الدفاع الجديدي عازم على محو الصورة القاتمة للموسم الماضي

واصل النجم الصاعد للدفاع الحسني الجديدي وليد أزارو تألقه اللافت للنظر داخل البطولة الوطنية الإحترافية الذي يعد استمرارا للأداء المتميز الذي قدمه في أول حضور له مع الفريق الدكالي في قسم الأضواء خلال الموسم الماضي، وظل إبن سوس العالمة الذي خطفه الدفاع من حسنية أكادير الذي لم يكتب له الإرتباط به، وفيا لهوايته المعتادة وهي زيارة شباك الخصوم من مختلف المواقع، سواء مع فريقه الحالي أو المنتخب الوطني للمحليين الذي دشن رحلته معه بـ «هاتريك» رائع وقعه في مرمى منتخب ليبيريا بفاس رفع أسهمه في بورصة النجوم، وسيشكل بدون شك حافزا معنويا للهداف الدكالي الواعد لمواصلة البذل والعطاء بسخاء قصد تحقيق أحلامه كما رسمها لنفسه في سماء الساحرة المستديرة.
في هذا الحوار نقترب أكثر من اللاعب أزارو الذي يشق طريقه بثبات نحو النجومية، بعدما صنع لنفسه مسارا متميزا مع الدفاع الجديدي الذي تحول في ظرف وجيز إلى واحد من نجومه البارزين.

- المنتخب :مؤخرا، حظيت بثقة الناخب الوطني للمحليين، كيف تلقيت الدعوة، وهل كنت تتوقعها في هذا الظرف بالذات؟
أزارو: أولا، أشكركم على هاته الإستضافة الكريمة وعواشر مبروكة لجميع الرياضيين..
الأكيد أن لكل مجتهد نصيب، وشخصيا اجتهدت كثيرا وكافحت على مدى سنوات من أجل تحقيق حلم راودني منذ الصغر وهو حمل القميص الوطني، والله سبحانه وتعالى كافأني على اجتهادي وتحقق هذا الحلم على أرض الواقع بانضمامي إلى منتخب المحليين كخطوة أولى، بكل صراحة دعوة الناخب الوطني كانت بالنسبة لي شبه متوقعة، قياسا بالأداء الكبير والمتميز الذي قدمته في أول موسم لي بقسم الكبار مع الدفاع الجديدي بشهادة المتتبعين والنقاد، وكذا البداية الطيبة التي بصمت عليها مع نفس الفريق هذا الموسم، وجميل جدا أن أستهل الموسم الكروي الجديد بهاته المفاجأة السارة وهذا الحدث السعيد إثر تلقي دعوة المشاركة مع الأسود المحلية في مباراة ودية دولية.
- المنتخب: بداية طيبة لكم مع المنتخب الوطني المغربي للمحليين، بتسجيلكم لهاتريك في مرمى ليبيريا، كيف كان شعوركم بعد هاته الثلاثية الرائعة التي دشنتم بها مشواركم الكروي مع المنتخب الرديف؟
أزارو: في الحقيقة، كانت فرحتي مضاعفة في أول ظهور لي مع أسود الأطلس، أولا حمل القميص الوطني لأول مرة وثانيا تسجيلي لثلاثة أهداف بتوفيق من الله تعالي في مرمى ليبيريا التي أجريت بالمركب الرياضي بفاس، وأنا سعيد جدا بهاته البداية الطيبة لي مع المنتخب المحلي والثلاثية الرائعة التي سجلتها في هاته المباراة التي ستبقى راسخة في ذاكرتي، وأشكر بالمناسبة زملائي اللاعبين الذين قدموا لي الدعم المعنوي سواء في المعسكر التدريبي أو خلال المباراة الودية، دون إغفال بطبيعة الحال التوجيهات السديدة لـ «الكوتش» جمال سلامي الذي طبقت العناصر الوطنية تعليماته على أرضية الملعب، وكانت في مستوى انتظارات الجمهور المغربي في ودية ليبيريا.
- المنتخب: هل يمكن القول أن الثلاثية التي وقعتها في ودية ليبيريا ستشكل حافزا لكم للإجتهاد أكثر لانتزاع ثقة الناخب الوطني للمنتخب الأول؟
أزارو: بكل صدق ثلاثيتي في مرمى ليبيريا لم أكن أتوقعها، وبطبيعة الحال الطموح سيكبر إن شاء الله بعد الصورة الطيبة التي قدمتها في مباراة ليبيريا التي كانت تجربة ناجحة بالنسبة لي، سأواصل العمل وسأضاعف من مجهوداتي سواء في التداريب أو أثناء المباريات المقبلة، أولا لتطوير مستواي وتأكيد رسميتي مع المنتخب الوطني للمحليين، وثانيا لانتزاع ثقة ربان أسود الأطلس مستقبلا، لأن شهيتي ما زالت مفتوحة وطموحي لا حد له، وحمل قميص المنتخب الوطني كما يعلم الجميع هو تشريف وتكليف في آن واحد، وسأناضل من أجل تحقيق هذا المسعى الذي هو حق مشروع لكل اللاعبين المغاربة الذين يمارسون في مختلف البطولات.
- المنتخب: نترك تجربتك مع المنتخب المحلي جانبا، لنعرج على فريقك الحالي الدفاع الحسني الجديدي الذي ساهمت بشكل كبير في بقائه بقسم الكبار الموسم الماضي، وحافظت على توهجك معه هذا الموسم، يمكن القول أنك استأنست جيدا بأجواء البطولة الإحترافية؟
- أزارو: بالطبع، مستوى اللاعب يتطور ويتغير بتغير البطولة التي يمارس فيها، قدمت السنة الماضية من قسم الهواة ووقعت أول عقد احترافي في مشواري الكروي مع الدفاع الجديدي الذي وضع مسؤولوه ثقتهم في إمكانياتي، وكنت أهلا لهاته الثقة رغم البون الشاسع بين ظروف وشروط الممارسة بين قسمي الهواة والكبار، والحمد لله بعد موسمي الأول مع الدفاع تجاوزت دهشة البداية واستأنست جيدا بأجواء البطولة الوطنية الإحترافية، وذلك بفضل الدعم المعنوي الكبير الذي تلقيته من قبل عائلتي الثانية وأعني بهم اللاعبين الذين أشكرهم بالمناسبة، دون نسيان التوجيهات السديدة لكل المدربين الذين تعاقبوا على تأطيري داخل الفريق الدكالي، حتى الآن أسير في الإتجاه الصحيح، لكن لست مغرورا لسبب بسيط وهو أنني «راسي صغير»، ولا أتأثر بكلام الناس الذين أحترم رأيهم مهما كان موقعهم وثقافتهم الكروية، وأعتبر ما حققته من نجاح حتى الآن هو توفيق من الله ورضا الوالدين طبعا، وأعد الجمهور الرياضي الجديدي بالعمل ثم العمل ثم العمل حتى أحافظ على توهجي وعطائي المتميز في قادم المباريات وأكون في مستوى تطلعات كل الدكاليين الذين كانوا سندا قويا لي.
- المنتخب: فارس دكالة هذا الموسم بمتغيرات بشرية جديدة، هل تتوقعون موسما ناجحا للفريق في منافسات هذا الموسم؟
أزارو: صحيح، أن الدفاع الجديدي تعذب كثيرا في بطولة الموسم المنصرم، وبشق الأنفس استطاع تثبيت أقدامه بقسم الكبار، لكن كل مكوناته الأساسية استفادت من أخطاء الماضي القريب، عازمة هذا الموسم على محو الصورة القاتمة التي لازمت الفريق الدكالي في البطولة المنصرمة، وشخصيا أتوقع موسما مخالفا لسابقه، بالنظر إلى الإستعدادات الجيدة التي قام بها الدفاع خلال فترة الإعداد للمنافسات الكروية تحت إشراف الإطار التقني الوطني الكفء عبد الرحيم طاليب الذي عمد إلى تعزيز الصفوف بقطع غيار جديدة وفق الخصاص الذي يعاني منه الدفاع في بعض المراكز الحساسة، وهؤلاء الوافدون الجدد بدأوا في الإستئناس تدريجيا بأجواء النادي، وسيقولون إن شاء الله كلمتهم لأنهم لاعبون في المستوى قادرون على منح الإضافة المرجوة للفريق الجديدي وقيادته نحو الصعود إلى البوديوم، لأن الجمهور الدكالي متعطش للألقاب.
- المنتخب: ألا ترى معي أن السياسة التي انتهجتها إدارة الدفاع مؤخرا والرامية إلى الحفاظ على الإستقرار البشري للفريق من خلال تمديد عقود بعض الركائز الأساسية وتقنينها لعملية الإنتدابات عاملان سيساهمان لا محالة في إعادة الدفاع إلى الواجهة من جديد؟
أزارو: في كرة القدم لا يعقل أن يتم تغيير فريق بكامله كل موسم، لأن ذلك يكون له تأثير سلبي على أدائه داخل المنافسات، فضلا على أن عملية الإنتدابات غير المقننة ترهق ميزانية الفريق، المسؤولون الجديديون إستفادوا من الأخطاء ونجحوا في إقناع مجموعة من الركائز الأساسية بتمديد عقودهم لمواسم إضافية حفاظا على الإستقرار البشري للفريق، وهي بادرة حسنة تحسب للمكتب المسير الذي قام بانتدابات على المقاس ووفق الخصاص الذي حدده الطاقم التقني الذي انفتح بدوره على لاعبي الأمل ومنحهم فرصة إثبات الذات، وهي ظاهرة صحية ستساعد الفريق الدكالي على استرجاع هويته، خاصة وأنه يتوفر على ترسانة بشرية مهمة تجمع بين الخبرة والفتوة ستقول كلمتها مستقبلا إن شاء الله، شريطة توفير الأجواء السليمة للممارسة التي تساعد هؤلاء اللاعبين على البذل والعطاء.
- المنتخب: بعض الأخبار القادمة من محيط «كلوب هاوس» تتحدث عن دخول مسؤولي الدفاع في مفاوضات معك لتمديد عقدك الإحترافي مع الفريق الدكالي لمواسم إضافية، ما صحة هاته الأخبار؟
أزارو: أولا، لا بد من التذكير بأن عقدي الإحترافي مع الدفاع الجديدي ما زال ساري المفعول لموسمين آخرين، فعلا فاتحني المسؤولون مؤخرا في موضوع تمديد العقد، لكن هاته المفاوضات لحد الساعة لم تتخذ طابعا رسميا، كيفما كان الحال، أنا مرتاح داخل الدفاع، وأنا رهن إشارة إدارة الفريق لمناقشة العرض الجديد للفريق الدكالي الذي أعتز بالإنتماء إليه والدفاع عن قميصه.
- المنتخب: هل تود الإستمرار مع فارس دكالة، أم لديك نية في تغيير الأجواء؟
أزارو: لست ناكر المعروف والجميل، الدفاع الجديدي كان فضله علي كبيرا، فهو الذي صنع لي إسما في عالم كرة القدم، لحد الساعة أنا دفاعي وسأبقى دفاعي، لكن المستقبل وحده الكفيل بالإجابة عن هذا السؤال ما دام أن كل شيء ممكن في كرة القدم، ولست أدري ماذا يخبئ لي القدر مستقبلا، مع أنني أؤكد لكم مرة أخرى أنني على استعداد لتمديد عقدي مع فارس دكالة بدون قيد أو شرط.
- المنتخب: لكن، هناك حديث عن دخول أندية وطنية كبيرة في مفاوضات سرية معك للإستفادة من خدماتك، ما تعليقكم؟
أزارو: لا صحة لهاته الأخبار التي انتشرت في بعض المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي، وعبر منبركم الإعلامي أنفي نفيا قاطعا توصلي بأي عرض رسمي سواء من داخل المغرب أو خارجه، أنا مرتاح داخل الدفاع الجديدي ولا أتأثر بمثل هاته الإشاعات، لأنني راض بما قسم الله لي.
- المنتخب: مسار الدفاع موفق حتى الآن في منافسة كأس العرش، هل يملك فريقكم كل المقومات للمنافسة على لقب الكأس الفضية؟
أزارو: صحيح، أن الدفاع الجديدي وقع على مسار ناجح لحد الآن في مسابقة كأس العرش، بعدما تخطى في الدورين السابقين حاجزي الرجاء البيضاوي وأمل سوق السبت عن جدارة واستحقاق، والحلم بدأ يكبر مباراة بعد أخرى لمعانقة اللقب،  وإن شاء الله سنسير على نفس المنوال في قادم المباريات، حتى نحقق الهدف المنشود الذي تنتظره كل الجماهير الدكالية ألا وهو بلوغ البوديوم.
- المنتخب: قرعة ربع النهاية وضعتكم وجها لوجه مع النهضة البركانية، كيف تقرأ هاته المباراة؟
أزارو: في منافسات كأس العرش نناقش مباراة بمباراة، علما أن هاته المسابقة تلعب وفق نظام الذهاب والإياب، مما يعطينا حظوظا أكبر للتأه ، خصمنا المقبل نهضة بركان نعرفه جيدا، فريق قوي ومشاكس يتوفر على لاعبين جيدين، سنحاول استغلال عاملي الأرض والجمهور في لقاء الذهاب لحسم الأمور بنسبة مائوية كبيرة بميداننا، وتيسير مهمتنا ببركان، أمامنا أسبوع تقريبا للتحضير في أحسن الظروف لهاته المباراة الحاسمة التي ننتظر فيها دعم الجمهور الدكالي. 
- المنتخب: على ضوء النتائج الرقمية للمباريات الأولى والإستعدادات التي قامت بها الأندية الوطنية، كيف تتوقع البطولة الإحترافية في نسختها الخامسة هذا الموسم؟
أزارو: البطولة ما زالت في بدايتها، ومن الصعب حاليا إصدار حكم صائب حول مستوى الأندية الوطنية التي يعاني لاعبوها من الإرهاق والعياء «la charge » الناتج عن التمارين البدنية الشاقة التي خضعت لها خلال مرحلة التحضيرات، الدورات القليلة المقبلة ستكشف بكل تأكيد عن المستوى الحقيقي للبطولة الحالية التي ستبوح بأولى أسرارها ،  لكن هناك مؤشرات توحي بأن الموسم الكروي الحالي سيكون مخالفا لسابقه، خاصة مع ظهور موجة جديدة من اللاعبين الموهوبين والطموحين الذين تحذوهم رغبة جامحة للبصم على حضور متميز والظهور بمستوى طيب في بطولة الكبار.  
- المنتخب: من هي الأسماء التي كان لها فضل كبير في اكتشاف اللاعب وليد أزارو وبروزه؟
أزارو: هناك أشخاص كثر كان لهم دورا عظيما في تغيير مسار حياتي، في مقدمتهم الوالدين الكريمين أطال الله في عمرهما، وأيضا جميع المدربين الذين تتلمذت على أيديهم سواء في فريقي الأم أدرار سوس أو الدفاع الجديدي، كل واحد منهم ساهم بقسط وافر في تأطيري واستفدت كثيرا من توجيهاتهم النيرة، ولا تفوتني الفرصة أيضا لأشكر لاعبي الدفاع الذين قدموا لي يد المساعدة في بداية مشواري مع الفريق الموسم الماضي، دون إغفال بطبيعة الحال جميع أفراد الطاقم الطبي والجمهور الدكالي الذي دعمني كثيرا ولم يبخل عني بتشجيعاته القوية التي حفزتني كثيرا على الإجتهاد لتقديم الأفضل.   
- المنتخب: في ختام هذا الحوار، ما هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها في مشوارك الكروي؟
أزارو: اللاعب كأي إنسان يطمح لتحقيق الأفضل، يضع نصب أعينه هدفا محددا ويناضل من أجل تحقيقه ويسعى إلى دائما النجاح في حياته لأنه طموح بطبعه، وبالرغم من ظهوري بشكل لافت مع الدفاع، لم أصل بعد إلى النجومية، وما زلت في بداية الطريق، لكن طموحي مشروع كأي لاعب مغربي وهو حمل قميص المنتخب الوطني الأول والإحتراف بإحدى البطولات الكروية الأوروبية، وبلوغ هاته الأهداف يتطلب مني مضاعفة الجهود والمثابرة سواء في التداريب أو المباريات، وأتمنى أن يوفقني الله في مسعاي.