبي من ناحية الوضعية المادية بحسنية أكادير، إلا أنني أطمح إلى ما هو أفضل وأحسن بالنسبة لي مستقبلا.
- المنتخب: نعود بك للبساط الأخضر، وفي واحدة من اللقطات التي لن تمر دون أن نتحدث عنها في مباراة الكوكب بأكادير، وحتى الثواني الأخيرة خرجت من اللائحة، هل شعرت بالإحباط أو الغضب؟
بديع أووك: في تلك المباراة كنت في أتم الجاهزية وتمت المناداة على 19 لاعبا، وبالتالي فهناك لاعب لن يكون ضمن التشكيلة الأساسية والإحتياطية وسيشاهد المباراة من المدرجات، ودخلنا لمستودع الملابس وعند الإعلان عن الأسماء كنت المقصود بذلك وتمنيت حظا موفقا لزملائي.
أحترم كثيرا قرار المدرب ولا أجادله أو أناقشه في ذلك، فهذا اختصاصه وهو أدرى مني، لن أقول أن هناك غضب أو إحباط وهذا الأمر وارد مع أي لاعب ويعلمك أن تجتهد أكثر، وسبق لي أن تواجدت بكرسي البدلاء وقاتلت على مركز أساسي حتى بلغت ذلك.
- المنتخب: متى تفضل العزلة وأنت تظل وحيدا بعيدا عن أجواء التداريب وصخب الملاعب؟
بديع أووك: أي إنسان في هذه الحياة يفضل في بعض الأوقات أن يظل وحيدا وفي مكان هادئ، وهذا ما يساعده على قراءة بعض الأشياء بتأني والتفكير بأكثر عقلانية دون اتخاذ قرارات سريعة، أفعل ذلك كلما شعرت أن هناك حِمْلٌ علي وضغوطات لذلك لا بد من الإسترخاء لنسيان أي تعب وإرهاق وما يسبب النرفزة.
الكلمات من بعض الفئات تكون قاسية في حال ما لم يرق لها أداءك في مباراة من المباريات، واللاعب يحتاج للدعم والمساندة في كل الحالات لأنه وارد أن لا يكون مستواه في خط تصاعدي دائم، وبالتالي اللاعب يفضل الإبتعاد حتى يراجع نفسه ويعود أقوى. 
- المنتخب: قرار تمديد عقدك، هل كان قرار صائبا، أم أنك تسرعت في توقيعك لمدته؟
بديع أووك: بالفعل، فالأمر يتعلق بفريقي وكانت لي جلسة مع الإدارة في الصيف الماضي واتفقنا على توقيع العقد الذي يستمر لأربع سنوات وتبقى منه ثلاث سنوات، لا يمكن أن أرفض أي عرض من الحسنية للتمديد وبالمدة التي ستطلبها مني الإدارة كما فعلت ولم أضع أي شروط تخص الجانب المادي.
أترك ذلك لهم ولا أبدي أي رأي في هذا الجانب والقرار كان صائبا بالتأكيد في البقاء هنا بأكادير ومستواي لله الحمد في خط تصاعدي وعندما يحين وقت الرحيل فسأفضل أن يستفيد الفريق ماديا لأنه ذو فضل علي.
- المنتخب: دعنا الآن نتحدث عن المنتخب الأولمبي، ونطرح سؤالا عن سبب غيابك عنه  في السنة الأخيرة؟ 
بديع أووك: ببساطة لأن الإعتماد يكون على مواليد 1997 و1998، وهذا هو سبب غيابي، لكن تواجدت في فترة سابقة وكنت سعيدا بالمناداة عليي للمنتخب، فلفترة طويلة جدا لم يتم استدعاء لاعب من الحسنية ولله الحمد نلت هذا الشرف ومثلت فريقي وتمت دعوتي أيضا للمنتخب المحلي بقيادة محمد فاخر.
كانت تجربة مفيدة وجيدة وأجواء مغايرة بمعسكر المنتخب عشناها تختلف عن الفريق، حيث يتم اختيار أفضل لاعبي البطولة وليس سهلا أن تكون من ضمنهم وأتمنى أن يتم دعوتي مجددا.
- المنتخب: الناخب الوطني هيرفي رونار أبدى إعجابه بك، ماذا يمثل لك ذلك؟
بديع أووك: حقيقة هو إعجاب لم أتوقعه بتاتا، ومن أول مباراة أتلقى فيها إشادة من الناخب الوطني، وهذا أمر أسعدني كثيرا وحفزني على بذل مجهود أكبر ومضاعف، بخاصة عندما تواجدت باللائحة الأولية وكثيرون من هنأوني بذلك.
الكرة الآن بملعبي وعلي أن أحافظ على مستواي لمساعدة فريقي ومن تم أن أنال نصيب المجتهد وهو الإنضمام للمنتخب الوطني وهذا الهدف الأسمى الذي أسعى لتحقيقه في القريب العاجل إن شاء الله.
- المنتخب: نهاية الموسم إقترب، فما هي الخلاصة التي خرجت بها وما متمنياتك في الموسم الجديد؟
بديع أووك: تعودت دائما مع نهاية كل موسم في تقييم أدائي بمناقشة ذلك مع أبي والمقربين لي، بالتأكيد هناك أخطاء يجب التعلم منها وإصلاحها وفيما يتعلق بالإيجابيات أحاول تطويرها، وصعب علي الآن أن ألخص لك مستواي لأن هناك أربع دورات متبقية وهنا سأقدم فيها كل ما لدي كالمتسابق الذي يخرج طاقته القصوى في السرعة النهائية من السباق.
نأمل أن نحجز المركز الرابع هذا الموسم إن شاء الله، ومتمنياتي في الموسم المقبل أن يتطور بديع بشكل أكبر ويقدم أداء أفضل  من ما قدمه من عطاء في الموسمين الأخيرين وأن أحقق أهدافي وحلمي الذي يراودني.